المقالات

قيم المواطنة

1045 20:44:00 2009-02-24

فراس الغضبان الحمداني

في بلد مثل العراق تتنازعه الامجاد ، وذكريات الحضارة العظيمة ، لابد ان يكون للمواطنة شكلها القيمي والتعبيري ، واثرها في حياة انسان هذه البلاد .ومنذ سنوات خمس صارع العراقيون اصنافا من الويلات والمصاعب ، وكانت التحديات عنوانا لذلك الصراع على مساحة الوطن الممتدة في الارواح والضمائر المعذبة .حاولت عصابات الارهاب المنظم دفع الناس ليكونوا ادوات طيعة لتنفيذ مشاريع التدمير العشوائي وكان المسعى يتطلب تخليهم عن المواطنة ، باعتبارها الضمانة التي تمنع من الانزلاق الى هاوية تلك المشاريع .واستخدم الارهابيون ، اساليب الترهيب الاعمى ، وكان الذبح على الهوية ، والتهجير ، وبث الدعايات المضللة عن انهيار الوطن وضياعه وعن اليأس الكامن الذي لايمكن تخطيه في ظل الاصرار على قتل روح الانتماء .وكانوا يريدون لهذا الانسان ان لايشعر بالوطن ولايؤمن بمستقبل فيه ، وتمادوا اكثر حين ارادوا له الانشغال برغبة الهجرة والسفر الى البعيد ليتخلص من اوهام الضياع في الداخل الذي صار لايطاق _ بوصفهم وزعمهم المسموم _ ...وهل المواطنة مجرد حاجات الى الامن ، والخدمات ، والطعام ، والوظيفة . ؟ام انها رقي فوق ذلك . وسمة تمنح اصحابها فرصة التعبير عن قدراتهم في تحمل المأساة وثقلها الدامي وأثرها السلبي في حياتهم الخاصة والعامة . ؟

انها الحالة الملازمة لروح الانسان الحقيقي . فالعراق لم يكن ارضا يباب ، انما انبعاث" حضاري متدفق وعطاء مستمر يساعد في تهيأة الظروف الملائمة لبقاء العلاقة بين المواطن ووطنه وعلى مر تاريخه ، كان العراقي يتجاوز المحنة بتكاتف ابنائه ، ويعبرها الى ضفاف الامن والتسامح والتضامن والتعايش السلمي ، ولايخسر الا في المساحة الاقل تكلفة لان الانسان لابد له ان يخسر يوما ما شيئا ليربح في النهاية ، ولان الحياة قائمة على مبدأ ان لاشيء ذا قيمة بلا ثمن ..

المواطنة . روح ، وفكر ، وعطاء .. وليست انتظارا لمنحة شهرية او فرصة قد تأتي ، وقد لا .. ومن لا يؤمن بهذه الفكرة ، فأنه سيضيع نبل العلاقة بينه وبين وطنه . ولن يكون متاحا له ابدا ان يحقق حضورا في ذاكرة البلاد ، او ان يسجل التاريخ له انه فعل ماكان يجب ان يفعل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د_تيسير عبد الحسين
2009-02-25
الاستاذ فراس المحترم...مقال رائع عن قيم المواطنة وتفسيرها الحقيقي في زمن اللااخلاق بارك الله فيك والى مقالات معتبرة اخرى
Zaid Mughir
2009-02-25
عزيزي فراس , ما ساعد الأرهاب في التفشي أول الأمر هو الجهل الذي خلفه النظام العفلقي الذي ولى للأبد انشاء الله ,وهنا لا بد للتربية والتعليم لكل المراحل أن تبني ما هدمه البعثيين المجرمين , والمنابر أيضا وسيلة للتعليم والتثقيف و وهو واجب الجميع , والناس عالم ومتعلم و وما أكثر العلم في العراق , ووفقك الله على هذا المقال الجميل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك