المقالات

لماذا وقع وزير التجارة في الفخ؟

1351 19:37:00 2009-05-18

بقلم:فائز التميمي.

إن ما حصل لوزير التجارة سواءً بقية في منصبه أو خرج منه يجب أن يكون درساً للإستفادة منه وليس للتشفي والإنتقام لأن هـذه الحياة تتقلب بأهلها من حال الى حال وقد يكون أيّ منا مكان وزير التجارة فما الـذي أوصله الى هـذه النهاية المحزنة!!

أولاً: إنّ حماية الوزير أو المسوؤل هم أول المنتفعين وهم أول من يتوقع المرء منهم الفساد ،وخصوصاً إذا كانوا من أقاربه فهم يبعدون القريب ويقربون البعيد.ويصبحون شاء أم أبى وخصوصاً في ظروف الأرهاب هم سمعه وبصره ولسانه!! وهـذا ليس تنظيراً فراغ فأول سلبيات الحمايات أنهم سياسيون ومتعصبون لرأي المسئول أكثر من الوزير أو المسئول نفسه وحتى بعضهم يلفق حكايات عن ما قاله الوزير أو المسئول فإن صحت فهي دلالة على ضعف إنضباط الوزير أو المسئول وإن كانت خيالات وأكاذيب فمردودها على صاحبها أكبر.فمرة أحد حماية أحد المسؤولين الكبار قال لنا: أن السيد فلان هو سر الأزمة بين جهتنا والجهة الفلانية!! أو أن السيد فلان إمتعظ وجهه عندما رد على تلفون فلان وقال: لعد بيمن أمـّن إذا هـذا طلع حرامي!! ومن غيرها من المرويات التي تكشف أن الحماية هم ملكيون أكثر من الملك نفسه.والمشكلة فيما إذا كان لهولاء تأثير فعلاً على الوزير أو المسوؤل.!!.

ثانياً: كلما سمع أي مسوؤل من أيّ جهة تهمة أو قصة فإنهُ يحكم دائماً بأنها فخ سياسي ومكيدة! نعم صحيح أن كثير من القصص كيدية ولكن إذا إتضح بعد ذلك أن واحداً منها صحيح قد يكسر ظهر المسوؤل كما كسر حنون ظهر وزير التجارة فهو لا يستطيع السيطرة على وزارته لو بقى فيها لأن الفيديو صار بالتلفونات والأمر خرج من يديه.بل الأولى إذا كانت القصة تخص أحد أقاربه أن يسارع الى التحقق منها لأنهم إذا فسدوا حالوا بينه وبين كل الحقائق.

ثالثاً: حالة الغرور التي أصابت شرائح كثيرة من المسوؤلين حتى عندما كنا في المعارضة فكانوا يعتبرون أنفسهم نخب وعزلوا أنفسهم لـذلك فتجاربهم في الحياة ومع الناس قليله وحياة التنظير في البروج المشيدة إنتحار ولا تعطي المرء الفرصة الكافية للتعرف على الناس.

رابعاً: إن معرفة وخبرة السياسيين بالناس داخل العراق( وخصوصاً الـذين كانوا خارج العراق في أوربا أو أمريكا) قليلة وبعضها قديم يعود الى السبعينيات وهـذا له أثر في تعامله ودرجة تصديقه وتكـذيبه للأخبار.

خامساً: حالة التعصب : وهـذه مرض أصاب كثير من الجهات والأحزاب بحيث أنها لاترى إلا جهاتها وأحزابها ومنظماتها هي الصحيحة والبقية لاشيء ولا هم لها إلا الكيد ويجب حربها.

سادساً: قلة المخافة من الله تعالى: فطوال أكثر من عشرين عاماً صادفنا من كبار السياسيين الـذين يخافون الله في كل شيء إلا عندما يتم الحديث عن الأطراف السياسية الأخرى فتراهُ يتهم ويغتاب .وسوف أقص عليكم بعض الأمثلة وللأسف أحجب الأسماء لأنهم كبار جداً جداً!!

في عام 1985م زار أحد الشخصيات المهمة بريطانيا ووصل في تجواله الى أحد مدنها الصغيرة فأقيم له جلسة بسيطة في بيت أحد الأخوان وحضرنا فلما دخل همس بصوت مسموع في إذن قيادي بصراوي :هل فيهم من جماعة فلان !! فلما طمأنه بدأ يتكلم على راحته.

وفي عام1984م زار مسوؤل كبير قبلاً وحاضراً وحضر جلسة فسألهُ أحد الغشمة وكان جديد عهد فلم يعرف أنه من جهة أخرى فقال له: هل يستطيع فلان أن يُخرجَ بعض الأسرى من أسرهم!! فوقع إسم ذلك الشخص كالصاعقة على إذن المسئول فقال بعصبية وصوت عال: لا يستطيع لا فلان ولا غيره أن يخرجهم من الأسر!! وخاب ظنه وخرجوا.

وغيرها وغيرها من التهم الباطلة والنفاق وكل هـذا البهتان يعود على صاحبه ويرتكب نفس ما إدعاه زوراً وبهتاناً للتسقيط. فمن إتهم فلاناً أيام المعارضة بأنه يريد إستخلاف أخيه وإبنه يعمل نفس الشيء الآن في العراق!! ومن إتهم فلان بأن عنده أموال وحقوق ولا يصرفها كل أقاربه يسبحون بالمال والوظائف الوهمية من أموال الشعب العراقي.تلله ما إتهموا أحداً أنه دخل ذلك الجحر إلا وهم قد دخلوا إليه حتى أصبحت مؤمناً عملياً أن ما ننطق به باطلاً على الآخرين يصيبنا آجلاً أم عاجلا!! والله المستعان.هل سنستفاد من الدروس أم نستغلها للشماتة فقط!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك