المقالات

(( الشيخ الرفسنجاني باني ايران بعد الحرب ومعمّر مدنها ))

1472 17:32:00 2009-03-02

( بقلم : حميد الشاكر )

بمناسبة الزيارة التي يقوم بها الشيخ هاشمي رفسنجاني للعراق ، وما يتمتع به هذا القيادي من الصف الاول الايراني لابد علينا كعراقيين ان نستحضر كل ماهو ايجابي في هذه الشخصية الايرانية المرموقة ، بالاضافة الى ماهو ايجابي للزيارة السياسية الايرانية العراقية نفسها على مستوى العلاقات بين البلدين !.والحقيقة ان مايميز شخصية اية الله الهاشمي الرفسنجاني على الصعيد الذاتي انه من الكوادر الاولى للثورة الايرانية الاسلامية التي قادها السيد روح الله الخميني رحمة الله عليه ، وهو صاحب شأن عظيم في بناء النظام الايراني القائم اليوم ، لاسيما انه هو مَن هو في نضاله ضد الطاغوت الشاهنشاهي البائد وهو ايضا من هو حيث قاد اكثر من موقع في جمهورية ايران الاسلامية من قيادته لمجلس الشورى الثوري ابان بدايات الثورة الايرانية في نهاية سبعينات القرن المنصرم وبدايات الثمانين فيه ، وحتى قيادته للبرلمان الايراني ومن ثم لشغله منصب رئيس الجمهورية الايرانية الاسلامية لدورتين ، وفيما بعد عند مطافه الاخير في رئاسة مجلس تشخيص مصلحة النظام اليوم في القيادة الايرانية !.

والى هنا يبدو الرجل على مستوى عالٍ جدا في الجمهورية الاسلامية الايرانية ، اي انه رجل يتمتع بصلاحيات التخطيط للجمهورية الاسلامية اليوم التي تبدو الاقوى في المنطقة والاكثر نهوضا للتطلع للمستقبل ، مضافا لذالك انه احد الاركان الاولى لواضعي السياسات العامة للجمهورية الايرانية صاحبت المؤسسات التي بناها الكادر الذي عاصر الشيخ الرفسنجاني في رحلته الطويلة في النضال والذي لم يتبقى منه من الصف الاول للامام الخميني في ثورته على الطاغوت الشاهنشاهي الآن الاّ مجموعة معروفة بعدما قضت مجموعة من قيادات الثورة نحبهم كاية الله بهشتي والعلامة المتأله مرتضى المطهري وغيرهم وبقي البعض الاخر ينتظر كالسيد علي خامنئي والشيخ الرفسنجاني ... وهكذا !.

ان كل ماذكر انفا عن شخصية الشيخ الرفسنجاني الايرانية المرموقة هي ليست كل قصة سياسيي ايران اليوم وضرورة معرفتهم عن قرب لرجال السياسة العراقية الجدد ، فأن الشيخ الرفسنجاني بالذات هو شخصية مختلفة بالنسبة للتجربة العراقية الجديدة ، وهذا ليس لانه صاحب تجربة ثورية ثرّية وطويلة وغنية فحسب ، وليس لانه رجل دولة ومخطط سياسة وقيادي أول لاغير !.  لا كل هذا يذكر في سجل هذا الرجل السياسي الايراني الكبير بالفعل ، لكنّ مايميز الشيخ الرفسنجاني بالنسبة للتجربة العراقية الجديدة مابعد اسقاط الطاغوت الصدامي ، هو ان هذا الرجل بالذات هو صاحب مشروع (( اعادة اعمار ايران بعد الحرب )) ومثل هذه الكفاءة او هذه التجربة الفريدة هي مايحتاج للاطلاع عليها سياسيي العراق الجديد ، لاسيما ان هذا الكادر العراقي السياسي الجديد لم يزل يراوح في مكانه منذ اكثر من سنة من استتباب الوضع الامني نسبيا بلا سماع لاي مشروع لهذه الحكومة يُناقش لدراسة مسألة الاعمار الشاملة في العراق وليس الجزئية والمحدودة والغير مؤثرة نهضويا في عملية اعادة اعمار العراق من جديد .

نعم ان التجربة التي قادها الشيخ الرفسنجاني لاعادة اعمار ايران بعد الحرب هي التجربة الاكثر واقعية وانسجاما مع الوضع في العراق المتدهور اعماريا اليوم ، وفي حال حضور الشيخ الرفسنجاني بذاته لزيارة العراق اليوم ، فنحن في العراق يجب ان ندرك اننا امام عقلية خططت بعناية وذكاء وكفاءة واخلاص وهمة عالية جدا لاعمار ايران بمواردها المحدودة وايضا بظروف الحصار الاقتصادي المضروب على ايران ، وهذا يعني ان هذا الرجل يمتلك الالية والرؤية التي تمكن اي دولة بمواردها الذاتية اليوم كالعراق من ان تستفيد من التجربة الايرانية التي كانت في يوم من الايام مدمرة تماما الا انه وفي غضون سنين معدودة استطاعت لجنة اعادة اعمار ايران من ابراز كفائتها واخلاصها وهمتها في اعادة ماهدمته الحرب وافسدته خطط محاصرة ايران الاقتصادية !؟

ان ايران اليوم هي من الدول التي لابأس بصورتها الاعمارية الناهضة يوما بعد يوم ، بل ان طهران التي استطاع نفر قليل من مخلصي وخدّام الشعب الايراني ان يحيوا عاصمتهم السياسية ويعيدوا بناءها على طراز حديث ، هي ثمرة من مشروع اعادة اعمار ايران الكبير ، حتى ان اجمل تعبير سمعته على الاطلاق عن ايران وحالة الاعمار فيها جاء على لسان الجنرال اللبناني ميشيل عون بعد زيارته لايران السنة الماضية ، عندما سأله احد الصحفيين : ماذا رايت في طهران ؟.

فاجاب الجنرال ميشيل عون انه : رايت عاصمة لاتنظّف بالليل لعدم وجود شعب يرمي فيها الاوساخ في النهار ؟.وهذا الصورة وان كانت صورت جمالية للشعب الايراني اكثر منها صورة للعمران والبناء ، الا انه لولا جمال الاعمار لما حافظ الشعب الايراني على نظافة مدنه وعاصمته في طهران !. نرجو نحن في العراق في يوم من الايام ان يمرّ الزائر في بغداد او في ذي قار او البصرة ليرى اعماراً ومدنا بُنيت بسواعد العراقيين المخلصين والامناء والشرفاء واصحاب الهمّة العالية بحيث ان جمال اعمارها يدفع مواطني هذا البلد المنكوب لعدم الاساءة لجمال مدنهم المعمّرة !. في النهاية اقول ان زيارة الشيخ الرفسنجاني للعراق هي فرصة نسترجع من خلالها اعادة اعمار العراق ونحن نستقبل رجل اعمار ايران المحنك الهاشمي الرفسنجاني !.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Ayad
2009-03-03
اهلا وسهلا ببلدك الثاني ايه العزيز الشيخ رفسنجاني
Ayad
2009-03-03
وجودنا هنا هو احد الادلة الصادقة اننا نحب بلدنا ولاءنه نحن نحب الامام الحسين ع ونحب ايران واخوتنا الشيعة في البلدان الاخرى ليس معناه حسب تفسيرك يا علي سليمان اننا لانحب بلدنا بالعكس نحن نوعية الشيعة والسنة والمسيح وغيرهم الشرفاء فقط من يحب العراق نحن نبني العراق وياءتي البعثية والوهابية السعوديين واتباعهم من المنافقيين يدعون العراقية ويخربون ويقتلون العراق بالفعل او الموقف او الكلمة ك علي سليمان المشككين ببناءي العراق العراقيين الاصلاء ليس ك السعوديين والله ذبحتوا العراق والكم عين تحجون
علي سلمان
2009-03-03
ارجو من شيعة العراق ان يتعلموا من مواطني ايران كيف يكون الولاء لبلدهم
زيــد مغير
2009-03-03
في كتاب إقتصادنا الذي ألفه أعظم شخصياتنا الوطنية وهما الشهيدين محمد باقر الصدر ومحمد باقر الحكيم رحمهما الله وأسعدهما ,النظرية الأقتصادية الأسلاميه التي تنتهجها أيران هي من هذا الكتاب الرائع , وتطرق المؤلفان الى ما ستؤول اليه النظامين الأشتراكي والرأسمالي , وبانت وتحققت توقعاتهما , فأنهارت الأشتراكية وتعاني الآن الرأسمالية ..وبزغ النظام الأسلامي وقريبا ستكون أيران في مقدمة الدول الغنية وستنتهج دول العالم نهجها , ورغم الأبواق المعادية للثورة الأسلامية والحرب السوداء الذي قادها أرعن القرن فلم تتزع
فائز
2009-03-02
لا أدري لمادا يُسيطر على حكامنا تلك البلادة والغباء فهم لو إستفادوا من تجربة إيران لتقوا بدل ما ضيعوا اموالهم في معاداتها ! متى نستيقظ ونعرف اين تكون مصالحنا فنركض نحوها وليس هنالك احمق من الحكام العرب حيث يدهبون دائما الى الورقة الخاسرة يعرفون دلك مطلقا ويورطون شعوبهم التي عمها البؤس والشرود الفكري فلم تعد تميز بين الصحيحة والجرباء! ليت كان عندنا مثا إصلرار الإيرانيين وحلمهم وبرودهم ومخططاتهم البعيدة النظر ونحن ننظر فقط الى "نانسي عجرم" هي القدوة وهي الروح والرية وباقي الناس عارية!.
زياد
2009-03-02
اللهم احفضه ويدومه ذخر للجمهورية الاسلامية ويكثر من امثاله ولله هوا والامام الخميني رحمة الله عليه والخامنئي رفعت راس لكل موالين ال بيت رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم وشوكة بعيون كل الحاقدين الف شكر لصاحب المقال وبارك الله فيك اللهم صلي وبارك وسلم على محمد واله الطاهرين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك