محمد مهدي الخفاجي
اتذكر قصة حقيقية اود ان تتمحور مقالتي هذه حولها ... ففي عام 2000م ابان حكم الطاغية المشنوق حيث كان قانون النفط مقابل الغذاء والدواء مُفعل وُزعت على بعض الدوائر اجهزة حاسوب فأعترض مدير حسابات احدى الدوائر بقوله (( هل اعتمد على هذه الالة في حسابات دائرتي وائمن الخطأ واترك موظفي قسمي الذين اعتمدت عليهم منذ عشرات السنين دونما خطأ يذكر )).فأمر بفتح قطعة مهمة من كل جهاز حاسوب حتى لا يتسنى تشغيله ( بعد ان اعطاه المشورة احد فطاحلة العلم من موظفيه )وقام برمي هذه القطعة المفتوحة من الحاسبة في خزنته حتى سقط الصنم وزال هذا المعتوه عن مكانه الذي هيمن عليه عشرات السنين .قد يستغرب البعض هذا الفكر لكنه لازال مهيمناً الى يومنا هذا في العراق حيث ان اغلب القدماء في الدوائر العراقية من الذين وصلوا سن التقاعد قبل عقود يهيمنون على البلد ويتحكمون بمصيره وبقوانينه وهؤلاء بطبيعتهم يعادون التطور والتقدم والتقنيات الحديثة لجهلهم لها ولأنهم لن يكون لهم أي منصب قيادي في حالة اعتمادنا على التقنيات الحديثة في ادارة بلدنا فلن يعد لهم مكان فيه ويأتي من يأخذ مناصبهم هذه التي هيمنوا عليها بعد جهد جهيد فهو صراع مناصب ليس الا وضحيته كل من العراق ومواطنيه على حدٍ سواء .
لنفكر قليلاً ونسال انفسنا هل من المعقول ان يقوم البلد على هؤلاء الشيوخ الذين هرموا واكل عليهم الدهر وشرب في حين ان شباب هذا البلد على ارصفة الشوارع يعانون البطالة والعوز الشديدين ... هل من المعقول ان يعتمد بلد باكمله على شيوخ لا يستطيعوا حتى الكلام مع المراجعين ونهمل كل الخريجين العاملين الشباب ونرميهم في الشوارع بعد ان كلفوا خزانة الدولة عشرات الاف الدولارات في تعليم كل فرد منهم .... هل من المعقول ان يبقى هذا الموظف الكهل في عمله حتى يموت لكي تتسنى فرصة عمل لشاب عاطل يبحث عن تكوين نفسه وايجاد ذاته والعيش عيشه كريمة... قد يقول البعض ان هؤلاء كفاءة نستفيد منهم رغم انكاري هذه الكلمة جملةً وتفصيلاً لان الكفاءة الذي يعيش بدون تحقيق أي مُنجز في حياته لا خير فيه هذا ان كان فعلاً فيه كفاءة وهل لبلد يعيش حالنا ويوجد فيه كفاءة ونحن لا نصنع حتى ابرة الخياطة او عود الثقاب اذن فنحن نكذب على انفسنا بهذا القول وقد ظلمنا الشباب العاطل عن العمل والكهل الموظف على حد سواء فمن شاخ وكبر من حقه ان يأخذ راتباً تقاعدياً مجزياً ويُحال على التقاعد لكي يستمتع بما تبقى له من حياته ومن حق الشاب ايجاد فرصة عمل له والعيش عيشة كريمة ويشارك في بناء بلده اولاً وبناء حياته الشخصية والا فعجلة الحياة لن تسير وقد ظلمنا شبابنا وشيوخنا على حد سواء اذن فلا هيمنة لأحد على البلد فالعراق لكل العراقيين وخيراته تكفي وتزيد لينعم بها الجميع دونما تمييز او اقصاء ...
https://telegram.me/buratha