جميل الحسن
وجود اكثر من 16000بعثي في مؤسسات وزارة الداخلية والدفاع ينذر بالخطر ولا يضمن في الوقت نفسه ان ينقلب هؤلاء على النظام الحالي في اية لحظة مؤاتية كما فعلوا في السابق مع عبد الكريم قاسم عندما استغل البعثيون تسامحه وتغاضيه عن جرائمهم ولرفعه شعار عفا لله عما سلف والذي انتج في النهاية وصول البعثيين الى السلطة وتمكنهم من الاطاحة بحكم عبد الكريم قاسم ومن ثم اعدامه رميا بالرصاص على ايديهم من دون تقدير تسامحه وتساهله معهم في السابق .كما ان نظام عبد السلام عارف الذي اطاح بحكومة البعث الاولى تسامح هو الاخر معهم ولم يعمل على معاقبة قيادات البعث في وقتها ,
بل اكتفى بايداعهم في بيوتهم ومنعهم من ممارسة العمل السياسي ,لكن البعثيين سرعان ما عادوا للانقضاض على الحكم من جديد عندما تواطئوا مع عبد الرزاق النايف وعبد الرحمن الداوود لاسقاط نظام عبد الرحمن عارف الذي كان اضعف نظام سياسي في العراق لكن البعثيين لم يحترموا تحالفهم مع النايف والداوود ,اذ سرعان ما انقلبوا عليهم واطاحوا بحكمهم وعملوا على ازاحتهم لينفردوا بالحكم طيلة اكثر من ثلاثين عاما تبادل فيها البعثيون الغدر احدهم بالاخر ولم يتوقف مسلسل الغدر حتى سقوط نظام البعث الصدامي نفسه في التاسع من نيسان ,لكن البعثيون لم يغادروا الساحة ,
اذ سرعان ما عادوا الى التسلل الى مؤسسات الدولة الجديدة والتي من بينها وزارتي الدفاع والداخلية التي اصبحت تعج باكثر من 16000بعثي في مؤسسات الدولة الامنية وهؤلاء البعثيون غير موالين للحكومة لكنهم يتربصون بها وينتظرون اللحظة المناسبة للانقضاض عليها .ستة عشر الف بعثي من كبار القادة في وزارة الدفاع والداخلية ويقودون الافواج والسرايا وغرف العمليات ويتعاملون مع المعلومات الامنية المهمة ويتحركون وفقها .وكان هؤلاء البعثيون يهيمنون على وزارة الداخلية في عهد اياد علاوي واحد الاسباب وراء تدهور الوضع الامني في العر اق وسقوط اكثر من مدينة وقضاء بيد الارهابين
وبالتاكيد كان هناك تواطء خفي بين البعثيين والارهابيين وكانت المعلومات الامنية تمرر الى الارهابين بسهولة ولم يقم هؤلاء الضباط البعثيين بشن اية عملية امنية على معاقل الارهابيين وكانت وزارة الداخلية مخترقة من قبل البعثيين بشكل كامل .الاستعانة بالبعثيين في الاجهزة الامنية بدواعي المالحة الوطنية يعني استمرار الاخطاء السابقة وتعريض الامن الوطني الى الخطر والمجازفة بارواح المواطنين الابرياء ,فهل هناك ضرورة حتمية لوجود هؤلاء الذين يعد ولاؤهم للدولة مشكوكا فيه ووجودهم في داخل الاجهزة الامنية غير ضروري ,بل ان هذا الوجود يخدم الارهابيين والقوى البعثية الداعمة والمساندة لهم والتي تحاول توظيف وجود هؤلاء في داخل وزارتي الدفاع والداخلية من اجل تحقيق اجندات خاصة بها وربما تتحفز من خلالهم للقيام بانقلاب عسكري عند اقرب فرصة والتاريخ ليس بعيدا وعلى الحكومة التمعن فيه جيدا قبل ان يجد السياسيون الحاليون انفسهم مقتولون برصاص البعثيين او منفيون الى خارج الوطن من جديد .
https://telegram.me/buratha