المقالات

تقديم الخدمات عبادة ما فوقها عبادة

1060 18:32:00 2009-03-07

( بقلم : حسن الهاشمي )

قال رسول الله (ص): أحب عباد الله إلى الله انفعهم لعباده وأقومهم بحقه، الذين يحبب إليهم المعروف وفعاله. (تحف العقول، ص40).

الذي يخدم الناس يحبه الله سبحانه وتعالى ويجعل محبته في قلوب المؤمنين كما هم الرسول الأعظم وأهل بيت النبوة الأئمة المعصومون فهم قمم المعروف والخدمة وإسداء النصيحة لانتشال البشرية جمعاء من هوة الرذيلة إلى قمة الفضيلة والورع والتقدم والتطور، لذا ترى محبتهم في قلوب المؤمنين والأحرار في جميع أنحاء العالم لما أسدوا من خدمات جليلة لعباد الله سواء الذين كانوا يعيشون في حقبتهم مباشرة أو الذين جاءوا من بعدهم فارتشفوا منهم بالنصيحة وحسن السيرة، وإلا بماذا نفسر انجذاب الموافق والمخالف لأخلاقهم وعلمهم وتواضعهم وما قدموه من تراث ثر وقف بإزائه كل منصف موقف إكبار وإجلال، فهم بحق أنفعهم لعباد الله وأقومهم بحق الله وهم أهل المعروف ومعدنه، بل أنهم المعروف نفسه بفعالهم وسيرتهم العطرة التي طأطأ لها العدو قبل الصديق فكانت سببا لانتشال المخالف من هوة الكفر والضلال وزخما يعاضد الموالف في القوة والعطاء.

ومن هنا فالذي يدعي الانتساب للرسول الأكرم وأهل بيته حري به أن يقتفي آثارهم في خدمة الناس فهو المعروف بعينه وقضاء حوائجهم خير من عامة الصلاة والصيام حيث أنها تعم المصلحة العامة وهي مقدمة على المنافع الشخصية في الإسلام بالرغم من أهميتها، ونحن نعيش هذه الأيام ولادة مؤسسي الدين والمذهب علينا أن نقتبس منهما إسداء الخدمة والمعروف لاسيما الذين تبوؤا المقاعد في مؤسسات الدولة فإن صفات الكفاءة والنزاهة والحزم والأبوة ينبغي أن تتوفر فيهم، وهي ليست مطالب صعبة لكنها في الوقت نفسه ليست سهلة.

والإنسان عندما يمارس دور الأبوة والخدمة امتثالا للحديث القائل: سيد القوم خادمهم، يشعر بأنه يقوم بأمر مجموعة من الناس فيضطر أن يكون مستوعبا للآخرين وان يوجه النصيحة لهم وان يقوّم الاعوجاج لو كان موجودا فيهم وبالنتيجة الناس تلجأ إليه لهذه المواقف وغيرها التي تقوم المسيرة وتطور البلد، وهذا سيساهم بشكل فعال في تقريب الكفاءات وتقريب الطاقات الجيدة وبالنتيجة إبعاد المفسدين عن مواقع القرار، وسنؤسس حالة لبناء مدننا قائمة على أساس الثقة والكفاءة والنزاهة، وبناء المدن على هذا الأساس أمر مقدور عليه وليس بمستحيل.

وعلى الذين حصلوا على ثقة الشعب وحصدوا المقاعد في مؤسسات الدولة عليهم خدمة المواطنين وتنفيذ برامجهم التي طرحوها خلال الانتخابات من خلال الاهتمام بمحاربة الفساد الإداري والمالي في دوائر الدولة، لما لها من آثار سلبية جدا في أخلاقية المسؤول والفرد العراقي، والاهتمام بتقديم أقصى ما يمكن من خدمات وتطوير واعمار. اعتماد معايير الكفاءة والنزاهة والإخلاص والقدرة على تقديم الخدمة في اختيار الأشخاص لمواقع المسؤولية ينبغي أن يكون بعيدا عن المحاصصة الحزبية والطائفية والقومية، ليس من الصحيح اعتماد الصفقات السياسية والتوافق على أشخاص يتم تعيينهم لمجرد أنهم ينتمون لهذا الكيان أو ذلك الحزب أو التيار، والتواجد الميداني مثلا لأعضاء مجالس المحافظات في مواقع عملهم والمتابعة المستمرة لتنفيذ المشاريع والأعمال والنشاطات هي مطلوبة بحد ذاتها لما لها من أثر بالغ في تقدم المسيرة.

ولا يخفى على أحد أن محافظات الوسط والجنوب لاقت الأمرين من الإهمال والظلم في النظام البائد ومع بالغ الأسف وقعت تحت طائلة التمزق والتشرذم الحزبي والفئوي بعيد السقوط وما زالت حركة الإعمار متعثرة فيها، ما يعطي حافزا قويا للمسؤول والمواطن حيال التغيير والإنتماء للوطن وخدمة أبنائه الذين باتوا يتطلعون نحو الإعمار والخدمات وسئموا من الشعارات الفضفاضة البعيدة عن الواقع.

إن المطلوب في هذه الفترة خدمة المحافظات فإنها بأمس الحاجة إليها، التجارب السابقة فيها زين وفيها شين، الشين يترك ونطوي عنه صفحة والزين نأخذه ونعمره، التوتر في أي مجلس من مجالس المحافظات ولأي سبب كان يؤثر على مستوى تقديم الخدمات للمواطن. فالرجاء من المسؤولين في أي موقع كانوا أن يقفوا على معادلة أن اختلاف الرأي لا يفسد في الود قضية، وبإمكانهم أن يرشدوا الخلاف ويجعلوه رحمة، والاختلاف في الرأي لا ينبغي أن نعاقب من اجله مدينة كاملة فنحن نبحث الآن عن خدمة والمفروض أن يكون المسؤول المنتخب بمستوى تحمل مسؤوليته كاملا.

وينبغي أن تكون العلاقة طيبة ما بين مجالس المحافظات والحكومة المركزية؛ والمقصود بالعلاقات الطيبة الصلاحيات للحكومة المركزية معلومة والصلاحيات للحكومات المحلية معلومة أيضا، احدهما يكمل ويرفد الآخر، وعلى الجميع أن يبذلوا ما في وسعهم من اجل إنجاح مجالس المحافظات لأنها تجربة فتية وحية وتحتاج إلى المزيد من الدعم.

والنجاح هذا يأتي بتظافر الجهود من الجميع لاسيما السلطة المركزية والكيانات السياسية وعقلاء القوم التي تدفع الآخرين إلى العمل الجاد خصوصا بعد الانتخابات الجديدة، فإننا بحاجة إلى مساحة واسعة من العمل خصوصا الخدمي منه للوقوف على معاناة الناس بشكل جيد، فهناك حزمة من الملفات الخدمية والإصلاحية تنتظر المخلصين من المسؤولين وهم مدعوون أن يضعوا خلافاتهم الحزبية وراء ظهورهم وهم أولى برص الصفوف والخدمة من غيرهم وكيف لا وهم ينتسبون إلى دين يحث على خدمة النوع البشري ويعدها من أرقى أنواع العبادات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أبو علاوي
2009-03-08
ثم 5 راي العديد عادة خير من رأي الفرد وكلنا قاسينا من عهود مضت دون عوده من ذلك الضرورة المهلكة للبلد الأشم وقراراته التعيسة التي أوصلتنا الى ما يبكي الرضيع في حضن أمه 6 محاسبة النفس امام الله المتعال لكل ما نضمره لمنافع خاصه وهو علام الغيوب فلقد حملكم من انتخبكم أمانة لم تتحملها السماوات والأرضين ولاالجبال الرواسي فانظروا ماأنتم فاعلون وحاسبواانفسكم مرة بعد اخرى كم وفيتم للشعب الذي ذاق مرارات كارثية من جهلة ومرصى نفوس وعاقين للاوطان والضمائر 7 ازدادواخبرة مماتشاهدون وتسمعون من أشباهكم الخ
أبو علاوي
2009-03-08
ثم 4 في بداية كل جلسه يقرأ ما كتب عن الجلسة السابقه ثم يثبت ما يبحث في هذه الجلسة بحسب تسلسل الأهميه وبدقة عاليه 5تشيع الثقة المتبادلة والاحترامات والنيات الحسنه مابين كل ممثلي المحافظة المنتخبين داخل وخارج الاجتماعات 6 التناصح بدل التعارض وعدم الحدة في الطروحات او مايشبه بعضاالاستصغار او التهكم وماقد يقود الى تضييع الوقت الثمين 7 ضرورة اتخاذ القاعدة القائله انا قد اكون صحيحا او العكس اذا ظهر وثبت ذلك وكذا الاخرين ففي الاختلاف فوائد التصحيح واختيار المسار الانسب فما احدنا نبي والرأي ثم
أبو علاوي
2009-03-08
ثم ليكن رئيس الاجتماع أكثركم خبرة واطلاعا بمواضيع الاجتماع وقد يكون رئيسا دائما اذا اجتمعت فيه مواصفات القيادة الحكيمه 2 الوقت من ذهب فلتكن مداخلاتكم خلال رئيس الاجتماع وبماقل ودل وفي صلب الموضوع تحت البحث ولأغنائه وليس لمجرد الكلام مع كل الاحترام لما اقول؟ 3 أحدكم يتولى كتابة مايدور بتركيز واضح حسب مايمليه عليه رئيس الجلسة وبتعاضد الجميع والغرض هو المتابعة الفعاله لما تقرروه او تحبذوه أكثركم مع تقدير كامل لذوي الاختصاص بالمواضيع تحت البحث كالطبيب في الامورالصحيه والمهندس في الهندسيه ثم
أبو علاوي
2009-03-08
بسمه تعالى وانا بتواضع أصغركم ولكن سنحت لي الحياة ان امارس عددا كبيرا من الاعمال الخدميه مما يسمح لي بتقديم بعض الملاحظات العابره والتي قدتنفع قارئيها ان اتيح لهم تفحصها خاصة وان مجالس المحافظات هي عمليا برلمانات مصغره ومتى ماتنظمت فعالياتها كانت عبادتها الخدميه أكفأ وأنفع للمجتمع التواق للافعال قبل الاقوال امل الاختصار الممكن واضعا نقاطي بتسلسل رقمي 1 اذا كنتم اثنان فأمروا أحدكم يقود الجلسات بطريقة منظمة مخططه ولا يكون الكلام خارج ما يثبت في بداية كل اجتماع وليكن رئيس الاجتماع اكثركم ثم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك