المقالات

أضحكتني يا فأر ....

2248 18:18:00 2006-08-23

( بقلم حيدر الاسدي )

ربما تصور القارئ الكريم أن العنوان جاء للترويج لأفلام توم وجيري و آخر موضة لهذه الأفلام المسلية للكبار فضلا ًعن الصغار .

و لا ا ُذيع سرا ً لو قلت تمّـنيت ــ ولو أن التمني رأس مال المفلسين ـــ أن أكون مخرجا ً لأفلام الكارتون لأرسم لفأر العوجة ريشة ، و الكمبارس هم الأعراب الذين لازالوا يسّبحون بحمد ربهم الأعلى الفأر صدام .

ولا تستغرب عزيزي القارئ من إطلاق كلمة ربهم الفأر !

ففي الهند مئات من البشر يعبدون الفأر وليس من أفلام كارتون ـــ وإن كانت عقول عبدة الفأر الحقيقي والفأر المجازي هي من الكارتون وهم على كفرهم لا يشكلون سيئة من سيئات صدام ومن يسبحون بحمده ـــــ..

و كم تمنيت وأنا أستعرض نماذج لهذا الحب المتأصل في قلوب الهمج الرعاع من الأعراب وقلت في نفسي :

لو أن هؤلاء الهمج الرعاع أطاعوا الله وأحبوه كما يحبون صداما ً لما عذبهم الله ولو لحظة واحدة في جهنم .

ولاح لي في الا ُفق الدعي اللقيط سمرة بن جندب ــ لعنه الله ولعن من نصبه قائد لجيشه ــ وقست حال الأعراب عليه عندما قال :

لعن الله معاوية ! و الله لو أطعت الله كما أطعت معاوية ما عذبني أبداً (1) .

و بلا شك أن تسمية سيدهم بالفأر سيجعلهم مسعورين ينبحون وستثور الحمية عندهم ـــ وإن كنت أعتقد أنهم خلوا من الحمية والغيرة والشرف بكل مقاييسها ـــــ خصوصا ً لمن لازالوا يصرون على أن فأر العوجة هو القائد الضرورة و ســيبقى البطل القومي لا ُمة الأعراب . خصوصا ً ونحن نرى إخوة الدم العربي ـــ إن صح التعبير ـــ في فلسطين عندما تظاهروا تأييدا ً لهجمات حزب الله الظافر وتقدمت تظاهراتهم صورة لقائدهم المظفر الفأر صدام وقتها سألت نفسي :

هل التظاهرة بالفعل تأييدا لـ حزب الله ؟ أم أنها وكما يقال : لــ ذر الرماد في العيون . أو كما يقال : عصفورين بحجارة .

وباللغة الدارجة : هم يسوون فضل على حزب الله ـــ الذي تسميه بعض المنتديات الفلسطينية حزب اللات ( 2 ) ـــــ أنهم خرجوا تظاهرة تأييدا ً له و إستغلوا هذه الفرصة ليعربوا عن ولائهم لولي نعمتهم الفأر صدام . و ليأكدوا للعالم أنهم مع المقاومة الشريفة لذبح الشيعة في العراق بعد أن تناقلت وكالات الأنباء أن حركة حماس نعت أميرها الهالك أبو مصعب الزرقاوي

ووصفته بــ البطل المرابط شهيد الأمة ( 3 ) ربما لسببين :

الأول : لأن نظرية الزرقاوي إلتقت مع نظرية تكفير حماس للشيعة .

وثانيا ً: بما أنهم يكفرون الشيعة لذلك يدعمون موقفه في ذبحهم .

و بالتالي حتى لو أصبح الفأر التكريتي عارا ً ويمثل العهر العربي بنظر الجميع بل وحتى لو ذهب الى جهنم يبقى سيدهم لأن الطيور على أمثالها تقع .

عذرا ً لهذه المقدمة المشحونة بالغضب ربما أثارت البعض الذي يرون في هذا هدما ً لكيان وحدة الا ُمة هههههههههههه.

و سبب ضحكي هو ما دار في جلسة محاكمة صدام في 21 / 8 / 2006 وعندما رفع الادعاء العام في قراءته أن من بين ضحايا الأنفال نساء إغتصبن .

رد صدام محتـــّجا ًوأخذ يدير برأسه داخل القفص الذهبي وهو يقول :

أنا لا أقبل بهذا الكلام من الإدعاء : من أن هناك امرأة كردية قد اغتصبت في عهد صدام . وحقا ً إذا قيل : شــر البلية ما يضحك .

وليسمح لي أحباب الفأر صدام أن أقول لفأرهم : إذا كنت لا تستحي فقل ما شئت . وأنا على يقين أنه ومن يدافع عنه لا حياء لهم . وينطبق عليهم قول الشاعر :

 من أين تخجل أوجه أموية *** سكبت بلذات الفجور حياءَها 

ولا ا ُطيل عليك قارئي الكريم كما أطلت في المقدمة . ودعني أروي حادثة من عشرات الآلاف مما تعرضت له المرأة العراقية من إغتصاب وقتل وتغييب في السجون وآخرها المقابر الجماعية وهي موثقة في جمعية حقوق الانسان ( 4)

و هنا لابد لي أن أذكر حادثة سمعتها شخصيا ً من حجة الاسلام والمسلمين الشهيد السعيد الشيخ محمد حيدر قده وكيل الامام الحكيم قده في محافظة بابل وكنت تشرفت بخدمة آية الله الشهيد السعيد السيد محمد التقي الجلالي قده . ومما تحدث به الشهيد الشيخ محمد حيدر : أن طالبة جامعية كانت جميلة وغاية في الأدب والحشمة والدين ومن عائلة معروفة تتردد علينا للإستفسار عن الأحكام الشرعية و ما يتعلق بامور الدين وفي كثير من الأحيان كانت تحمل أسئلة من زميلاتها وزملائها في الجامعة . وفي إحد الأيام جاءت وهي مكلفة بأسئلة دينية ولكثرة الأسئلة أحضرت معها جهاز تسجيل لتحتفظ بنصوص الأجوبة .

وبما أني ــ والكلام لازال للشهيد ـــ أعرف أمانتها وتدينها لم ا ُمانع من التسجيل ولم تعرف الفتاة وأعرف أنا أنها كانت مراقبة من رجال الأمن الذين كانوا في إنتظارها خارج المسجد . وما أن خرجت من المسجد حتى أقتادوها للتحقيق . حاولت جاهدا ً وبمعونة بعض المتنفذين أن نتوسط لمعرفة مكان إعتقالها وكثفنا الإتصال ولكن دون جدوى . وبعد أيام قلائل إستدعي والدها و إستلم إبنته وكانت في حال سئ للغاية مما إضطره لإدخالها المستشفى وخضعت للرقابة من قبل رجال الأمن . وبعد أيام قلائل توفيت البنت إثر نزيف حاد . إلتقيت والدها وسألته عما جرى لإبنته ؟ فقال : أخبرتني بأنها تعرضت وخلال مكوثها في مديرية الأمن للإغتصاب عشرات المرات. و نتيجة لإصابتها بالنزف الحاد ا ُخرجت الى المستشفى وتوفيت فيها .

لذلك أقول لفأر الأعراب والجحور : أضحكتني .

لأن شــّر البلية ما يضحك .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 1 ) تاريخ الطبري ، ج5 ص291 ، الكامل ، ج3 ص245 ، المنتظم ، ج5 ص267 ولم يذكر ابن الجوزي لعن سمره معاوية .

( 2 ) إلى الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية الذين ما زالوا يحسنون الظن بإيران وحزب اللات وحسن نصر اللات ويعتقدون أنهم وشيعتهم سوف يقاتلون اليهود في فلسطين المحتلة.

http://www.palestinianforum.net/forum/showthread.php?t=78474

( 3) C:Documents and SettingsAdministratorMy Documentsجدارية الزرقاوي.htm

( 4) كتاب الدكتور صاحب الحكيم، الذي حمل عنوان (4000 إمرأة في بلد المقابر الجماعية) باللغتين العربية والانجليزية، وصدر في لندن، في 930 صحيفة من القطع الكبير، فهو كتاب توثيقي لأربعة الاف امرأة عراقية تعرضن للاعتقال والتعذيب والاغتصاب والقتل، او تم دفنهن وهن احياء او تدمير المنازل على رؤوسهن، او قتلهن بالغازات السامة كما في حلبجة، او قتلهن بالطائرات والمدفعية الثقيلة كما في الاهوار وفي انتفاضة شعبان العام 1991، او قتل اطفالهن امامهن للضغط عليهن والاعتراف على اقرانهن او على الرجال، كما في المعتقلات.استهلك الكتاب من المؤلف اثنتي عشر عاما، ولذلك جاء توثيقه لمنظومة المعلومات حول حال المرأة العراقية منجّما وعلى مراحل، كما جاءت فصوله الاربعة عشر متوزعة ما بين المعتقلات والسجون والمنافي والمهاجر، في زيارات عمل لولبية قام بها المؤلف لاربعة وخمسين بلدا، حمل معه وزوجته الفاضلة الناشطة في مجال حقوق الانسان الدكتورة بيان الاعرجي، هموم العراقيين يرميها على مسامع رجال القانون والسياسية ومنظمات حقوق الانسان والمحافل الحقوقية الدولية والمراجع الدينية.ولم يكتف المؤلف بالزيارات المكوكية الحبلى بملفات ومعاناة العراقيين والتي توجت بنيله وسام السلام من قبل زعيم الفاتيكان السابق البابا يوحنا بولس السادس، وبمنحه وسام سفير السلام من قبل الاتحاد الدولي للجمعيات الدينية، فقد تبنى مشروع الاعتصام الاسبوعي بالضد من نظام صدام في ساحة الطرف الاغر وسط لندن من عصر كل سبت، وتوقف الاعتصام بعد سقوط النظام مباشرة بعد ان مضى عليه 333 اسبوعا، في بادرة لم يسبق اليها عراقي فاقت في مدياتها الانسانية عمل جل المعارضة العراقية .

وفي الرابط أدناه المزيد من المعلومات http://alwitwity.friendsofdemocracy.net/default.asp?mode=blog&month=12&year=2005&page=3

بقلم

حيدر الأسدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك