الكاتب: عبد الله الأحسائي
إعتداءت شرسة ضد المعتمرين الشيعة الذين قصدوا زيارة الرسول وأداء العمرة جرت على يد ميليشيا الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف ومعهم قوات الشرطة والأمن والمباحث وقوات الشغب الحكومية.يذكرنا ضرب النساء وترويع الأطفال والأحداث وإهانة وطعن وقتل الرجال والشباب من قبل الأمن السعودي وقوات الشغب والمطاوعة التكفيريين بأزلام معاوية بن أبي سفيان أبان حكمه في عهد إمامة الإمام علي بن أبي طالب وإبنه الإمام الحسن المجتبى حيث تعرض أتباع أهل البيت وشيعتهم الى أنواع الأذى من قبل الحكم الأموي في عهد معاوية بن أبي سفيان.
كذلك في زمن الخليفة الظالم يزيد بن معاوية بن أبي سفيان تعرض الشيعة الى أصناف الأذى والإهانة وكان الإرهاب والقمع والتعذيب والإعتقال لأتباع أهل البيت عليهم السلام هو الشائع حتى أن الإمام الحسين عليه السلام أبى مبايعة يزيد شارب الخمر وقاتل النفس المحترمة حيث قال:"ومثلي لا يبايع مثله". وكلنا يعرف وقد ذكرت كتب التاريخ عن صلح الإمام المجتبى بأن أحد بنود الصلح نصت على أن لا يعهد معاوية لأحد غيره فالخلافة من بعده تعهد الى الإمام الحسن وإذا أصاب الإمام الحسن شيئا فتعهد الخلافة الى أخيه الإمام الحسين عليه السلام ، لكن معاوية وضع معاهدة الصلح تحت قدميه وتوغل في سب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على المنابر وعهد الى إبنه بالخلافة وطالب المسلمين بقوة السلاح بالبيعة لإبنه يزيد.
في زمن إمامة الإمام الحسن المجتبى وبعد الحرب مع معاوية والصلح الذي تم بين الإمام المجتبى عليه السلام ومعاوية بن أبي سفيان ، نصت بنود الصلح على عدم التعرض لشيعة أمير المؤمنين وإنتهاك حرماتهم والأمن في بيوتهم وأوطانهم ولكن معاوية وضع معاهدة الصلح تحت قدميه. المعارضة الشيعية في المنطقة الشرقية في بداية الثمانيات وبعد إنتفاضة محرم عام 1400هجري ناضلت من أجل الحقوق والحريات السياسية والدينية والإجتماعية وتوصلت في فترة ما مع الملك فهد أبان حكمه الى بنود ومطالب وحقوق سياسية ، لكن النظام السعودي وضع تلك الحقوق بين قدميه ولم تتحقق مطالب أبناء الطائفة الشيعية التي بقيت محرومة ومهمشة في الحياة السياسية والإجتماعية والدينية والإقتصادية الى يومنا هذا.
جاءت إنتفاضة المدينة المنورة في البقيع لكي تطالب بالحقوق المهظومة والمضيعة من قبل النظام السعودي ، وإعتداءات وإهانات ميليشيا الوهابية التكفيرية جاءت حكمة من أجل كسر الصمت الذي أطبق على أبناء الطائفة الشيعية ، فبعد أن تم إهانة الزائرات لقبر أم البنين عليها السلام من قبل جماعات التكفير الوهابية فقد فل القيد عن الشيعة ومن هذا الحدث سوف تبدأ إنطلاقة الدفاع عن المذهب الجعفري والوقوف ضد أي إعتداء وهابي يحاول تزييف الحقيقة ضمن إطار ما يسمى بهيئة المعروف والنهي عن المنكر ، وستبدأ إرهاصات الحقوق والمطالبة بحرية الرأي والعدالة ورفع الرقابة عن الشعائر الحسينية وغيرها من الحقوق التي سوف نسطرها هنا والتي هي مطالب إستراتيجية للطائفة الشيعية التي ناضلت وجاهدت طول قرون متمادية من أجلها.
اللقاء الذي جمع وفدا من وجهاء القطيف مع المحافظ عبد الله بن سعد العثمان ، والذي أبلغهم رسالة من الأمير محمد بن فهد ، حاكم المنطقة الشرقية ، حيث وصفت الرسالة بأنها سلبية تشير الى أن ما حدث في المدينة وما يحدث في القطيف اليوم يحمدل (أجندات) خارجية وتحركه دول معروفة ، في إشارة إلى إيران ، وإن الأجندات حسب وجهة نظرهم ليست خافية على ولاة الأمر ، في تهديد واضح بربط ما جري في البقيع على إيران وتحميل الأهالي وزوار البقيع والمعتمرين الشيعة مسؤولية الممارسات القمعية والإرهابية التي قام بها قطعان وميليشات الهيئة ورجال الأمن السعوديين.
إشتملت الرسالة أيضا على وصف الأهالي بالغوغائيين والفوضويين الذين يتحركون وفق أجندات خارجية. وقد حضر اللقاء كل من عبد الحميد المطوع ، والشيخ يوسف المهدي ، وعضو المجلس البلدي نبيه الإبراهيم ، الوجيه منصور الجشي ، والسيد شرف السعايدي وآخرون. إن إصرار الحكومة على إستعمال القوة في معالجة الأزمة التي تسببت فيها ميليشيا التكفير الوهابي ورجال الأمن وعدم الإستماع الى رأي الوجهاء ، وممانعة الملك عبد الله لمقابلتهم دليل على أنه لا إحترام ولا كلمة للطائفة الشيعية ولا لوجهائها ، وإن الإصلاح الذي يدعيه الملك السعودي ما هو الا سياسة الغدر والخداع التي جرت العادة على معايشتها كما كان أصحاب وشيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يعيشون الإرهاب والقمع والتنكيل والخوف في زمن معاوية بن أبي سفيان وإبنه يزيد بن معاوية ، فالناس ليست آمنة على أنفسهم ولا على حياتهم ولا على الحياة بحرية ، بل مزيد من الكبت الديني والسياسي وتقييد الحريات الدينية والإجتماعية والسياسية وحريات السفر ومنها السفر لزيارة العتبات المقدسة في العراق.
لكن إنتفاضة البقيع قد بينت وبرهنت على أن أبناء المنطقة الشرقية في القطيف والأحساء وتوابعهما وكذلك شيعة المدينة قد كسروا القيود بإعتصامهم ومظاهراتهم أمام مبنى ميليشيا الهيئة وما شجاعتهم وتحديهم للإرهاب وإطلاقهم للشعارات الحسينية الهادفة إلا دليل على الوعي الديني والسياسي الذي وصلت إليه الطائفة الشيعية في إستماتتها للدفاع عن الحقوق المهضومة ، وإن ما حدث ليس له علاقة بأي دول أجنبية وبالتحديد الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، وإنما هو سياسة الإرهاب والتكفير الوهابي الناصبي بالتعرض لحرائر الشيعة في القطيف والأحساء وإهانتهم ووصفهم بالكافرات والمشركات والرافضيات وكلمات بذئية جارحة لعفتهن وشرفهن أدى الى الدفاع عن شرفهن برمي ميليشيا النواصب الوهابيين بأحذيتهم والدفاع عن كرامتهن التي أهينت.
إن إستقامة أبناء المنطقة الشرقية والمدينة ضد الوهابية النواصب والذين لا يمثلون الا 10% من المجتمع السعودي سوف يدفع بأبناء البلد في جدة والحجاز وغيرها من المناطق في السعودية الى الإستبسال أمام جماعات التكفير الوهابي ، إذ أن المجتمع السعودي ضاق ذرعا بأفعالهم ومنكرهم ، وما الجماعات الإرهابية والتكفيرية التي رعاها النظام السعودي والولايات المتحدة الا من هذا الفكر الشوفيني التكفيري المتعجرف حيث إنقلب السحر على الساحر ، وإن أغلبية المجتمع السعودي يتعاطف مع مطالب الشيعة في القطيف والأحساء والمدينة وسائر المناطق ، وإن حركة المطالب والدعوة الى الإصلاح السياسي في السعودية سترتفع أكثر من سابقها على الرغم مما يصوره إعلام السلطة بأن إنتفاضة البقيع إنتفاضة غوغائية ولا يحمل المسئولية على الميليشيا الوهابية المتغطرسة.
وإذا إفترضنا أن هناك جهات تريد توتير العلاقة بين الشيعة والدولة وتدفع بها الى الصدام وأن هذا ليس له علاقة بزيارة القبور أو التبرك بها ، وأن هناك محاولات قسرية تفرض على المسلمين لتبني الفهم الضيق والمتحجر للإسلام من قبل المتطرفين النواصب ، فلماذا تقوم قوات الأمن والشرطة وقوات الشغب بمساندة القوى المتطرفة في عمليات القمع والإجرام والإعتداء على النساء الزائرات بالضرب المبرح بالهراوات الى درجة أن بعضهن قد أسقط أجنتهن ، الى مطاردة الشباب وإعتقالهم في ساحتي المسجد النبوي ومقبرة البقيع ، الى الطعن بالسكاكين الذي أدى لجرح العديد من المواطنين وعلى رأسهم الشيخ جواد الحضري ، الى التهديد بالسلاح وإطلاق الرصاص بإتجاه زوار الرسول الأعظم ، إلى إستشهاد الشاب زكي العبد الله وغيره ممن لا زال مصيره مجهولا أو لم تسلم جثته بعد إستشهاده الى أهله وذويه.
إنه إرهاب سعودي وتعدي سافر على حرمة الرسول الأعظم وآله من خلال التعدي على الزائرين الشيعة ، وإن مسؤولية ما وقع على شيعة القطيف والأحساء والمدينة المنورة من تعديات وقتل متعمد وما سال من دماء زاكيات في المدينة تقع على عاتق النظام السعودي الذي كان عليه واجب الدفاع عن المواطنين أمام سلطة ميليشيا الهيئة المجرمة التي تتصرف بعيدة عن القانون وتصبح بعد ذلك هي صاحبة الحق وأن المظلوم والضحية يصبح ظالما.لقد جاءت أحداث البقيع لكي تكون الشرارة الأولى بعد إنتفاضة محرم التي هبت في عام 1400 هجري من أجل المطالبة بالحقوق والدفاع عن الكرامة المهانة والحريات الدينية والسياسية، ولا يمكن تصدير الأزمة الداخلية وتحمليها الى جهات أجنبية ، وليس هناك أجندة خارجية ، إنما هي سياسة الإرهاب والتكفير الديني والمذهبي لأتباع المذهب الوهابي لأبناء المذهب الشيعي الجعفري الذين هضمت حقوقهم الدينية والسياسية والإجتماعية لقرون متمادية والتي منها:
1- إلغاء المناهج المدرسية السعودية التكفيرية التي هي سبب ظهور آلاف الإرهابيين الأنتحاريين الذين أصبحوا نواة الإرهاب في العالم.
2- إعداد مناهج دراسية لأبناء الطائفة الشيعية وفق المذهب الجعفري.
3- الوهابية أقلية في السعودية وهم مذهب يختلف عن سائر المذاهب الاسلامية ولابد من وقفه عند حده فسائر المذاهب الإسلامية قد ذاقت ذرعا منه.
4- حرية بناء المساجد خصوصا في المنطقة الشرقية في القطيف والأحساء والمدينة وحتى في الرياض.
5- حرية الشيعة في الأذان وفق المذهب الشيعي الجعفري.
6- حرية بناء الحسينيات وإقامة الشعائر الحسينية ، وحرية نصب الخيام أيام محرم وصفر وسائر المناسبات الإسلامية من المواليد وشهادات الأئمة المعصومين الإثني عشر عليهم السلام.
7- تسهيل الرخص والتصاريح لحملات الحج ، حيث أنها تعطى لسائر أبناء العامة ولا تعطى لأبناء الطائفة الشيعية.
8- حرية التجارة وإجازة صيد السمك حيث أن غير أبناء الطائفة الشيعية مصرح لهم بصيد الأسماك بحرية دون إجازات ولا دفع مبالغ بينما إجازات صيد الأسماك تتعدى مبلغ 250 ألف رسال سعودي أي ما يعادل 80 الى 100 ألف دولار أمريكي.
9 حرية المشاركة في المعارض الدولية للكتاب حيث أن الحكومة السعودية تسمح لدور النشر بالحضور الى معارض الكتاب الباهضة التكاليف من حيث أجور الغرف الا أنهم يواجهون مماطلة من قبل الأجهزة في وزارة الإعلام حيث يقومون بإعطائهم نصف الكتب ويبقون النصف الآخر مما يسبب في توجيه أضرار بالغة لأصحاب دور النشر.
10- حرية الرأي والحريات الدينية وحرية السفرحيث أن هناك عملية إقصاء وعزل لكل الحريات لأبناء الطائفة الشيعية.
11- إن الشيعة في المنطقة الشرقية وسائر المناطق يعانون من أبسط الحقوق حتى أن الأعلام العالمي قد صرح بذلك مرارا.
12- أبناء الطائفة الشيعية يعيشون على بحيرات من النفط وهم محرومون من أبسط العيش والمنطقة الشرقية من أكثر المناطق التي ينتشر فيها مرض السرطان والأمراض العصبية ومرض الأم أس وضيق التنفس نتيجة تلوث البيئة ، بينما أموال النفط تذهب الى الحكام في الرياض ونجد وسائر المدن يستفيد منها البلاط وحواشيه وأزلام الوهابية التكفيريين وأبناء المنطقة الشرقية محرومون من الحياة الكريمة ويعانون من الإرهاب والظلم والقمع وسياسة التهميش الطائفي والسياسي في الحكم.
13- تحديد دور ميليشيا الوهابية في البقيع والمدينة المنورة ، حيث أنهم يقومون بتوجيه الإهانات للزوار الذين يزورون الأئمة المعصومين عليهم السلام في البقيع وزيارة قبر الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ودفعهم والتعرض لهم وإهانة أئمة أهل البيت والتشكيك في صحة نسب الشيعة وتوجيه الأهانات كالرافضية والمشركين والكفرة وغيرها ، وهذا يقع على عاتق السلطة التي عليها واجب حماية زوار المدينة المنورة والبقيع.
14- إعطاء الحقوق السياسية والإجتماعية للمرأة السعودية بشكل كامل غير منقوص كما أراده الله والإسلام والقرآن الكريم وعدم إهانة المرأة وتهميشها والإنتقاص من شخصيتها ، بل إعطائها حقوقها كاملة.
15- وليعرف العالم بأن الشيعة يوحدون الله سبحانه وتعالى ولا يشركون به شيئا ويشهدون بشهادة أن محمدا رسول الله ولا يعبدون الأصنام كما يصورهم الوهابية التكفيريين النواصب وإن صلاتهم على التربة والحجر إنما هي إمتثال لقول الرسول بالصلاة على الأرض ، وإنهم يضعون تربة الإمام الحسين للصلاة لأنها من التراب المبارك يصلون عليه ويعبدون الله سبحانه وتعالى ولا يشركون به شيئا.
https://telegram.me/buratha
