المقالات

المسيرة في بداياتها

867 14:31:00 2009-03-02

( بقلم : ميثم المبرقع )

التجربة الديمقراطية في العالم عكست مشاهد رائعة ومتقدمة في تداول وتناقل السلطة خصوصاً عند الشعوب المتحضرة والمتطورة التي تعاطت مع الديمقراطية بوقت مبكر من تأريخها السياسي. فان التنافس والصراع الحضاري في الميدان الانتخابي هو الفيصل الذي يحدد ملامح الحكومة والبرلمان والحكومات المحلية بخلاف الدول التي تعيش على نغمة الانقلابات وتستيقظ عادة على اصوات الدبابات وبيان رقم واحد يبث عبر الاذاعات فان هذه الدول تتحول جذرياً لفكر وثقافة وممارسة الحزب او الزعيم الذي يقود الجنرالات الى ساحة الحكم ويكون مصير بقية المتنافسين بين السجن او المنفى او الاعدام.

وفي العراق الجديد وبعد مغادرة عقلية الثكنة التي تقود السلطة اصبحنا امام واقع جديد مشرق وواضح فان الشعب هو الذي يقرر مصير الحكام والحكومات وليس العكس كما كنا في العهود السابقة عندما كان الحاكم هو الذي يفرض النظام السياسي على الشعوب. وبحسب التنوع والتعدد السياسي للاطياف والطوائف في العراق يصبح تداول السلطة بشكل منفرد امر صعب ومستحيل وضمن اطار الديمقراطية نفسها. والتجربة الاقرب للواقع العراقي هو تجربة الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة الامريكية والمتنافسين على الرئاسة والكونغرس الامريكي لاكثر من قرن.

ففي المرة التي لا يستطيع أي حزب الوصول الى الاغلبية البرلمانية او رئاسة الجمهورية يعود مجدداً للمنافسة القادمة ويضع برامجه دون الشعور بالاحباط او الخيبة او الهزيمة والطرف الفائز لا تأخذه نشوة الانتصار والانبهار بالاصوات فيعيش بعيداً عن هموم واهتمامات واولويات الشعب.ان المسيرة الديمقراطية العراقية مازالت في بداياتها وامامنا منعطفات حادة ومسارات صعبة مخاضات عسيرة فان اللعبة الديمقراطية لا تنتهي بزمن او بمرحلة بل هي متحركة مع الزمان والمكان والانسان.

وما يعزز اعتقادنا بقوة المسيرة الجديدة هو ان الانتخابات كانت محطة كبيرة يطمح اليها الكثيرون للوصول الى السلطة وتنفيذ برامج القوى الفائزة وقد انتهى الزمن الذي تتحول السلطة فيه الى وسيلة للثراء الفاحش والطموح اللانزيه وان المرحلة القادمة ستكون المرحلة الاصعب على الفائزين لانهم متعهدون امام شعبهم بالوفاء بالوعود والتعهدات والالتزمات وان شعبنا لا يتسامح مطلقاً مع من يحاول استغفاله او اذلاله بالتفريط بالمنجزات والمكاسب فان الشعارات وحدها لا تكفي اذا لم يخالطها قوة الشعور ونبض الواقع والميدان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك