المقالات

أحداث البقيع مقدمة لإنتفاضة من أجل إستيفاء الحقوق (2)

1102 11:17:00 2009-03-01

الكاتب: عبد الله الأحسائي

التحول السياسي في العراق ومجيء الأكثرية الشيعية على سدة الحكم مع الأكراد وسائر القوى الوطنية ، وسقوط النظام الشمولي الديكتاتوري البعثي في العراق كان صدمة للنظام السعودي والأنظمة الخليجية في المنطقة.النظام البعثي الصدامي كان في بداية الثمانينات الدرع الحصين الذي تحصنت به الحكومات الرجعية في المنطقة ضد إيران الثورة وضد أبناء الطائفة الشيعية في البحرين والسعودية ، إلا أن سقوط النظام البعثي الصدامي الذي كان يحكم العراق وفق سياسة الطائفية السياسية كان صدمة كبيرة للنظام السعودي الذي حاول بكل ما يملك أن يضغط على الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الإبن لأن لا يقوم بضرب العراق ويسقط نظامه ، كما فعلها أبان الإنتفاضة الشعبانية بالضغط على بوش الأب من أجل أن لا تسقط الإنتفاضة الشعبانية حكم العفقالة في بغداد، وإستمرت الديكتاتورية والمقابر الجماعية لأكثر من خمسة عشر عاما راح ضحيتها الملايين من أبناء الشعب العراقي. ولكن إرادة الله هذه المرة شاءت أن يسقط نظام في بغداد فالظالم سيفي أنتقم به وأنتقم منه.

ولذلك سعى النظام السعودي ومن ورائه التكفيريين السلفيين لإستباحة دماء الأبرياء في العراق عبر القتل والذبح والمفخخات والأحزمة الناسفة وغيرها ، وجرت أنهار من الدماء لأبناء الشعب العراقي ومن يقتل ويذبح مجموعة من أبناء الشيعة في العراق فإنه يدخل الجنة ويكون مع الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم.إن سياسة التكفير والإرهاب والقتل ضد أبناء الشيعة في العالم الإسلامي ليست جديدة فآبائنا وقدمائنا قد حدثونا عن الجرائم التي أرتكبت بحق أبناء الطائفة في العراق والقطيف والأحساء وشيعة أفغانستان ، ونهج التكفير والإرهاب واحد في كل العصور والأزمنة ، وهذه سياسة إنتهجها بني أمية وبني العباس الى يومنا هذا فيزيد يذبح وحسين يذبح ، وحرملة يذبح ورضيع يذبح ، وأئمتنا المعصومين الإثني عشر من أهل البيت عليهم السلام هم أول من تعرض للإرهاب التكفيري الناصبي على يد الحكومات الظالمة في عصر الخلافة الإسلامية والعصر الأموي والعباسي ،وشيعتهم كذلك ما منهم الا مقتول أو مذبوح أو مسموم.

وشاء القدر أن يكون أئمة أهل البيت هم الذين يدافعون عن جوهر الإسلام من التحريف والعودة الى الجاهلية الأولى فبذلوا مهجهم من أجل الحق والحرية والدفاع عن السنة النبوية والقرآن الكريم ورسالات السماء.كذلك فإن شيعتهم وعلى إمتداد العصور والى يومنا هذا بذلوا الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن قيم الإسلام الحق في مواجهة البدع والضلال والحكومات الجائرة التي تتلبس بالدين وهي بعيدة كل البعد عن الدين وهذا ما نراه عيانا في العالم الإسلامي من التعاون مع الأجانب والتحالف مع اليهود ضد المسلمين اللبنانيين والفلسطينيين.وما حدث في البقيع الغرقد وساحة الحرم النبوي الشريف القضية له جانبان، الجانب الأول فكري وعقائدي وهي أن التيار السلفي الوهابي شديد التطرف والعداء لكل المذاهب الاسلامية ولكنه يشعر بعداء وجفاء خاص إتجاه الشيعة وهو يشعر بالتوتر المتزايد إتجاههم سواء كانوا مواطنين أوغير مواطنين، ونحن لا نظن أن السبب هو الناس قرأوا أو زاروا الرسول وما أشبه وإنما إعتاد الشيعة أو إعتاد المسلمون جميعاً بل إعتاد الحجاج والمعتمرون من كل أصقاع الأرض حينما يأتون يعانون من قبل هذا التيار الوهابي الذي له رؤيته الخاصة في مسائل ترك المعتقد بشكل عام، هذا جزء والجزئية الأخرى أن الحكومة السعودية تعيش توتر داخلي بسبب خساراتها السياسية المتكررة في الخارج يعني خسارتها في العراق، في لبنان، في أفغانستان، نفوذها أخذ يضمحل، وبالتالي كان يحتاج الى تنفيس هذا الغضب الداخلي الذي يلم بها وبقاعدتها الوهابية ففجروه إتجاه الشيعة في المنطقة الشرقية ، من طرف الشيعة.

المواطنون الشيعة أنفسهم، لقد مضى عليهم نحو أكثر خمسة عشر عاماً وهم هادئون بعد لقاء قادة الحركة الإصلاحية مع الملك فهد ، وكانت لهم آمال كبيرة على التغيير، وكان بإعتقادهم أن الملك عبدالله سيلغي التمييز الطائفي وما أشبه ولكن يبدو ان هذه السلطة لا تؤمن بهذه الامور. وقد عرف العالم بأجمعه السياسة السعودية التي سعت الى القضاء على الحركة التحررية في فلسطين ولبنان وباءت بالهزيمة وفقد الملك السعودي المكانة التي كان يتطلع إليها بسبب مواقفه الخيانية للقضية الفلسطينية والشعب اللبناني ، وفقدت السلطة السعودية مكانتها كمحور لتبني قضايا العالم الاسلامي.

لذلك فإن السعودية بين فكي كماشة ، بين الإرهاب التكفيري السلفي المتطرف الذي رعته السعودية والولايات المتحدة وحلفائهم في منطقة الشرق الأوسط وبين حلفائهم الوهابية النواصب من الميليشيات المطرفة الذين ينصبوب العداء لأهل البيت وشيعتهم ، وفي هذه الفترة العصيبة من تاريخ النظام السعودي فإنه يرى أنه لا مفر من الوقوف الى جانب الهيئة والنواصب ولو على باطلهم أمام أبناء الطائفة الشيعية المظلومين والمهضومين حقوقهم ، لأنه بحاجة إليهم في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها بعد أن إهتزت مكانتة وتزلزلت جراء الإنتكاسات المتلاحقة في العالم الإسلامي والشرق الأوسط نتيجة لمواقفه العميلة للإمبريالية العالمية والصهيونية الدولية.فبعد الفشل الذي منيت به السياسة السعودية في الشرق الأوسط بتحجيم حزب الله وحماس والقضاء عليهما ،وما آل اليه الوضع اللبناني من إنزواء سعودي وفشل ذريع للسياسة السعودية على مختلف المستويات وبروز زعيم تركيا أردوغان على مسرح الساحة في الشرق الأوسط وكذلك بروز قطري على الساحة لمعالجة قضايا الشرق الأوسط ، بالاضافة الى بروز إيران على ساحة الشرق الأوسط في الدفاع عن القضية الفسلطينية والمقاومة الاسلامية في لبنان وبروزها كقوى عظمى في المنطقة بعد تحقق الكثير من الإنجازات الإستراتيجية في ايران منها المفاعل النووي الذري السلمي في بوشهر وغيرها وكذلك إطلاق قمر صناعي للإتصالات في الفضاء وغيرها من المكاسب التي حققتها إيران في الشرق الأوسط ، فإننا نرى السياسة السعودية تتدحرج الى الوراء.

إن إتهام المواطنين السعوديين الشعية بالولاء للخارج على خلفية إحتجاجاتهم ضد ممارسات عناصر الشرطة الدينية في باحة الحرم النبوي الشريف يعتبر من المغالطات وقد رأي العالم على موقع اليوتيوب عملية تصوير (عناصر الهيئة) للنساء القطيفيات الشيعة في داخل البقيع ومن على سطح مبنى هيئة الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف. لذلك وما حدث في المدينة المنورة من تحرش وإهانات وشتم وضرب وقتل وإعتقال ما هو الا من أجل صب جم غضب الساسة السعوديين ومؤسستهم الدينية التكفيرية الوهابية على رأس الشيعة المظلومين المحرومين من أبسط حقوقهم الحياتية بينما يعيشون ويسبحون على بحيرات من النفط وهم أوجب بها بينما تذهب كل تلك الثروات الى الأمراء السعوديين وحاشيتهم وحلافائم الوهابيةالنواصب الذين ينصبون العداء لأهل البيت وأتباعهم وشيعتهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك