المقالات

صفين ودرة عمر والحصانة

1270 08:33:00 2009-02-25

بقلم :سامي جواد كاظم

مع كل جريمة يقترفها عضو برلماني تشتد النقاشات بين اعضاء البرلمان حول رفع الحصانة عن هذا العضو المجرم لغرض تقديمه الى المحاكمة وهذه النقاشات تستغرق وقت يكفي لهروب المجرم ، والطائفية تدخل في عرقلة رفع الحصانة في اغلب الحالات التي مر بها البرلمان ومنهم ايهم السامرائي والضاري و حتى الدليمي الذي لا زال بعيدا عن المحاكمة بسب قذارة الحصانة . واليوم المطروح على ساحة البرلمان على اساس رفع الحصانة هو محمد الدايني وعليه سيكون خطابي الى اعضاء البرلمان دون الدايني لانه لايستحق الحديث حول تاخر اتخاذ القرارات الحاسمة في مثل هذه القضية واقول لهم هل اقر عمر بالحصانة ؟ ام علي عليه السلام اقر بها ؟الخليفة عمر لديه الدرة التي تهشم اكبر حصانة مهما كانت صلابتها ولايوجد في قاموسه الحصانة فلديه الكل سواء والتاريخ يحدثنا عن ذلك ومن هذه الروايات قصة ابي هريرة عندما ولاه البحرين وجاءت الاخبار لعمر ان واليه على البحرين اصبح صاحب مال وحلال فاستغرب الامر بعد ما كان فقير الحال فبعث اليه هو وامواله وخرج عمر خارج المدينة ليلاقيه حتى لا يفسح المجال له في تسريب امواله وبالفعل لما راى النياق والخيل وصناديق المال ضربه بدرته وقال له يا ابا هريرة من اين لك هذا ؟ فصادر امواله وجعلها في بيت مال المسلمين وعزله ، اين الحصانة ؟

خالد بن الوليد الذي قتل مالك بن نويرة وزنا بزوجته استنكر ذلك عمر وطلب من ابي بكر القصاص فلم ينفذ فما ان استلم الخلافة عمر حتى عزله وجعله تحت الاقامة الجبرية ،اين الحصانة ؟ ولده الذي جاء خبره من مصر انه يشرب الخمر فطلب من واليه على مصر عمرو بن العاص ان يجلده حد الخمر وبالرغم من ذلك فانه لم يطمأن بان يقام عليه الحد باعتباره ابن الخليفة فارسل اليه ان يحضر لديه فجيء به وهو مريض فاقام الحد عليه فمات من جراء ذلك بيد عمر وعندها طلب المشورة من الامام علي عليه السلام بهذا الامر فقال له عليه السلام تجب عليك دية ابنك وطالما انك الخليفة وعند الحد مات فتعطيها من بيت المال الى عياله .

واما الامام علي عليه السلام فلو اقر بالحصانة ما اشتعلت حرب صفين ولا وبخ عثمان بن حنيف وهدده بالعزل بالرغم من انه لم يرتكب جرم كالذي يرتكب اليوم في العراق من قبل اصحاب الخيانات ، كما وامر باسترداد كل ما نهب من بيت المال ومهما كان الناهب ، اين الحصانة لدى اميرالمؤمنين عليه السلام ؟

اما الخليفة الثالث نعم فقد اقر بالحصانة وعطل القانون على ذويه وولاته وماذا كانت النتيجة كانت النتيجة قيام الثورة عليه وقتله في داره واصحاب الحصانات لاذوا بالفرار الذين قادوه الى مصيره هذا . وهنا كلامنا موجه الى من يدعي القانون ، ان الحصانة التي شرعتموها ما انزل الله بها من سلطان وبالرغم من ذلك اقول لكم انتم تمنحون الحصانة للمجرمين والمجرمون لا يمنحون الحصانة للقانون فايهما اولى بالحصانة ؟

اقول لمن يعارض رفع الحصانة في البرلمان ان كان قدوتكم عمر فهذا عمر لا يقر بالحصانة وان كان قدوتكم علي فهذا علي لا يقر بالحصانة ،الم تقولوا القانون فوق الجميع فاين مكانه فوق المجرمين ؟كثيرا ما تدعي التوافق ان المحاكمة او طلب رفع الحصانة هو تسيس للقضية و ورائه دوافع طائفية فاذا كان قدوتكم الخليفة الثاني فهل تسيرون على خطاه ويجرأ احدكم بمسك الدرة وضرب راس من لا يقر بحصانة القانون ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد
2009-02-27
ياريت واحد من سياسي العراق اللي بالبرلمان يقرون شويه من المقال
بنت العراق
2009-02-25
سلم فمك واعز قلمك مادامه ينصر الحق اي برلمان هذا وهو يشرب دماء واموال المستظعفين اللهم اشهد على الظالمين الذين يكرعون الباطل وينبذون الحق البرلمان ماهو الاغطاء لجرائم المجرمين اين الدوله واين الحكومه اين الشعب لماذا لايتكلم بالمظاهرات واقلبوها عاليها سافلها كفى ظلما ايها الظالمون بلد بلا دوله ولاقانون مملوءه فساد اداري والكل ينهش بجسد المظلومين لذلك يريدون الدين بعيد عن الساحه ليتسنى لهم اللعب على الطاوله الهي خذ بحق اليتاما والارامل والشهداء
عامر الدليمي
2009-02-25
اخي سامي اشكر لكم مقالكم الرائع الذي استلهم سير الرجال الافذاذ الذين حملوا الدين في قلوبهم وجعلوه منهاجا لحياتهم .لن يجود الزمان مرة اخرى بقادة في وعدل و صرامة عمر ولا أئمة بشجاعة وعلم وزهد الامام علي عليه السلام ولكننا ندعو قادتنا الى التأسي بسيرة هؤلاء الافذاذ والنظر في عاقبة الامور والاتعاض من مسيرة السابقين والعهد بهم قريب .
زيــد مغير
2009-02-25
ألى الأخ سامي ...أتمنى أن يعلق هذا المقال الرائع في البرلمان , ليقرأه البرلمانيين جميعا, ويا حبذا لو ينزل في جميع المواقع الألكترونية ,سلمت وسلمت يداك وتحية من متابع لموقع براثا المؤقر , خوفي من هروب الدايني هذا الجرذ وتحتضنه سوريا أو الأردن أو الأمارات أو مصر كما أحتضنوا الشراذم من قبل ( أين مسيلمة الصحاف والكلب الضاري ومشعان الكاولي وحسين سعيد وعبد الناصر الكبيسي وسعد البزبز وداود القزم ) , يا حكومتنا المنتخبة أزرعوا الثقة بشعبكم الصابر وأقيموا حدود الله ,
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك