كلنا نعرف مامدى الخطر الكبير الذي يجتاح العراق من قبل سلسلة متفاقمة من الأرهابيين الذي يقوضون أنفسهم في ضرب المواطن العراقي وعلما أن الأرهاب المتواجد في العراق ويضرب في كل بقعة ومكان وكل طائفة وقومية بحيث أصبح آفة المجتمع العراقي . شوقي العيسى
أزمات وإضطرابات تعيث في مجد العراق وتبعث المدى والقلق المصيري المضطرب في أحداث لها أبعاد وجذور وطرقات ،فأصبح المترقب يرى الهشاشة في الموقف والردائة في التعبير والقصور في العمل .
نار مستعرة تخفيها القوى السياسية بالرماد الداكن الذي يغطيها لفترة وجيزة ليجرفها ويطفي لهيبها عواصف ملتهبة ،فالمحن لا تنجلي والحذر في ترقّب في زوايا كثيرة من أسقفيات هذا البلد الذي عصفت به أزمات شتى فمن أزمة قيام دولة وتشكيل حكومة الى أزمة الأرهاب والتطرّف الى أزمات أقتصادية يعيشها المواطن العراقي الى أزمة القوات الأجنبية .....
في البداية أود أن أشير الى أن العراق مقسّم الى فئات وطوائف وقوميات وهذه حقيقة تفرض نفسها على جملة من الحقائق لايمكن التغاضي عنها ولكل طائفة أو قومية منهاج عمل وبرنامج سياسي قد تكون هناك مشتركات تظهر الى العامة ولكن المضمرات كثيرة شئنا أو أبينا مازالت كل الأطراف ترى في نفسها المخلّص والمنقذ للمواطن العراقي الذي أصبح الشماعة التي تعلَّق عليها كل الإخفاقات السياسية والتدهور الفني والأستراتيجي في مرحلة يغيب فيها إدراك ومفاهيم الإدارة النموذجية.
تشكيل الحكومة
بطبيعة الحال ومثل أي بلد يحتوي على أفكار الديمقراطية عندما تحدث فيه إنتخابات لتشكيل برلمان أو مجلس نواب أو حكومة أو أي شأن آخر يتطلب بعد فرز الأصوات تسارع القوى لتشكيل حكومة تعمل على إيصال درجة من الرقي الى المواطن لكي يجني ثمرة إنتخابه، إلا في العراق فقد مررنا بمرحلتين من الأنتخابات والنتيجة واحدة هي الإخفاق في تشكيل الحكومة وذلك لعرقلة تشكيلها من قبل القوى السياسية المتبارية التي تتدخل في شؤون الجهة المعنية في تشكيل الحكومة فمرة يخرج لنا مفهوم تشكيل حكومة وحدة وطنية ومرة أخرى حكومة إنقاذ وطني ومرة تشكيل مجلس الحل والعقد ومرة تشكيل حكومة توافقية مشتركة كل هذه المفاهيم التي قفزت على المفهوم الحقيقي لتشكيل الحكومة ألا وهو حكومة تمثل إرادة الأغلبية بأستحقاقها الإنتخابي وهذا الإستحقاق ليس جدية يستجديها الشعب العراقي من بقية القوى السياسية وإنما هو المطلوب للعمل به لبناء عراق ديمقراطي أما إذا أغفلنا هذا الجانب فلاداعي لأطروحة (( عراق ديمقراطي حر )) .
قد يكون هناك سؤال يطرح نفسة إذا أخذنا بالإستحقاق الأنتخابي في هذه المرحلة فسوف تكون جهه واحدة هي التي تشكل الحكومة وتسيطر على مقاليدها وهم (( الشيعة )) ؟. وأجيب على مثل هكذا تساؤل مازلنا فرقّنا بتخصيص مفهوم طرف وأغلبيته وهم ( الشيعة ) إذن فنحن نعيش في مستنقع طائفي وقومي وهذا مأزق لايمكن الخروج منه في هذه المرحلة ولا في المراحل المقبلة حيث بما أن شيعة العراق هم الأغلبية فسوف يكونوا هم دائماً رأس القائمة لأن العراق وبالأحرى يعيش هذه الأزمة وليس هناك من يستطيع نفيها أو تشتيتها وحتى لو غيرت المعادلة وأصبح (( السنة )) في العراق هم الأغلبية فهذا الحال لايتغير فالحكم للأغلبية وكذلك للأكراد واقع لايمكن تجاوزة إلا إذا أغلفنا جانب على جانب آخروهذا مانلمسه من قبل التحالفات بين السنه والأكراد لأعاقة ترشيح رئيس الوزراء وكذلك تشكيل الحكومة إلا إذا تم تنفيذ مايطلبه المتصارعون في الساحة السياسية وأعتقد ذلك يعزى الى أسباب شخصية ولو أنهم بتصريحاتهم كلها تجعل المواطن العراقي هو الأصل وكما قلنا أصبح المواطن العراقي يتعلق به كل من يخفق في قضية ما.
الإرهاب والأتهامات
كلنا نعرف مامدى الخطر الكبير الذي يجتاح العراق من قبل سلسلة متفاقمة من الأرهابيين الذي يقوضون أنفسهم في ضرب المواطن العراقي وعلما أن الأرهاب المتواجد في العراق ويضرب في كل بقعة ومكان وكل طائفة وقومية بحيث أصبح آفة المجتمع العراقي .
ولنكن على فكرة من التسهيلات التي يحصل عليها الإرهاب في العراق بطبيعة الحال أن كل جهه تقف بمفهومها السياسي ضد مفهوم الإرهاب ولكن أرض الواقع تقرأ لنا غير ذلك فكل المشاهد تقول أن الإرهابيين موجودين في العراق والإدعاءات السياسية تشير الى دخولهم من خارج الحدود فالكل متفق بذلك ولكن هناك تساؤلات كثيرة من يؤوي هؤولاء ومن يمهد لهم نحن على علم بأن العراق كله مناطق عشائرية ومعروفة ولايوجد أحد غير معروف فكيف يدخل شخص أجنبي بدون علم المنطقة التي يؤوي اليها أضافة الى ذلك أن كل الشواهد تدل على تمركز الإرهابيين في المناطق السنية في العراق بحيث أصبحت بؤر لتجمع الإرهابيين فهل هذا يعني أن هذه المناطق لاعلم لها بوجودهم وعدم التعامل معهم وكذلك يدلنا على ذلك التصريحات التي يدلي بها أغلبية السياسيين السنة بتمجيدهم بما يسمى بالمقاومة والشارع العراقي يتحدث عن نفسه فأي مقاومة هذه التي يتحدثون عنها ؟
إذن فهناك تواطيء سني مع المجموعات الإرهابية هذا إذا لم يكونوا مشاركين معهم فهذه من الأزمات السياسية والطائفية التي لايمكن تجاوزها في الوقت الحاضر.
الأزمة الأقتصادية والخدمية
ومن الأزمات التي يمر بها الشعب العراقي هي الأقتصادية والخدمية حيث تنعدم الى درجة البؤس حالة المواطن العراقي من خلال معيشته التي أصبحت هول عظيم يعانية العراقي لكسب رزقه اليومي فأرتفاع حالة البطالة وزيادة أسعار المواد الغذائية ولحقت بها زيادة أسعار المحروقات لتصل إسطوانة الغاز بمبلغ أكثر من 50 الف دينار عراقي أي مايعادل 33 دولار أمريكي .
أما الحالة الخدمية المتردية والفساد الإداري المنتشر في عامة دوائر الدولة والفوضي المزرية التي تعوم بها محافظات العراق كل ذلك من الأزمات التي تحدث في العراق إضافة الى أزمة وجود القوات الأجنبية وأستهتارها المستمر وأنتهاكاتها الفضيعة للمواطن العراقي الذي أصبح يترنح من كيل الضربات التي تنتابه من هنا وهناك ومن كل جهه لذلك فبأعتقادي أن العراق إذا أستمر على هذا المنوال فلن يستقر الوضع فهناك جملة من الحلول قد تنفع العراق بهذه المرحلة :
بما أن الأوضاع لازالت متوترة بين السياسيين العراقيين وكل منهم يرى بنفسه المخلص للعراق فعليهم أن يقسموا العراق ( شيعة وسنة وأكراد ) وكل فئة من هذه الفئات تدير شؤون رعاياها وهذا ماسعى اليه الإستعمار وقد نجح في ذلك ولكن بكل مرارته فهذا كسب للمواطن العراقي الذي يذبح يوميا ونعطي فرصة للشعب العراقي والسياسيين العراقيين أن يتفهموا معنى الديمقراطية وأخذ الدروس عليها بغية تطبيقها في المستقبل.
شوقي العيسى
https://telegram.me/buratha