المقالات

انتحر الرئيس الكوري ...فهل سينتحر المفسدون في العراق ؟

1048 14:07:00 2009-05-24

مهند حبيب السماوي

أقدم الرئيس الكوري الجنوبي السابق روه مو هيون ، كما تناقلت الخبر وسائل الإعلام ، على خطوة مثيرة وحاسمة تمثلت في قفزه من فوق جبل بونجهوا قرب منزله يوم السبت 23-5-2009 ، مما أدى ذلك الى نقله على الفور الى مستشفى بوسان الجامعي في مدينة بوسان بجنوب البلاد حيث فارق الحياة بسبب إصابته المباشرة برأسه .ويبدو ان هذا الحدث , الذي وصفه ميونج باك الرئيس الكوري الجنوبي الحالي في بيان صدر عن قصر الرئاسة "بانه لا يصدق بحق وأمر مؤسف ومحزن للغاية." لم يأتي من فراغ ولا فجأة .....فالرئيس السابق روه مو هيون كان ملاحق منذ أسابيع بقضايا فساد ارتبطت بالفترة التي أمضاها في أيام حكمه، ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن رسالة تركها روه يؤكد فيها نيته على الانتحار ومطالبا بحرق جثمانه !! نتيجة أعتقاده بأن بقاءه على قيد الحياة سيكون عبئا.

ولسنا ألان ، بطبيعة الحال ، بصدد التعرض لظروف وفاته والأسباب الكامنة وراء ذلك وعن فترة حكمه وما حصل فيه ...ولكن هذا الخبر المثير والمهم جعل في ذهني يقفز مباشرة السؤال التالي :هل من الممكن أن يقوم بمثل هكذا خطوة الفاسدون في العراق ؟الإخبار التي نقلت عن الرئيس الكوري الجنوبي السابق روه مو هيون تقول بان حاسبه الشخصي الذي تركه في بيته يدل على انه، كما كتب ، كان يعاني من ضغط هائل بسبب قضايا الفساد وانه كان خائفا جدا من تلطخ سمعته بقضايا الفساد ...وهنا أراني مجبرا على طرح سؤالين آخرين ..هل يمكن أن يعاني ضمير المفسدون في العراق من هكذا ضغوط ؟وهل يخشى هؤلاء من تلطخ سمعتهم ؟الأجوبة عن هذه الأسئلة معروفة وواضحة ولا تحتاج ل " صفنة " ...فهؤلاء الفاسدون ..لن ينتحروا أبداً ...ولن يتوخز ضميرهم بأي إبرة أذى ... وهم لا يخشون، أيضاً ، من تلطخ سمعتهم !!!المفسدون في العراق ، وهم الوجه الأخر للإرهابيين ، لا يخجلون ولا يملكون كما يبدو ذرة من الحياء بل نراهم على العكس من ذلك يمعنون في الإضرار بالمواطن العراقي وزيادة معاناته وهم يعلمون أن العراق يمر بمرحلة انتقالية وحرجة وكل أفساد فيه يصبح مضاعف ويؤخر نموه ويعطل تطوره وبناءه ، ولكن وكما تبين من خلال الممارسة الفعلية على ارض الواقع لاصحاب الفساد أن هؤلاء لا يهمهم سوى أنفسهم ولا يعنيهم غير مصالحهم الشخصية و ذواتهم الأنانية ، أما الشعب والمواطن العراقي الفقير المسكين الذي يرزح تحت الفقر والمرض ونقص الخدمات فهو أبعد ما يكون عن دائرة اهتمامهم وأهدافهم وغاياتهم ..الرئيس الكوري الجنوبي السابق روه مو هيون ترك وصية كتب فيها " لا تحزنوا. أليست الحياة والموت من الطبيعة.. لا تشعروا بالأسف ولا تلقوا باللوم على أي أحد. هذا هو القدر. رجاء احرقوا جثماني. ورجاء ضعوا شاهدا صغيرا على قبري قرب منزلي. فكرت كثيرا في هذا الأمر."

أما المفسدون في العراق ..فلن أظن بان أحد منهم هؤلاء المفسدين الجبناء سوف يُقدم على الانتحار ...أو يكتب وصية يٌعلن فيها ندمه على ما حصل .... فهؤلاء أجبن من أن يقوموا بقتل أنفسهم وترك مُتعهم الدنيوية التي من اجلها سرقوا وداسوا بأرجلهم على فقراء الشعب العراقي...ولهذا ينبغي على البرلمان العراقي أن يُقدم على القصاص منهم ومحاسبتهم محاسبة فعلية واقعية خالصة لا من اجل تصفية حاسبات حزبية أو من اجل إغراض سياسية أو انتخابية رخيصة ..بل من اجل المواطن العراقي الفقير المسكين الذي لا حول له ولا قوة أمام هؤلاء السرّاق المتلطخة أيديهم بدماء فقراء العراق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Army
2009-05-24
الكوريين ليسوا اصحاب عقيدة سماوية فدياناتهم متعددة منها البوذية والكونفوشيوسية وغيرها ومن الممكن ان ينتحر الفاسد فيهم بسهولة لكن على اساس عدم مجابهة العار الذي لحقه بنفسة جراء كونه فاسد واحدث فساد في مجتمعه. اما مفسدينا فهم اصحاب العقائد الراسخة والصحيحة وهم يرون الانتحار حرام ثم حرام ثم حرام .فعلية فان العار لهم اولى من دخول النار . ياعيني ليش سرقة اموال العباد والبلاد ماراح اتبقيكم خالدين في النار فهي ليست مجرد سرقة بل المسالة اكبر بكثير وهو فساد مجتمع وتحطيم اجيال واجيال.
ابو علي
2009-05-24
يا اخي والغريب بعد والاعجب هو ان هذا الكوري لايؤمن بوجود من يحاسبه (حسب ظاهر ما اوصى به) اما الذين في العراق فهم مسلمون ويؤمنون بوجود عالم اخر يحسابهم الله فيه على كل صغيرة وكبيرة ..ولكن الحقيقة ان الاسلام يبعد عن الايمان بعد الارض عن السماء وماهي الى هوية والله العالم بحقائق الامور. واستغفر الله
الدكتور شريف العراقي
2009-05-24
على الشعب تصفية المفسدين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك