المقالات

أسرة آل الحكيم.. أصول وتاريخ ح 5

1119 14:47:00 2009-02-28

الباحث/عمار العامري

وهكذا تأزمت العلاقة بين السلطات في بغداد والمرجعية الدينية في النجف الأشرف، وإزاء هذه المواقف اختار السيد الإمام محسن الحكيم تصعيد اللهجة تجاه السلطة وعدم التراجع أمام ضغوطها وإجراءاتها القمعية وغير القانونية، إذ كانت الأوضاع في المدن الدينية متوترة بعد عودة المرجع الأعلى من كربلاء( )، فقرر السيد محسن الحكيم عقد اجتماع جماهيري كبير في الصحن الحيدري الشريف في النجف الأشرف وذلك يوم الثامن والعشرين من شهر صفر المصادف 14/5/1969 حيث توافدت الحشود الزائرة إلى النجف الأشرف لزيارة أمير المؤمنين (ع) بمناسبة ذكرى وفاة الرسول الأعظم(ص)، إذ لم يشهد في الصحن الحيدري اجتماعا بهذه السعة( )، لأن النفوس كانت معبأة ضد السلطة خلال تلك الفترة، وقد حضره عدد كبير من العلماء في مقدمتهم السيد الإمام محسن الحكيم والسيد الإمام أبو القاسم الخوئي والسيد محمد باقر الصدر والسيد عبد الله الشيرازي الشيخ مرتضى آل ياسين وأنجال السيد الحكيم وغيرهم وكبار العلماء وأساتذة الحوزة العلمية من اغلب مدن العراق، حيث كلف السيد عبد العزيز الحكيم بدعوة الشخصيات الدينية والسياسية وشيوخ العشائر العراقية إلى الاجتماع، لذلك تم اعتقاله من قبل السلطة ثم نقلوه إلى وزارة الدفاع ثم نقل إلى دائرة الانضباط العسكري في بغداد وأطلق سراحه هناك والهدف من ذلك أن السلطة تبغي استفزاز المرجعية الدينية( )، وفي هذا الاجتماع ألقى السيد محمد مهدي الحكيم بيانا تاريخيا نيابة عن والده وقد ركز البيان على الأمور المهمة التالية ( ):

1- أن النجف الأشرف هي مركز الحوزة العلمية المدافعة عن حقوق المسلمين وكرامتهم ومصالحهم وهي المستعدة للتضحية في سبيل كرامة المسلمين ولا تقبل المساومة على حساب المصالح العليا وإنها قادت معركة الشعب العراقي ضد القوى الاستعمارية.

2- أن الحكومات المتعاقبة سارت على نهج المستعمرين في محاربة الحوزة العلمية وخنق الحريات وإرهاق الأمة بالقوانين الظالمة المرتجلة.

3- أن المرجعية الدينية قاومت العنصرية والطائفية والظلم الاجتماعي والاقتصادي الذي مارسته السلطات السابقة.

4- أن الحوزة العلمية في العراق جزء لا يتجزأ من الأمة الإسلامية وكيان بعيد عن تأثيرات الصراع والنزاع السياسي بين الأنظمة والحكومات وأنها ممثلة الإسلام وليست ملكا لهذا الإقليم أو غيره ( ).

5- العتبات المقدسة هي أماكن مقدسة يجب أن تبقى مفتوحة لجميع المسلمين من كل قومياتهم.

6- الدعوة إلى العودة إلى الإسلام والقيم الروحية وإدانة الانحراف والأفكار الضالة والفساد الاجتماعي ( ).

7- إدانة التمييز الطائفي والعنصري والدعوة إلى إشعار المواطنين بحقوق المواطنة العامة وبالعزة والكرامة.ولم يكن هناك توافق بين أعضاء جهاز المرجع الأعلى فهناك من يدعو إلى الاكتفاء بهذا الموقف، أما الرأي الآخر فكان يدعو إلى استمرار المواجهة ضد السلطة على اعتبار أن ذلك من مسؤولية المرجعية الدينية ( )، وقد اختار الإمام السيد محسن الحكيم الرأي الثاني حيث أكد ضرورة الاستمرار، فيما دعا السيد مهدي الحكيم إلى عقد اجتماع للعلماء في بغداد والكاظمية من اجل مناقشة التطورات للوصول إلى رأي في الوضع القائم ( )، فتم الاجتماع في 23/5/1969 في حسينية الكرادة الشرقية (أرخيته) بحضور 70 عالما وبعد دراسة الوضع خرج المجتمعون ببيان يتضمن "أن الشعب العراقي سيطر عليه الخوف بشكل غير طبيعي ولا يمكن الاعتماد عليه ما لم يكسر هذا الخوف " وتقرر أيضا اختيار عدد من العلماء ممثلين عن جماعة علماء بغداد والكاظمية للذهاب للسيد الإمام محسن الحكيم في النجف الأشرف وهم( ) السيد مهدي الحكيم والسيد مرتضى العسكري والشيخ علي الصغير والسيد محمد الحيدري والسيد هادي الحكيم .

وقد توجه الوفد إلى النجف الأشرف والتقى بالسيد محسن الحكيم وابلغوه بنتائج الاجتماع وأتخذ السيد الحكيم موقفاً حاسماً تجاه خطوات السلطة، فقرر التوجه إلى بغداد في يوم الجمعة 14/ ربيع الأول/ 1389هـ الموافق 30/ 5/ 1969م( ).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
فائز
2009-03-01
إن من الواجب ان يطرح الدور السياسي للسيد الحكيم (قده) واولاده طرحا جديدا مقننا وفق الطروحات السياسية ومصلحاتها الحديثة ليفهم الشباب ان تراس أولاد السيد الحكيم للحركة الاسلامية ليس جاء إعتباطا بل لجهادهم وما أثبتوه من صلابة ونهج واضح . فعلى مستوى القيادة عرف السيد محسن فقائد حكيم فعلا وكدلك إبنه محم باقر بسعة أفقه وإستشراقه بالمستقبل السياسي للعراق. وكان دورهم العربي ودورهم العراقي كما في دور السيد محسن في ثورة العشرين ومواقفه من الملوك والرؤساء الدين تلوهم.ثم مرحلة الصراع الصعب مع حزب البعث.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك