المقالات

أحداث البقيع مقدمة لإنتفاضة من أجل إستيفاء الحقوق (4)

1127 11:52:00 2009-03-01

الكاتب: عبد الله الأحسائي

الحركة المطلبية في السعودية حركة عامة لا تختص بالطائفة الشيعية إنما هي حراك سياسي واسع على مستوى كل المذاهب والشرائح الإجتماعية ، فالكل يطالب بالمشاركة السياسية الواسعة في الحكم وتوسيع نطاق الحريات السياسية والدينية وحرية الرأي والتعبير وحرية السفر وإنصاف المرأة السعودية وغيرها من المطالب التي يشترك فيها أبناء الطائفة السنية والشيعية على السواء. ولكن من المؤسف أن فئة قليلة تتسلط على مخانق الحكم ومعها الميليشيا الإرهابية المتطرفة التي هي ضمن الإتفاق للتحالف الوهابي من آل الشيخ مع الأسرة السعودية في تقاسم السلطة الدينية والسياسية في البلاد.

وخلال الفترة المنصرمة وأبان الغزو السوفيتي لأفغانستان زجت السعودية ومصر والأردن وسائر الدول العربية بالمتطرفين الوهابيين في أتون حرب ضد ما يسمى بغزو الجيش الأحمر لأفغانستان فأصبحت باكستان محطة لتدريبهم وإعدادهم لخوض معارك نيابة عن الولايات المتحدة ضد عدوها في حرب باردة للإنتقام منه بما قام به في فيتنام ضد جيشها الذي غرق آنذاك في الوحل. ومساكين الوهابية المتطرفين سقطوا في فخ الحكومات العربية وفي فخ المخابرات الأمريكية والدولية التي إستفادت منهم وأصبحوا مطية لها في حروب بين القوى الكبرى ودفع شرهم عن الحكومات في منطقة الشرق الأوسط.

والأرهاب الدولي في الوقت الحاضر هو نتاج الإرهاب الدولي في العهد الأموي والعباسي ورثه آل أمية الجدد وآل بني العباس الذين ديدنهم التعطش للسلطة والحكم ولو على جماجم الأبرياء والضحايا ، وهذا ما عهدناه من الحكم البعثي الشمولي البائد في العراق ، وما نعهده من الحكومات الديكتاتورية الشمولية في العالم العربي التي تحارب كل من يطالب بالحريات السياسية والمشاركة الشعبية في الحكم والديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان.وآثار الإرهاب والتكفير لا زالت موجودة في السعودية حيث عمت النظام الحاكم الذي تربت في أحضانه وكانت حليفته للأمس القريب ، ومن ثم إختلفت المصالح بعد أن كانت تلتقي ،وأرادت الولايات المتحدة أن تتخلص من حلفائها في أفغانستان وباكستان ودعت الدول العربية أن تتخلص من أتباع القاعدة وبن لادن والحركات الإرهابية في العالم العربي والإسلامي.

ومن هو الضحية في المعادلة ؟؟!! ، إنهم شيعة العراق والبحرين والكويت والسعودية ، الذين تحملوا وطأة الأرهاب بأنهار من الدماء قدمها الشعب العراقي بعد سقوط صنم بغداد والى الآن وحوادث أربعينية الإمام الحسين عليه السلام شاهدة على ذلك ، وفي السعودية نرى حركة النواصب التكفيريين تنفث سمها النقيع ضد أبناء الطائفة الشيعية بأنواع الإهانات والتنكيل وكأن البقيع وساحات الحرم النبوي عاشت ساحات حرب أقامتها الأموية الجديدة على أتباع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. نعم لقد إستغلت الوهابية وميليشياتها التكفيرية غربة أهالي القطيف والأحساء ونسائهم وأطفالهم وشبابهم وأحداثهم عن مدنهم، لتنتقم منهم لولائهم لأهل البيت عليهم السلام ، ورأينا كيف صبت جام حقدها الدفين على أبناء المنطقة الشرقية والمدينة ، لكن أبناء المنطقة كانوا بواسل وشجعان ودافعوا عن شرفهم وكرامتهم وبمظاهراتهم وإعتصاماتهم أمام هيئة المنكر بينوا مظلوميتهم وطالبوا بحقوقهم وإستقاموا على موالاتهم لأئمة أهل البيت وتوليهم لأمير المؤمنين والإمام الحسين عليهم السلام برفع شعارات يا حسين يا حسين يا حسين ، وبالروح والدم نفديك يا حسين ، وحيدر حيدر .. حيدر حيدر أطلقته حناجر النساء المؤمنات الرساليات في مدينة الرسول أمام بؤرة النفاق والحقد الأموي الوهابي الناصبي.وهاهي المظاهرات مستمرة تجوب شوارع القطيف وصفوى والعوامية وتاروت ومناطق أخرى من القطيف مستنكرة لأفعال هيئة المنكر الناصبة العداء لأهل البيت وشيعتهم ، وستستمر المظاهرات والإحتجاجات والإعتصامات حتى تحصل الطائفة على حقوقها السياسية والدينية والإجتماعية فالقيد قد فل وإنكسر حاجز الخوف ، وإن الإرهاب والقمع لن يسكت حناجر النساء والرجال وسائر شرائح المجتمع الذين لن يسكتوا بعد اليوم على إنتهاك شرفهم وكرامتهم وحقوقهم.

وقدر للبقيع ، وعلى وجه الخصوص والحرم النبوي الشريف ، أن يخضعوا مقررات الحوار الوطني وحوار المذاهب والأديان على محك الإختبار العملي ، فالأحتفالية الساخرة منذ سنوات بالحوار الوطني ومتوالياته ، وتصعيداته إنتهت في مشهد عام حضره السابقون واللاحقون .. وعلى مقربة من مرقد خاتم النبيين المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بدأت المزاعم الكبري بشأن الحوار ، والتسامح الديني ، والإصلاح تتحطم بسيوف الدولة وقطعانها الوهابية النواصب.لا ليست الهيئة من يتحمل المسؤولية كاملة، بل الدولة ممثلة بملكها وأمرائها،وكبرائها، وأشباه العلماء فيها ، ولن نخطىء التقدير في قراءة تصريح أمير المدينة المنورة عبد العزيز بن ماجد ، الذي تحدث بلسان حال السلطتين الدينية والسياسية ، حين تزيا رداء الواعظ ، وصار يفتي بما يجب وما لا يجوز .. ولن نخطىء التقدير في قراءة رسالة الأمير محمد بن فهد ، حاكم المنطقة الشرقية التي أبلغها محافظ القطيف عبد الله بن سعد العثمان وفدا من وجهاء القطيف إلذين ألحوا على طلب موعد لمقابلة الملك جوبهت بالرفض ، حيث أشارت الرسالة الى أن ما حدث في المدينة وما يحدث في القطيف اليوم يحمل (أجندات) خارجية وتحركه دول معروفة ، في إشارة الى إيران ، وأن هذه الأجندات ليست خافية على ولاة الأمر؟؟!! في تهديد واضح يربط ما جرى في البقيع وساحة الحرم النبوي بإيران وتحميل الأهالي مسؤولية الممارسات القمعية التي قام بها قطعان الهيئة ورجال الأمن السعوديين. وشملت الرسالة أيضا وصف الأهالي بالغوغائيين والفوضويين الذين يتحركون وفق أجندات خارجية ، وقد حضر لقاء محافظ القطيف كل من عبد الحميد المطوع،والشيخ يوسف المهدي ، وعضو المجلس البلدي نبيه الإبراهيم، والوجيه منصور الجشي ، والسيد شرف السعايدين وآخرون.

ولن نخطىء أيضا في تقويم كتابات الصحف المحلية (الرياض) ،و(الوطن) وغيرهما من صحف المهجر مثل (الشرق الأوسط) و(الحياة) ، فكلها نطقت بلسان السلطة، وحملت الضحية مسؤولية تعديات (الهيئة)!!.التصريحات التي أطلقت من قبل أركان النظام السعودي طبيعية وأن الشيعة هم من يجب أن يجازى ، والإعلان عن الإعتقالات والقتل والذبح والطعن وعدم مقابلة الوفد الشيعي من قبل الملك هو إعلان واهي عن قدرة الدولة وسيطرتها على الوضع وأنها ما زالت لديا اليد الباطشة بجموع الزائرين والمعتمرين وقدرتها على خنق أي تحرك شيعي في المنطقة الشرقية ، وتصريحاتهم إعلان على أننا جاهزون ، إننا سنكسر الزار ، وإن من يعترض على سياستنا سنضربه بيد من حديد وما هو أشبه ، وهذه سياسة معاوية بن أبي سفيان ويزيد بن معاوية بن أبي سفيان والحكم الأموي وحلفائفه المروانيين وغيرهم عبر التاريخ.

لم يعد لكل شيء معنى بعد الذي جرى في مدينة الرسول، فالحوار الوطني،وحوار الأديان،والإصلاح، والكراهية الدينية ، وقطعان الهيئة ، ورجال الأمن ، والدولة من وراء ذلك، كلها مفردات تنمي عن معجم يكسوه الهراء، وقد حان الوقت كيما يستفيق الواهمون من حلم أن الإستبداد بشقيه السياسي والديني يمكن أن ينقب تسامحا ، وحوارا، وتعايشا، فيما الأسس الثقافية والذهنية والعقدية والإجتماعية التي يقوم عليها ما زالت راسخة ومتجذرة.. وليس هناك ما يدعو للتفاؤل أو حتى الإنتظار بقرب تطبيق مقررات الحوار الوطني ، أو شروط المواطنة، ودولة القانون، فقد أيقن الجميع بعد واقعة البقيع بأن تلك بضاعة أريد لها أن تكون للتصدير فحسب ، أما الداخل فنصيبه الكراهية الدينية، والإستبداد السياسي، والتمييز الطائفي والمناطقي..وبعد واقعة البقيع، لا يخدعن أحد من الشيعة أو سواهم بأن المواطنة ، أو الوطن، أو الحوار الوطني، وحتى الإصلاح سوقا للتبضع السياسي والفكري، فهنا توأد الوطنيات بأيدي صناعها،ولن نتوهم بعد اليوم بأن الإستدراج الى مهزلة الدولة، يصيب مصداقية مشروعية العاملين في مقتل..لقد باعوا الخارج بضاعة الحوارات ، فليهنئوا ببيعهم الذي بايعوا به، ولكن لن يقع الضحايا من أبناء الطائفة في المنطقة الشرقية والمدينة في جحر الحوارات مرتين ، فلا الوطني منه رفع التمييز الطائفي،ولا حوار الأديان جلب التعايش بين المعتقدات،والتسامح الديني..

وقد إنطفأت الأضواء في مسرح العبث الوطني، ولم يعد هناك سوى واقع السلطة يواجهه الشيعة بملء مخازيه، وقمعه، وتوتّراته الأمنية والسياسية والدينية.. وباتت الآن خيارات الشيعة، شأن خيارات كل الضحايا في هذا البلد، محررة من إلتزامات من طرف واحد، وليختر أبناء الطائفة الشيعية طريقهم الذي يحقق أهدافاً يزيدها ما جرى في البقيع مشروعية وجدارة..وليعيشوا هم في وطنياتهم الفئوية والواحدية والإقصائية..

وهنا لابد من الإلحاح في المطالب والعمل على معاقبة الجناة في أحداث البقيع ولذلك يتوجب على الحكم السعودي التالي :-

1- يتوجوب على النظام السعودي القيام بإيقاف هذه الممارسات الطائشة ولجم جماح جلاوزة الشر والإرهاب المؤتمرين بأمره ليعود الهدوء والأمن المفقود إلى منطقة الحرم النبوي الشريف و بقيع الغرقد .

2- على النظام إطلاق سراح جميع المعتقلين في هذه الأحداث الأليمة ورد الاعتبار إليهم .

3- محاكمة ومعاقبة كل من قام بالقتل أو الطعن أو الاعتداء على الممتلكات الخاصة أو الضرب والهتك لحرمات زوار المسجد النبوي و بقيع الغرقد من أبناء المنطقة الشرقية و أبناء المدينة المنورة المظلومين، ولتشمل المحاسبة المتسبب والمباشر وكل من أصدر الأوامر بهذه الاعتداءات ..

4- القصاص من كل الجناة المتسببين في قتل أو جرح الزوار .

5- إطلاق الحرية الدينية لأبناء الطائفة الشيعية بل عموم الطوائف الإسلامية لممارسة حقوقهم الشرعية في الحرمين الشريفين وفي مناطقهم وإلغاء سياسة التمييز والاضطهاد الطائفي والمذهبي .

6- التأكيد على أن النظام السعودي ليس بمعزل عما ترتكبه ما تسمى بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جرائم بشعة وتعديات مشينة بحق أبناء الطائفة الشيعية بل هو الشريك والداعم و الموجه لهذه المؤسسة الإرهابية . 

وإنطلاقاً من عدم ثقتنا بالنظام وعدالة أجهزته القضائية وحياديتها بل ليقيننا بظلمه وتعسفه فإننا نهيب بجميع الشرائح من أبناء الطائفة الشيعية وعلى رأسهم علماء الدين والمثقفين والوجهاء المخلصين أن يتابعوا هذه القضية ويعيروها كل الاهتمام حتى تطبيق العدالة في الجناة لكي لا تكرر هذه المشاهد الإجرامية المروعة ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
فائز
2009-03-01
هنالك نوعين من الوهابية ممن يلبس الدشداشة القصيرة والوجه المتجهم ومنهم من هو أفندي ووجه وجه شيطان مثل عبد الرحمن الراشد العدو الأول للشيعة وهم تجار الرديلة وصاحب العربية وصاحب قناة مبس هولاء أعلام الوهابية وهي خليط من حقد على الشيعة ونشر الفساد وإمامهم هي نانسي عجرم فأولئك يفعلون الجرائم وهولاء يبررون ويلهون الناس شياطين الأنس والجن.لعنهم الله وأخزاهم.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك