بقلم : سامي جواد كاظم
عبارة رددها الكثيرون من الخطباء وكان يستهل بها الشيخ الدكتور المرحوم احمد الوائلي في كل خطبه ، كما وأننا نقرأها في الزيارات المعروفة لدينا الأمامية ( يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما ) وللتمني عدة أشكال منها امكاينة الحصول ومنها استحالة الحصول ومنها تحصل وفق مستلزمات يجب تطبيقها حتى يمكن للتمني ان يتحقق .هنالك أمنية نتمناها في بعض الأحيان هي اقرب للإعجاز وإذا ما رافقتها نية صادقة مع القناعة التامة بما يحكم به الله عز وجل وحسب الحكمة الإلهية قد تتحقق وقد لا تتحقق ، والأمنية المستحيلة مثلا ليت الشباب يعود يوما ، واما التمني الذي ياتي محض صدفة كأن تتمنى أن يكون الجو غدا ممطرا او العكس فيتحقق ذلك .والآن يا ليتنا كنا معكم او إن نكون معكم من أي باب ندخل لتفسيرها ؟من هم الذين نتمنى ان نكون معهم ؟ وهل هذا التمني في الدنيا ام في الآخرة ؟ وهل التمني في المستقبل ام في الماضي ؟ حقيقة عدة أسئلة تقودنا للتعمق بماهية هذه العبارة التي دائما نرددها .مما لاشك فيه ولا خلاف ان المقصودين بان نكون معهم هم آل البيت الأطهار عليهم السلام ولكن هل في محنتهم ام في الآخرة ؟
ان قلنا في محنتهم فهذا ضرب من الخيال لان واقعة ألطف حدثت وانتهت فنأمل ان ترجع بنا السنون لننصر ابن بنت رسول الله في واقعته هذه فهذا تمني اقرب للمستحيل وان صدقت النية لأنه لو أريد لطالب التمني ان يترجم تمنيه هذا فيمكن لقائله ان يترجمه اليوم ، فيومياً لدينا واقعة للطف فالظلم مستشرٍ والحرام طاغٍ والموبقات تسري بين أوصال مجتمعاتنا التي استشهد الأئمة الأطهار عليهم السلام من اجل طهارتها من دنس ورجس الشيطان ، ولدينا إمام غائب قد يحضر لينصرنا اذا خلصنا النية لله عز وجل ونصرنا دين جده رسول الله صبى الله عليه واله وغايتنا مرضاته فان الله عز وجل سوف لا يبخس علينا بظهور ولي أمره ليقودنا الى مبتغانا .
فقد روي ان رجلا سال رسول الله صلى الله عليه واله عن منازل الذين امنوا به فقال : طوبى لمن رآني وآمن بي و طوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يراني ... وهذا هو زماننا بعينه ، اذن طالما نحن نؤمن برسول الله صلى الله عليه واله نبيا لنا عندئذ يكون التمني في لقائه يكون من خلال تطبيق الرسالة التي جاء بها .اذن الايمان بقضية الحسين عليه السلام وان الشهداء احياء عند ربهم يرزقون فان النصرة وزيادة الإيمان في القلب تكون حاضرة من الحسين عليه السلام اذا ما اعتمدنا سيرته عليه السلام في ردع الظلم والطواغيت . وان كان التمني في الآخرة ونيل منزلة محمودة مع شيعة آل البيت عليهم السلام فهذا لا يكون إلا وفق التزامات تحقق الأمنية فليس كل من يتمنى ويخلص نيته لله عز وجل في تحقيق مراده من غير واجبات ومقدمات بل يجب عليه ان يتجنب المحرمات والإقدام على المستحبات ودرء المكروهات والالتزام بالواجبات ، وهذه الالتزامات تبقى ضمن أعمالنا وأقوالنا ولا تنتهي الى حد معين كما وان ضمان تحقيق الأمنية يبقى في الأمنية نفسها أي ان نتيجتها تكون يوم المحشر .
السجاد عليه السلام في رواية له يقول ما معناه لو كان في يوم المحشر ان هنالك شخص واحد سيدخل النار يقول السجاد عليه السلام لخشيت أن أكون أنا ، هنا يتمنى الابتعاد عن جهنم بالرغم من انه حجة الله عز وجل على الأرض ، أي درس لنا هذه العبارة التي قالها الإمام السجاد عليه السلام والتي هي في نفس الوقت رسالة من السجاد عليه السلام وكأنه يقول للناس لا تتهمونا بأننا نعلم الغيب .من هنا ترجمة هذا التمني يكون من خلال العمل والقول لا مجرد ترديدها على ألسنتنا من غير ترجمة على ارض الواقع فيجب ان نعمل ومن ثم نتمنى ونقول يا ليتنا كنا معكم .
https://telegram.me/buratha