المقالات

بغداد والقاهرة وميشيل عفلق

1197 13:26:00 2009-04-13

صباح حسين

ما زالت تحكم العلاقات العراقية المصرية عقد كثيرة وتحول دون تقدمها من ابرزها عقدة الزعامة القومية في المنطقة والتي ترغب في ممارستها على العراقيين رغم ان مصر لم تعد صالحة للعب هذا الدور اصلا لغياب وانحسار المؤهلات والظروف التي كانت متوفرة لها في السابق ,بل وحلول قوى واطراف اقليمية محلها في الزعامة في المنطقة وهو ما يجعل المصريين متشددين في تعاملهم مع قضايا المنطقة والتي من بينها القضية العراقية ورغبتها في ان يكون الحل والانفتاح على العراق عن طريقها .العراق وبالرغم من التشدد المصري في التعامل معه واحجام القاهرة عن ارسال سفيرها الى بغداد ما زالت تصر على تبني قضايا ومواقف تمثل تدخلا واضحا في الشان العراقي وتعكس سوء فهمها لحقيقة الاوضاع في العراق والتي من بينها دعم القاهرة الواضح والمعلن للاطراف البعثية والقومية المعارضة للعملية السياسية في البلاد والضغط على الحكومةالعراقية من اجل ادخالهم فيها وتخلي الحكومة العراقية عن قراراتها السابقة التي تحظر التعامل معهم وهو ما حمله عمرو موسى في جعبته خلال زيارته الاخيرة الى بغداد والتي حملت اشتراطات مصرية على الحمكومةالعراقية مقابل قيام القاهرة بالانفتاح على العراق واعادة علاقاته الدبلوماسية الكاملة معه ,

حيث اشترط عمرو موسى اولا تنمية العلاقات الاقتصادية اولا ومن ثم العلاقات الدبلوماسية وهو ما شكل خيبة امل كبيرة بالنسبة الى العراقيين الذين كانوا يتوقعون ان تبدي مصر تغييرا واضحا في موقفها المتشدد من النظام السياسي الجديد في العراق رغم ان القاهرة لم تعد تملك ذلك البريق الذي كان لها في السابق في المحافظة على هذا الموقع وسط مزاحمة ومنافسة قوية من قبل السعوديين والقطريين والذين بدأو بسحب البساط من تحت اقدام المصريين والدخول في خط ازمات عديدة في المنطقة والتي من بينها القضية الفلسطينية والتي كانت في السابق حكرا على المصرين وحدهم .التشنج والعداء المصري للتجربة العراقية انما ياتي في الواقع من شعور المصريين بالانزعاج من هذه التجربة ورغبتهم في فشلها لكي لا يتحول العراق الى لاعب اقليمي كبير في المنطقة يكون منافسا للمصريين في العلاقة والتعامل مع الامريكيين ,

اذ يرغيب المصريون في احتكار هذه العلاقة لصالحهم وحدهم وان يكونوا هم البوابة الوحيدة للامريكيين في المنطقة , حيث جاءت مواقفهم الاخيرة لتعكس حقيقة هذا الموقف وتؤكده من خلال ضغوطهم على الحكومة في بغداد على تقديم التنازلات للبعثيين والقبول بهم في الساحة السياسية ورد الاعتبار اليهم واعادة العسكريين من كبار ضباط الجيش العراقي السابق من عناصر الحرس الجمهوري والخاص واعادتهم الى الخدمة والتغاضي عن موقفهم الجنائي السابق .

مصر لم تعد اللاعب الاكبر في المنطقة هي تعيش ازمة سياسية ااقتصادية حادة تحاول عدم لفت الانظار اليها بالتدخل في شؤون الاخرين من اجل تحقيق اختراقات ومكاسب سياسية تسهم في ترقيع موقفها الداخلي ولكن يبقى السؤال المهم الى متى يبقى العراقيون يستجدون التعاطف من قبل الاخرين ويدفعون اثمانه صفقات تجارية ونفطية كما كان يفعل نظام صدام في السابق ولماذا لا يعمل العراقيون على تخطي هذه العقدة واستبدالها بانقتاح على القوى الاقليمية المنافسة لمصر من اجل اقناعها بالتخلي عن تشددها ودعم الحكومة العراقية واعادة فتح سفارتها في بغداد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
sun
2009-04-13
لا افهم لماذا هذه اللهفة لاعادة العلاقات مع مصر وباقي الدول العربية رغم معرفة المسؤلين في العراق ان كل مايجري من مصائب بسبب التدخلات لهذه الدول لمذا يتم التعامل معهم من باب الضعف بالرغم من كل مانملك من قوة وتاثير اقتصادي كبير كل دول العالم تريد الانفتاح على العراق ماعدى الدول العربية كل الدول اطفئت الديون والدول العربية يسرقوننا ويصدرزن الارهاب واسلاح الينا وبفلوسنا اعضاء من البرلمان المصري يريدون رفع دعوى قضائية على سيد حسن نصر الله لان مسكو جاسوس على الحدود واحنا مئات الاهابين العرب ولايمنا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك