المقالات

ترجمة منجزات المجلس الاعلى بلغة المثقفين

987 19:38:00 2009-03-21

( بقلم : د.نزار كامل الحلي )

لما كانت الساحة السياسية العراقية معرضا لمشاريع القوى السياسية واطروحاتها التي تعتقد من شأنها تقويم الوضع العراقي وعلى كافة الصُعد وتحقيق ما هو فيه صلاح الواقع الاجتماعي للشعب العراقي والارتقاء به الى اعلى المستويات , هذه المشاريع والمنجزات السياسية كانت تترجم حسب طبيعة فهم المجتمع العراقي على نحوين وكل نمط من المجتمع له رصيد معين في ذلك الفهم فتارةً تكون ترجمة منجزات التيارات السياسية حسب نوعية احتياج الناس فعلى ذلك الاساس تحدد طبيعة التيار السياسي هل انه قدم منجز ام لا وتارة اخرى تترجم المنجزات حسب طبيعة المرحلة التي يمر بها البلد والتي تحتم على المهتمين بالشان العراقي من الساسة بتقديم مشاريع سياسية تخدم البلد على الصعيد السياسي وتثبت اركان الحكومة العراقية وتحقيق استقلالية تامة للبلد فهذا الفهم انبرم عليه شريحة معينة من المجتمع العراقي التي ترى ان المخاض الذي يمر به العراق يحتاج الى جهود ترسم بها سياسة البلد العامة

وهذا الاتجاه كان يسلكه المجلس الاعلى في برامجه ومشاريعه السياسية فعلى سبيل المثال قضية التنمية والاعمار فلا يمكن العمل بهذا الجانب برؤية ضيقة وبسيطة حيث ان العديد من الدول وخاصة الدول الاستثمارية لايمكن لها التعاقد مع العراق وارسال شركاتها المختصة بمختلف الجوانب ما لم تصل الى قناعة تامة باستقرار العراق على المستوى الامني والسياسي واطمئنانها بعدم حدوث انقلابات عسكرية وسياسية لان مسالة التعاقد قضية ليست بالسهلة وخاصة ما يتعلق بالجانب المالي وهذه الدول الى فترة قريبة كانت تنظر للعراق بانه عبارة عن كيان قلق ولايمكن عقد معه أي مشاريع تجارية او عمرانية او أي مشاريع اخرى فالمجلس الاعلى كان ينظر للامور بمنظار واسع ويرى ان النهوض بالواقع العراقي لايتم الا من خلال تحقيق سيادة واستقلال العراق وتحقيق الاستقرار السياسي ولا سيما قضية اخراج العراق من البند السابع كانت من اهم مصاديق سيادة واستقلال العراق لكي يعطي المجلس الاعلى انطباع للدول الاخرى وخصوصا الدول التي يمكن الانفتاح عليها بمختلف الميادين التجارية والصناعية وغيرها ان العراق اصبح مهيأ لئن يكون كأي دولة اخرى مثل دول الخليج الامارات وقطر التي بفترة وجيزة تحولت الى دول تضاهي الدول الغربية بالواقع الخدمي والتجاري والعمراني حتى اصبحت ساحة لابداعات الشركات الاجنبية .

اما اذا اردنا الحديث عن الانتخابات وخاصة انتخابات مجالس المحافظات فهي ايضا كانت من انجازات المجلس الاعلى وكيف كان يسعى من اجل اقرار قانون مجالس المحافظات الذي يعتبر من ارقى الانظمة التي يتم بها ادارة المحافظات بطريقة لامركزية واخراج العراق من ظلمة المركزية والقرار الواحد الذي ادفع العراق ثمنا باهضا طيلة الفترة السابقة فهذا ايضا يصب في قضية الاستقرار السياسي لانه كان بمثابة افشال مشروع الانقلاب والاطاحة بالحكومة العراقية لان العراق لم يعد ذلك البلد الذي تحكمه دائرة ضيقة ومجموعة متفردة بالقرار واذا ما تعرضت الى ضربة خارجية او داخلية سينهار العراق برمته .

اما على الصعيد الاجتماعي فكان المجلس الاعلى له دور في اقامة علاقات وطيدة مع مختلف شرائح ومكونات الشعب العراقي وباختلاف طوائفه وقومياته فنرى انه يمد جسور العلاقة مع المكون السني وكانت لقيادات المجلس الاعلى زيارات متكررة الى المناطق السنية في ظل اجواء ودية تحمل في طياتها نسف نظرية تقسيم العراق وتناحر ابنائه فيما بينهم وهكذا مع الطائفة المسيحية والايزيدية, وعلى المستوى القومي اقامة علاقات فريدة من نوعها مع الجانب الكردي كانت تصب في مصلحة البلد , ناهيك عن اقامة علاقات خارجية مع العديد من الدول من اجل اظهار صورة مشرقة للعراق الجديد لكي يحتل مكانة مرموقة بين الدول .

ونحن في الوقت الذي نشيد بدور المجلس الاعلى وما قدمه من انجازات في بناء العراق نهيب بالشعب العراقي بان يكون له نظرة ثاقبة لتشخيص من هو الاجدر لقيادة العراق ودراسة خطواته بمقياس مصلحة البلد المستقبلية .

د. نزار كامل الحلي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك