المقالات

الكرد الفيلية...تأريخ من الألم

1678 17:22:00 2009-02-24

علي الخياط

توزع الاكراد في الكثير من دول العالم، ولكن اكثر عدد منهم تجمع في تركيا وايران والعراق وسوريا ، وكان الكرد يعيشون في هذه البلاد تحت نير الظلم والاضطهاد ، ومنذ بداية القرن العشرين تصاعد المد القومي للاكراد ، ففي تركيا اصدر (كمال اتاتورك) قرارا بحضر اللغة الكردية ، وقمعت خلالها العديد من الانتفاضات الشعبية بوحشية وعنف ، اما في العراق وبعد عقد من الكفاح المسلح بحثا عن الحكم الذاتي تعهدت الحكومة العراقية -عام 1971- بمنح تمثيل سياسي للاكراد مقابل وقف اطلاق النار ..لكن هذا التعهد لم يجد طريقة الى حيز التنفيذ . تعرض الكرد وخاصة (الفيلية) الى سياسة التطهير العرقي من قبل النظام الدكتاتوري البعثي ، وفق خطة مدروسة وضعتها المخابرات الصدامية لتستهدف بالدرجة الاساس الكرد الشيعة (الفيلية) وصدرت العديد من القرارات الجائرة بحقهم، حيث صودرت مساكنهم واراضيهم وممتلكاتهم بقسوة وعنف شديدين، وعاش الفيلية في كابوس مرعب ومرير، من ظلم واضطهاد وتشريد وتهجير واشد انواع التطهير العرقي في التاريخ الحديث ،

اليوم وبعد ما يقرب من ست سنين على سقوط حكم الدكتاتورية البغيضة ... عادت مئات العوائل الفيلية من المنفى الى احضان الوطن ، تاركة خلفها ذكريات انهم تعرضوا للقسوة اكثر من غيرهم ابان حكم المقبور صدام وعصابته ، فاتحين قلوبهم لنسائم بلادهم ،ولكنهم صدموا بالحواجز والعراقيل التي تمنع عودة حقهم السليب وتضع العصا في عجلة اندماجهم بوطنهم من خلال قرارات جائرة وروتين ممل ووصل الامر الى اتهامهم من قبل البعض (الطائفيين) بانهم ليسوا عراقيين ، وهذا هو الظلم بعينه ،ان الكرد الفيلية عراقيون ابا عن جد والشعب مؤمن بذلك واضحى لا يود سماع هذه المصطلحات الغريبة العجيبة التي تخرق وحدته وتشق صفوف مواطنيه ، فالحقيقة التاريخية التي لا يستطيع احد انكارها ان العراق لكل القوميات والطوائف وهذه حقيقة لا يمكن جهلها او انكارها. ولايسعني هنا الا ان اذكر ماكتبه صديقي واخي الكاتب المشاكس(سليم سوزة)عن معاناة العوائل الفيلية وهذه قصة من المئات من قصص المعاناة التي تواجهها العوائل العائدة الى الوطن (( القصة تبدأ من عائلة قريبة(كما يقول سوزة)، التقيت بها قبل ايام في احدى بيوتات الفيليين،. ليُطلعوني على مرارة احساسهم بالغبن والتمييز بينهم وبين آخرين .. فقد سجن البعثيون هذه العائلة برجالها ونسائها واطفالها في نكرة سلمان، مدة سبع سنوات لكونهم لا يمتلكون شهادة جنسية البعث، تؤيد عراقيتهم، رغم انهم من حملة الجنسية العراقية قبل ان تلد (صبحة) بطل حواسم الحفر والمغارات .. حتى اُطلِق سراحهم عام 1989بقرار رئاسي، وقد جُرّدوا حينها من كل اوراقهم الثبوتية، ليكون كل ما في جعبتهم ورقة صغيرة، مُثبّت عليها هاتف ضابط استخبارات، يتصلون به في حال طلبت اي دورية عسكرية او امنية هوية ً شخصية لهم آنئذ.

الغريب ان افراد العائلة وبعد خروجهم من سجن (النكرة) سيء الصيت، قد اُجبروا على دخول الجيش حينها، واكملوا خدمتهم الالزامية، لكن ذلك لم يشفع لهم في نظر السلطة ولم يجعل منهم عراقيين من الدرجة الاولى .. فقد ظلّ شبح التبعية الايرانية يطاردهم حتى في منامهم وظلّت قوات الامن ترسل في طلبهم وتعتقلهم كلما تذكّرتهم .. ولم تنتهِ هذه الحالة حتى عام 2003 اي عام سقوط ابن العوجة وجوقة طبّاليه، حيث تنفسوا ومعهم عموم العراقيين الصعداء بذلك السقوط واستبشروا مع الشرفاء خيراً بالعهد الجديد عسى ان يعوّضهم عن ما قاسوه ويُعيد لهم كرامتهم المُستباحة.

المُحزن في الامر، بأن اللجنة التي شكّلها السيد رئيس الوزراء نوري المالكي والمؤلّفة من عدد من المستشارين مع قضاة وممثلين لمؤسسة السجناء السياسيين، لم تعتبر هذه العائلة المنكوبة بزلزال الارهاب الصدامي وبمقياس 9 حسب ريختر البعث، من السجناء السياسيين، بل سمّتهم (محجوزين سياسيين)، لانهم حسب ما تقول اللجنة اُوقِفوا بالحجز ولم يُسجَنوا سجناً كما البقية، وهذا يعني بانهم لا يستطيعون العودة الى دوائرهم تحت هذا العنوان، وليس لهم الحق بالمُطالبة بحقوقهم وامتيازاتهم، لانهم وحسب اللجنة (محجوزون سياسيون) وليسوا (سجناء سياسيين).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابن أهوار الناصرية
2010-09-16
أخي العزيز كان الله في عون كل مضلوم عراقي أنا من سكان الأهوار وقد شاهدنا أمور يعجز القلم عن كتابتها تركنا مناطقنا وهربنا إلى مناطق الشمال لنعيش بالقرب من الأكراد السنة لا نريد العيش بمناطق يحكمها ابناء جلدتي من الش ( لا أدري ما ذا أقول ) وقد شردنا من هذا المكان أنا أقول أن الذين أتوا من الخارج وكانوا منعمين وحصلو على الجنسيات المتعددة هل هم مضلومين مثلنا أم ماذا والله هم أنجس من الخنازير عملاء للشرق والغرب لا يستحقون العيش معنا ابدا رحم الله موتى العراقيين من الشمال إلى الجنوب والخزي لصدام
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2009-02-27
مسطلحات بعثية كثيرة يجب الانتباة لها في حالة ذكر ماسات العراقيون المهجرون ومنهم الاكراد الفيليون فكلمة تسفير لا تعني اكثر من اخراج الشخص من مكانة الى مكان اخر فالبعثيون اللعناء تفننوا في استعمال الكلامات المرادفا الاقل وقعا مثل كلمة التهجير ومصادرت الاملاك وحجز الشباب كما نفسهم اليوم يستعملون هذة المصطلحات فمن المقاومة الى المقاومة الوطنية وبعدها الى المقاومة الشريفة لذلك يجب ان تكون مرجعية الى الاكراد الفيلية هي لها كافة المسؤوليات من ايجاد السكن الى اعطاء الناس حقوقهم ودمجهم بالعراق الجديد
Ayad
2009-02-25
يااخ عندما تذكر كلمة تبعية يجب ذكر كلمة تلفيق بالجنسية اوالاصاق هذه الكلمة ضلما لانها كلمة كان الصداميين والبعثية يستخدموها فاذا عراقنا جديد فلنبتعد عن الارث القديم بمضالمه ولنحارب البعث حقا
Ayad
2009-02-25
خل واحد يحجي الحقيقة فانا قراءت وعرفت ان الاكراد الفيلية قدموا وطالبوا بحقوقهم عملا عند الاءتلاف و عند الناءب الفيلية اتصور اسمه عامر ثامر وعند كل من المفروض يتوجهون له وتضاهرا ومطالبات بكل الصحافة وعملهم سبق كلامهم وهم بالفطرة شجعان ككثير من الشيعة ذو الموقف الحق ولكن العمل مطلوب من اخوانهم وليس الكلام والوعود فقط مؤازرة الاخ لاخية واجب شرعي واخلاقي ويجب ارجاع الكثير وانواع حقوقهم ولكن هناك بصيص امل فقضيتهم بالسرة عند المحكمة اعتقد الله سبح والاءمة ع مع كل المضلومين
الدكتور شريف العراقي
2009-02-25
على الكرد الفليين والتبعية الآخرين ان يكونوا شجعان و ان يقدموا الشكاوي ضد آلاف المتورطين في عملية التهجير حيث لافائدة من الكلام دون عمل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك