المقالات

الخط الرسالي بين المدينة المنورة وكربلاء المقدسة

1342 21:38:00 2009-02-23

الدكتور مجيد الشرع باحث اكاديمي

تدل المعطيات دلالات قاطعة يثبتها الدليل ومسؤولية الحدث أن رسالة الإسلام إلى العالم قد بدأت فعلا من مدينة الرسول حيث كان الجهاد الفعلي يثبت تلك الرسالة وسعتها ورحمتها حيث أشار القرآن الكريم بما لايقبل الشك بقوله تعالى:"ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة: سورة النحل:آية89"" وما أرسلناك إلى رحمة للعالمين" سورة الانبياء:آية 107

ثم أن المعطيات أشارت أيضا إلى قول العلي العظيم أن حمل الرسالة وموضوعها لاينهض به إلى الصفوة المخلصة ومن يعاضد الرسول الأكرم حيث نجد ذلك جليا في قوله تعلى:" وانذر عشيرتك الأقربين سورة : الشعراء: آية214 " وقد ترجم الرسول الأكرم بدلالة ربانية الأقوال بالأفعال فبين في صريح العبارة من هم المنذرين ومن هم أهل حمل الرسالة فكان عليا(ع) في طليعتهم ثم كان حديث الكساء الذي احتضن في دفئه الامام الحسين(ع) وقد صدرت أحاديث وبراهين عن أئمة أهل البيت وأهليتهم للقيادة وقد صرحت بذلك آيات قرآنية وأحاديث نبوية رواها العامة والخاصة وليس نحن الآن بصدد سردها ، ولكن المعول عليه في هذا الصد محورين:المحور الأول: هو قيادة الرسول(ص) للأمة وبيان مامطلوب منها في خضم جاهلية عمياء ترى من وأد البنات أسلوبا للتخلص من العار وقد تعرض هذا الرسول إلى شتى المضايقات والأفعال الشائنة ولكنه كان لا يبالي لأنه مكلف في إنقاذ الأمة من ضلالتها حتى أنهم عرضوا عليه من الأموال ومن المناصب والمكارم على أن ينتهي من الأمر الذي جاء به حتى قال مقولته الشهيرة كما يفيد معناها:"إنكم لو وضعتم الشمس في يميني والقمر في شمالي لما تركت ذلك"

ونجح الرسول (ص) وثبت أساسيات الرسالة وانقذ تلك الأمة الضالة حيث أشار القرآن الكريم في قوله تعالى: " وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها سورة ال عمران: آية103)

المحور الثاني: قيادة الحسين(ع):يمثل الحسين(ع) ظاهرة وعلامة دالة لتجديد معاني الرسالة التي كادت أن تندرس معالمها بعد إغماض الرسول ألأكرم عينية حيث رجعت إلى النفوس التي دخلت إلى الإسلام مرغمة بين الخوف وحب الطمع تلك الكبرياء وأنكرت أحاديث سمعتها من الرسول وليس أدل من ذلك إنكارهم لبيعة الغدير تلك البيعة التي تمت على رؤوس الإشهاد وانفرادهم ببيعة السقيفة وقد عاين الإمام الحسين ببصيرته تلك المأساة ثم غدر الأمويين بأخيه الحسن(ع) وتفردهم بالسلطة ونسوا أقوال الرسول وكأن أهل البيت ما هم إلا مثل بقية الناس ونحن نعلم جميعا كيف تصرفهم بالخلافة حيث أصبحت سلطة جائرة لا تحكم إلا بالسيف وتورث كما تورث الاموال وهكذا أعطى الأمويين صورة حالكة للإسلام وبدلا أن يكون رحمة أبدلوه بالنقمة مما جعل الإمام الحسين أن ينهض بثورته المعروفة ورفع شعار الخط الرسالي الذي يستند على عمود من نور يرتكز على ارض طيبة( المدينة المنورة) التي احتوت على قبر الرسول الأعظم(ص) ويمتد إلى كربلاء المقدسة وقد رافقت مسيرة الحسين في توقيتها أثناء موسم الحج عدة دلالات منها قوله:" لم اخرج أشرا ولا بطرا وإنما الإصلاح في امة جدي"

ومنها حمل بنات الرسالة والأطفال مما يعزز انه يعلم مصيره وأراد أن يظهر للملأ خبث سريرة بني أمية ومقاصدهم والا يعود الإسلام لسابق عهده الا بهزة قوية كفجيعة كربلاء. كذلك كانت خطبه إلى القوم تعزز نيته وترجمة إلى مناداة الرسول (ص) عندما صدح برسالة السماء. إذن يكون خط الحسين(ع) هو خط الرسالة السماوية والتي كانت تضحيته بعد قرون خلت هي منارة إشعاع للمسلمين كي يسيروا في الخط المستقيم ويذرون الاعوجاج وما سار عليه خلفاء بني أمية ومن بعدهم خلفاء بني العباس وان الجماهير الزاحفة إلى كربلاء تجسد هذا النداء لبيك ياحسين وكأنها تريد آن تخرس الأصوات الهجينة وتقول لهم هذا عطاء الحسين وخطه الرسالي الذي جدد عهد الرسالة المحمدية فأين قبور هؤلاء الذين ظلموه والذين ارادو للإسلام المحمدي أن يندثر الا آن الآوان ان نرجع الى الخط الرسالي الذي بدأه محمد المصطفى(ص) وجدده الحسين (ع).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك