السيد عامر الحسني
" من عادى شيعتنا فقد عادانا و من والاهم فقد والانا لأنهم منا خلقوا من طينتنا "
خرج يوم أمس الأحد 1 مارس 2009 العشرات من الشباب الثوري في بلدة الأوجام الواقعة إلى الشمال الغربي من محافظة القطيف في مظاهرة حاشدة نددوا فيها بالاعتداءات التي لحقت بالزائرين الشيعة الشرفاء من شعب المنطقة الشرقية في شبه الجزيرة العربية الذين تجشموا عناء السفر لزيارة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بمناسبة شهادته وزيارة المراقد المقدسة لأئمة أهل البيت عليهم السلام في جنة بقيع الغرقد , والتي جوبهوا فيها بهجوم واعتداء من متشددي السنة وعناصر هيئة الأمر والنهي وقوات الأمن التابعة للكيان السعودي .
وردد الابطال وعلى مدى ساعات طويلة أذهلت قوات الامن التابعة لقبيلة بني شعارات تؤكد الانتصار للمقدسات ولحقوق الشيعة والتي منها (بالروح بالدم نفديك يا بقيع) و (فلتسقط الوهابية فلتسقط الطائفية).. وجاب شيعة أهل البيت عليهم السلام شوارع بلدة الأوجام دون حدوث مصادمات حيث لم تحضر أي من قوات الأمن أو مكافحة الشغب التي آثرت عدم المجابهة مع الموتورين من أبطال القطيف .
وتعتبر مظاهرة الأوجام أول رد فعل علني يسجل الموقف الجماهيري في أعقاب التحركات التي يقودها البعض من الشخصيات الشيعية من القطيف والأحساء والذي راهنوا على حل المشكلة من خلال التوسل للسلطان الجائر ، الا ان رئيس الكيان السعودي ( عبد الله العبد العزيز ) قد رفض مواجهتهم , كما رفض أخيه ( نايف العبد العزيز ) مواجهتهم هو الآخر مما اضطرهم لطلب اللقاء مع ابن نايف ( محمد ) الذي يشغل منصب وكيل وزارة الداخلية للشؤون الامنية والذي جابههم بجفاء حسب المعلومات التي وردت .
والجدير بالذكر بأن أجهزة الكيان السعودي الأمنية لا تزال في حالة استنفار في مناطق القطيف وبالخصوص بلدة العوامية ومركز مدينة القطيف وبالتحديد ساحة القلعة، كما لا تزال حواجز التفتيش تحاصر المداخل الرئيسية للمحافظة وكذلك مداخل البلدات والقرى التي شهدت خروج المظاهرات خلال الأسبوعين الأخيرين.
من جهة أخرى أسفرت تطورات الأحداث عن تأكيد فشل وإخفاق الأجهزة الأمنية في السيطرة على حركة الجماهير في الشارع الشيعي، وقد نجح التيار الشبابي المعارض لممارسات الدولة التعسفية والرافض للإصغاء لطلبات التيار الموادع في مباغتة القوى الأمنية بنقل المظاهرات من قرية إلى أخرى دون أن تنجح السلطات في التنبؤ بالتوقيت وبأماكن التظاهرات ، الأمر الذي منح المتظاهرين فرصة التحرك في الشوارع والحارات ثم التفرق قبل حضور قوى الأمن .
وتعهد الشباب الثوري في القطيف والعوامية وباقي بلدات ومدن المنطقة الشرقية لشبه الجزيرة العربية بمواصلة المظاهرات والاحتجاجات لحين ركوع الكيان السعودي واعترافه بالهزيمة , مستلهمين شجاعتهم من إمامهم الحسين عليه السلام ومن أخوانهم شيعة أهل البيت عليهم السلام في عموم العالم الإسلامي , ويعاهدوهم على إذلال طاغيتهم عبد الله كما أذل أخوانهم شيعة العراق الأبطال المقبور صدام وأعوانه .
وقطعوا عهداً على أنفسهم بان يكونوا مثالا صادقاً لشيعة أهل البيت عليه السلام وكما وصفهم مولانا الإمام الرضا عليه أفضل السلام قائلاً : " من عادى شيعتنا فقد عادانا و من والاهم فقد والانا لأنهم منا خلقوا من طينتنا من أحبهم فهو منا و من أبغضهم فليس منا , شيعتنا ينظرون بنور الله و يتقلبون في رحمة الله و يفوزون بكرامة الله ما من أحد من شيعتنا يمرض إلا مرضنا لمرضه و لا اغتم إلا اغتممنا لغمه و لا يفرح إلا فرحنا لفرحه ولا يغيب عنا أحد من شيعتنا أين كان في شرق الأرض أو غربها ومن ترك من شيعتنا دينا فهو علينا ومن ترك منهم مالا فهو لورثته شيعتنا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و يحجون البيت الحرام ويصومون شهر رمضان و يوالون أهل البيت و يتبرءون من أعدائنا أولئك أهل الإيمان و التقى و أهل الورع و التقوى ومن رد عليهم فقد رد على الله و من طعن عليهم فقد طعن على الله لأنهم عباد الله حقا و أولياؤه صدقا و الله إن أحدهم ليشفع في مثل ربيعة و مضر فيشفعه الله تعالى فيهم لكرامته على الله عز وجل .
https://telegram.me/buratha
