المقالات

لا نريد صداما جديدا

1240 15:28:00 2009-03-03

( بقلم : باسم حاتم الحطاب )

في خضم الحدث الاكبر الذي حدث في العراق و الذي طغت احداثة و اصداؤه على احداث مهمة اخرى بل لم ينتبه المتابع العادي الى امور مهمة مثل ميزانية عام 2009 و رئاسة مجلس النواب و محاكمة ازلام النظام البائد و تداعيات نتائج انتخابات مجالس المحافظات ، ذلك الحدث الذي كان يتطلع اليه العراقيون منذ امد ليس بالقصير و هو الكشف عن جرائم عضو مجلس النواب الارهابي محمد الدايني (و الارهابي هنا صفة للنائب و ليس للمجلس حتى لا يتهمني البعض باني طعنت في مجلس النواب) و لاهمية الحدث تناولت الفضائيات الموضوع بشكل مختلف من فضائية لاخرى فمنها من استغل الامر ليصب جام غضبه على اصل العملية السياسية و منها ما تحدث بشكل سطحي و منها ما خصص برنامج او عدة برامج حول القضية و منها الذي حاول ان يلقي التهم هنا و هناك و غير ذلك الكثير الذي قد يكون غاب عن متابعتي .

و هنا اود ان اعرج على احدى القنوات العراقية الفضائية التي تناولت هذا الموضوع في برنامج حواري هو برنامج افكار بلا اسوار الذي عرض على قناة الديار يوم الاحد الماضي و الذي استضاف اربع شخصيات هم اللواء عبد الكريم خلف و هادي جلو مرعي و جمعة العطواني و الشيخ رحيم الساعدي و كان حوار الحلقة يدور حول هروب الدايني و من يتحمل مسؤوليته . و لا اريد من خلال سطوري ان اناقش هذه القضية بقدر ما اريد مناقشة امور تجلت من خلال الحوار الذي دار بين ضيوف البرنامج .

فمن بين هذه الامور ظهور نبرة تعودناها في زمن النظام السابق الذي لم يكن يقبل الانتقاد من اي جهة او راي اخر و هذا الامر كان من اللواء عبد الكريم خلف الذي نكن له الاحترام و التقدير و تمنيت اني لم اتابع هذه الحلقة كي لا اسمع المنطق الذي تحدث به فيها ذلك انه خلط الامور فصور ان من ينتقد هدفه التقليل من الدور الذي قامت به القوى الامنية في استتباب الامن الذي كان حلما لكل عراقي ، و اشار في حديثه الى سماحة الشيخ جلال الدين الصغير و السيد صدر الدين القبانجي ليس بالاسم و لكن الاشارة الى (بعض المعممين) واضحة و لا تحتاج الى تاويل ، و اتى حديثه كردة فعل لكلام جمعة العطواني لانه حمّل الاجهزة الامنية مسؤولية هروب الدايني . اضافة الى تهجمه الواضح على من ينتقد الاجهزة الامنية بانه يريد لميليشاته ان تتحكم بالشارع و قد كرر هذا الكلام عدة مرات ، و كذلك اطلاق عبارات ليست لائقة به كشخصية تمثل وزارة الداخلية و تكراره لها و هي ان الكل لا يفهم القانون .

و يحق لي كمتابع ان اضع الف علامة استفهام امام التبريرات التي ساقها في تبرير هروب الدايني و عدم تحمل الداخلية لهذا الامر و اذكر شواهدي على ذلك بان اللواء قاسم عطا صرح في المؤتمر الصحفي الذي عقده و عرض فيه اعترافات عصابة الدايني بان الدايني ممنوع من السفر و سنطالب القضاء برفع الحصانة عنه ، و بعد ذلك صرح عبد الستار البيرقدار الناطق باسم مجلس القضاء الاعلى بان المجلس لم يصله طلب رفع الحصانة في الوقت الذي اكد فيه الشيخ خالد العطية ان مجلس النواب سيرفع الحصانة عن النائب في حال وصول طلب من مجلس القضاء الاعلى و من خلال قراءة التصريحات الثلاثة يمكن ان نعرف ان التاخير لم يكن بسبب مجلس النواب و لا بسبب مجلس القضاء الاعلى بل بسبب تاخر الطلب من وزارة الداخلية . الا اذا كان احد تلك التصريحات او كلها غير صحيحه .

و بالانتقال الى ضيف آخر من ضيوف الحلقة و هو هادي جلو مرعي الذي اعرفه من خلال مقالات على النت و لقاءات في الفضائيات ، و كان في هذا اللقاء اشد من اللواء خلف في الدفاع المستميت بل و حرف موضوع الحلقة الى مواضيع جانبية و خارجة عن محاور البرنامج . فقد اتهم كل من يتحدث عن هذه المسألة بانه يريد النيل من او اضعاف حكومة المالكي و تطرق الى موضوع ميزانية 2009 و الكتلة التي تعارض تمرير الميزانية بشكل سريع و المعممين و ما الى ذلك في اشارة اوضح من اشارة اللواء خلف الى كتلة المجلس الاعلى . بل و تعدى ذلك الى الاتهام بانهم يريدون اضعاف الدولة و هم اول من اسس لدولة المؤسسات . و لو كان السيد رئيس الوزراء اختار شخصا ليدافع عنه في هذا البرنامج لما تمكن من الدفاع كما هو حال هادي جلو مرعي ، مع الاخذ بعين الاعتبار ان المالكي لا يحتاج الى احد ليدافع عنه في هذه القضية و لكن هذه هي الطريقة التي تعودناها ايام النظام السابق ليثبت المحاور انه ابدع في الدفاع عن رأس النظام .

و قد ابدع الشيخ رحيم الساعدي و جمعة العطواني في نقل صورة كاملة لما يدور من حديث في الاوساط التي انتخبت المالكي و التي انتخبت كتلته لتوصله الى رئاسة الوزراء . فالشارع يتساءل عن كيفية هروب الدايني الذي لم تكشف ارهابه اعترافات افراد حمايته بقدر ما كشفته الدعاوى المرفوعة ضده و الشهرة الواسعة التي يتمتع بها كارهابي من الدرجة الاولى . كشفه التزوير على قناة الجزيرة باظهار صور متحف الشمع في ايران على انه غرف تعذيب في جامع براثا و عرض صور لضحايا ادعى انهم من السنة و اثبتت الوقائع انهم من ضحايا شيعة من ضحايا الدايني و عصاباته ، و كذلك التزوير الذي قام به مع القناة البريطانية الرابعة في برنامج فرق الموت و الذي صور فيه ان ضحاياه انما هم ضحايا وزارة الداخلية و عرض صورا و مقاطع فيديو من ضمنها مجموعة كبيرة من الشهداء الذين قتلتهم عصاباته في منطقة النهروان على انهم من ضحايا باقر جبر صولاغ و منظمة بدر .

هنا اود ان اوجه كلامي الى السيد عبد الكريم خلف و اقول اذا كنت لا تتحمل الراي الاخر فالاجدر بك عدم الحضور في برامج حوارية مع علمي بان صدركم رحب في تقبل النقد و لكن ما ظهر في هذا اللقاء كان خلافا لما اعرفه عنك ، و للاستاذ هادي جلو مرعي اقول كفانا نصنع اصناما و كفانا ما حدث في السابق من ترويج لشخص فنخلق ديكتاتورا جديدا ، و اشد على يدي الشيخ الساعدي و الاستاذ العطواني في نقل نبض الشارع الى الاعلام و الى الراي العام بان الداخلية ليست معصومة و يمكن ان تكون مخترقة و ان المسئولين كذلك ليسوا معصومين و يمكن ان يتصرفوا بشكل خاطيء و النقد هو لتصحيح المسار و ليس للتجريح .ملاحظة : لدي تسجيلات فيديو و صفحات على الانترنت شبه كاملة للتصريحات التي ذكرتها و تسجيل فيديو كامل للقاء الذي دارت حوله سطوري هذه .

باسم حاتم الحطاب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك