بقلم:فائز التميمي
عندما جاء النظام البعثي الى الحكم وتفرد وحده وبدأ بحملة لإستئصال كل الأحزاب إسلامية كانت أو يسارية أو حتى قومية مخالفة بدرجات متفاوتة.وبعد تجربة الأخوة الشيوعيين في الجبهة الوطنية وهم كما يقال قد إستغفلوا وما كان لهم في تجربتهم تلك أن يثقوا بالبعث ولكن حصل الـذي حصل. وإنتقلت الحركة الشيوعية وصارت برهن الحركة الكردية كما صارت الحركة الإسلامية برهن الدولة المضيفة إيران.وكما خضعت الحركة الإسلامية بكل قنواتها لشروط الدولة المضيفة خضعت الحركة الشيوعية خاصة واليسارية عامة لشروط الأخوة الأكراد.والمعروف أن الأحزاب الشيوعية كانت مرتبطة بموسكو ومن ثم ببكين وخضعت قراراتها الى السياسة الروسية وخصوصاً بالنسبة الى إعلان دولة إسرائيل. وكـذلك تغيير موقفها من الدول الرأسمالية إثناء الحرب العالمية الثانية عندما تحالفت روسيا مع دول الحلفاء.حتى وصل الخطاب الأهوج والـذي أراد أن يضاهي خطاب ناصر الأهوج أيضاً: وأنا واكف فوك الأهرام كدامي بردا والشام. فقالوا: وانا واكف فوك الملوية وكدامي الصين الشعبية!!.أنظر الى حجم التبعية!!
وعندما ضرب البعثيون الحزب الشيوعي وكادوا أن يجتثوه قدمت روسيا الحليفة هدية أسلحة للنظام البعثي غير مكترثة لحلفائها من الأخوة الشيوعيون.فلم ينبس الاخوة أي إعتراض على الحليف الأكبر. وعندما إجتاحت روسيا جيكسلوفاكيا عام 1968م هلللوا وأعتبروها خطوة تحررية وطبلوا لها.!! راجع بيانات الحزب الشيوعي وجريدتهم السرية "صوت الشعب".
وقد بدر من بعض كوادر الشيوعيين في زمن قاسم ما يشبه ما عملته طلبان أو بعض المليشيات الشيعية ولا زالت الأفلام تعرض وهم يحملون الحبال ويقولون: ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة.وتحدوا العراقيين: بعد شهر ما كو مهر!! على الرغم من أن سلام عادل (وهو من عائلة الرضي في النجف) كما تروي زوجته قد تزوج بعقد أمام سيد أو "ملة" بإصطلاح اليساريين!!.
ومع كل هـذا وذاك حصل تفاهم غير مكتوب بين المعارضة بعد مجيء صدام على هدنة غير موقعة بين الإسلاميين واليساريين أو الشيوعيين خاصة بوقف الحملات . وإلتزم الجانبان بها وإن كان إلتزام الإسلاميين أكثر فهم كانوا أكثر إنضباطاً ولا زالوا فلا يطيح بلسانهم الغضب ويقولوا أيها المطبلون لموسكو أو الصين أو جيفارا..الخ وطووا صفحة الماضي على أساس إن لكل إختياره ونسوا اللجان التي ضمت البعثيين والشيوعيين وذهبت الى مطاردة الإسلاميين في إنتفاضة صفر 1977م في الطريق الرابط بين كربلاء وضواحيها!! ونسوا بيان الحزب الشيوعي الـذي أيد جهود البعث في القضاء على الرجعيين!! نسوا كل ذلك !!ولكن عادت حليمة الى عادتها القديمة وعاد اليساريون وبعض الشيوعيين في الخارج لإطلاق حملاتهم ضد الإسلاميين وياليتهم تغيروا عن منطق التهريج والشمولية والتعميم ورفض الأخر وإستعمال المخبوء تحت اللسان وخبط الأمور وخلطها بقصد أو جهل .وعادت أحقادهم شنشناتهم الفارغة يصدحون بها عسى أن ينفسوا عن حقدهم الدفين.
إن بعض الحقد على إيران هو لمن لا يعرف فإن الحزب الشيوعي العراقي كان قزما الى جنب حزب تودا وكان أعضاء الحزب الشيوعي يعتبرون أنفسهم تلاميـذ عند كينوري ولكن الـذي حصل أن الـذي يسميهم كتابنا الأعزاء" ملالي" لاغراض يعرفها الداني والقاصي لم يقتلوا شيوعياً واحداً ولكن قتلوهم بالمناظرات فإنهار حزب تودا وبالتالي كانت تبعاته على اخوانه في العراق كوقع الصاعقة وخصوصاً وأن مسؤول خط حسين قد خـذلهم وقال عام1969م وأما كل الناس: لقد كنا ننطح روؤسنا في صخرة وإستسلم للبعث ومنصبه الأزلي في أوربا!!.لقد كان العراقيون الـذين يـذهبون الى إجتماعات الأممية أو يأخـذون دورات حزبية في موسكو كانوا كالغلمان أمام منظري الحزب الشيوعي بل كانوا مسيرين من قبل المخابرات الروسية الرهيبة!!.
فإذا كنت ما قلته غير صحيح فصححوا لي !! أو إلزموا الصمت ولا تعلنوا إنتهاك وقف إطلاق النار!! فليس ذنب عدم فوز اليساريين في العراق هو الإسلاميين بل سقوط روسيا وإنتهاء المد الشيوعي في العالم!! أما التستر بالدفاع عن البغاء والخمور وخلق وكل ماهو مضر للعراق فهو لصالح البعثيين وأنتم لا تشعرون!!.والى متى تلدغون ولا تتعظون!!.
https://telegram.me/buratha