المقالات

الصحوات العراقية صناعة أمريكية

950 15:54:00 2009-04-06

شوقي العيسى

لم يكن المشهد العراقي بعيداً عنا عندما بدأ تنظيم الصحوات وذلك لمقارعة فلول تنظيم القاعدة الارهابي الذي كان يستهدف العراقيين تارة والامريكيين تارة أخرى فلم يكن بداً من القوات الأمريكية الا أن تجد حلاً لحماية جنودها في العراق ، فتوصلت الى المجاميع المرتبطة بتنظيم القاعدة والبعثيين الذين كانوا يطلقون على أنفسهم "مقاومة" فعقدت وأبرمت معهم الاتفاقيات لغض النظر عنهم بشريطة محاربة فلول القاعدة.

فعلاً نجحت القوات الأمريكية في استقطاب تلك المجاميع واستحداث مسمى لهم "الصحوات" حيث أرغمت الحكومة العراقية عليه على اثرها طرح رئيس الوزراء العراقي مشروع "المصالحة الوطنية" والتي كانت البداية والانطلاقة لاستقطاب تلك المجاميع التي شاركت تنظيم القاعدة في العراق على الهجمات الارهابية ضد أبناء الشعب العراقي.

تنظمت الصحوات وأخذت دوراً كبيراً في مقارعة ومطاردة تنظيم القاعدة مما أراح القوات الامريكية التي كانت تٌستهدف نوعاً ما في العراق ومما ساعد على استتباب الوضع الامني داخل العراق واتاح الى القوات العراقية ان تتنفس الصعداء وتأخذ تدريباتها لتكن على اهبة الاستعداد الى اي طارئ ، وهذا ما يتجلى بوضوح على قدرتها في ادارة الملف الامني خصوصاً بعد تسلمه شيئاً فشيئاً من القوات الأمريكية.

لنعد الى ملف الصحوات الذي انشأ من قبل القوات الأمريكية وكلنا نعلم من هم أولئك الذين في الصحوات وقلناها مسبقاً وحذرنا بعدم تنظيمهم بتلك الطريقة ولكن هناك هواجس بطبيعة الحال من كافة الأطراف فلدينا ثلاثة اطراف هم القوات الامريكية والعراقية والصحوات انفسهم.

فالقوات الامريكية تشعر بوجود الاستقرار الامني داخل العراق والفضل يعود بمشاركة الصحوات للقوات العراقية علماً أنهما كانا نقيضان وقد اتحدا بالهدف ونزعا تلك الاغلال التي كانت تؤرقها بعض النفوس المريضة فهذا الامر بالذات يؤرق القوات الامريكية التي تحاول زرع فتيل الازمة داخل العراق حالها حال غالبية دول الجوار العراقي فحاولت اثارة الازمة من خلال قصف بعض المواقع التي قيل انهم شاهدوا ارهابيين يزرعون عبوات ناسفة أو اعتقال بعض قادة الصحوات وما الى ذلك من الازمات التي تحرك الطرف الآخر في الانتفاضة ، ولكون القوات الامريكية تشعر انهم اصحاب الفضل في استقطاب هؤلاء ، ولو تتبعنا الاخبار نرى أن القوات الأمريكية أعلنت قبل أيام بتسليم القوات العراقية ملف الصحوات والبالغ عددهم تسعين الف مقاتل ولنتأمل بهذه القضية ونرى.

أما الصحوات أنفسهم فهم لحد اللحظة يشعرون انهم فوق القانون ولا أحد يمثلهم خصوصاً وان تلك الصيحات التي تطلق من هنا وهناك من قبل قادة ومؤسسي الصحوات بتسليم اسلحتهم او دمجهم في القوات المسلحة ،فهناك قلق مستمر وأزمة ثقة بينهم وبين القوات الامريكية من أن تغدر بهم ومن الحكومة العراقية.

أما الطرف الثالث فهو الحكومة العراقية وهي التي أرغمت على تكوين هذه الصحوات وترى من فيها من ارتكب مجازر واشترك في عمليات ارهابية فلا يمكن ان تدعه بدون عقاب وهي ترى ان القانون يجب ان يفرض على الجميع فكيف من تعلم جيداً بحقيقتهم ،فهي اذن فرصة للحكومة العراقية ان تضرب ضربتها بهذا الوقت بالذات وهي ترى التراخي الامريكي وصانع الصحوات قد انقض عليها.

فنحن أمام ملف شائك ومعقد ،ملف طالما اختلف عليه الفرقاء السياسيين بتقويته او اضعافه ، ولكن يبقى الاهم من ذلك هو ان القوات الامريكية تحاول زعزعة الملف الامني بشتى الوسائل والطرق.

اما الحكومة العراقية فعليها ان تغلق هذا الملف نهائياً وتجريد اطرافه من اسلحتهم وسلطتهم التنفيذية بعدما اصبحت القوات العراقية قادرة على اداء عملها بأتم وجه وتقديم كافة الاشخاص الذين متورطين بعمليات ارهابية الى القضاء العراقي لينالوا جزائهم العادل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك