عمار احمد
ذرف رئيس مجلس النواب العراقي المزاح قسرا وبشق الانفس من منصبه دموعا حرى وساخنة قبل بضعة ايام على البعثييين، وقرر ان يرفع لواء الدفاع عنهم، لان مظلوميتهم بحسب ما يراه كبيرة جدا، ولايوجد من يدافع عنهم ويستيعد لهم حقوقهم المسلوبة منهم، ولانه شخصية وطنية وصاحب مواقف مشرفة قرر ان يقوم بهذه المهمة التأريخية المشرفة.
واختار الرفيق محمود المشهداني اليوم الذي تم فيه اكتشاف اول مقبرة جماعية قبل ستة اعوام ليبدأ حملته في الدفاع عن صناع تلك المقبرة الجماعية ومثلها المئات على امتداد الجغرافية العراقية من اقصى الشمال الى ابعد نقطة في الجنوب. ويقول الرفيق المشهداني بالنص "لااشعر بِأي حساسية تجاه عودة البعثيين ضمن قواعد اللعبة الديمقراطية والتدال السلمي للسلطة، ولكن هناك حساسيات ثأرية شخصية، شخصنوها بالدستور وعلينا ان نغير هذا الدستور حتى نسمح لجميع التيارات الفكرية بالمشاركة، فلا يعقل ان يسمح للحزب الشيوعي بالمشاركة ويهمل حزب البعث، فهؤلاء الشيوعيين مارسوا في عام 1958 ابشع انواع العنف، فلماذا يسمح لهم الان بالعمل؟ هل لان امريكا وايران رضيت عنهم؟".
هكذا يختزل الرفيق المشهداني المشكلة مع حزب البعث بحساسيات شخصية وثارات ويلغي تأريخ دموي حافل بأبشع انواع الجرائم والموبقات على امتداد خمسة وثلاثين عاما، ويريد تغيير الدستور من اجل سواد عيون من دمروا العراق بحروبهم وسياساتهم العبثية، ويقارن البعثيين بضحاياهم. لايستبعد على ضوء هذه الاطروحات ان يسعى المشهداني الى استيعاب البعثيين القتلة والمجرمين في التنظيم الذي يتزعمه المسمى بالتيار الوطني المستقل الذي اعلن عن تأسيسه بعد ان القي خارج البرلمان غير مأسوف عليه، ولايستبعد ان يدخل في تنافس على الزعامة مع المجرم عزة الدوري، والمجرم محمد يونس الاحمد ومجرمين وقتلة اخرين من الذين مازالوا يقتلون العراقيين الابرياء بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة وطرق اخرى لايجديها ولايعرفها سوى البعثيين الصداميين وحلفائهم التكفيريين، وربما الرفيق المشهداني ايضا.
قمة الخزي والعار ان يقوم من كان حتى الامس القريب يترأس السلطة التشريعية في العراق بالدفاع عن القتلة والمجرمين، بدلا من الدفاع عن ذوي الشهداء والايتام والارامل وضحايا الارهاب، والمعدمين والمحرومين والمضطهدين طيلة خمسة وثلاثين عاما، وضحايا المقابر الجماعية الذين تجاوزت اعدادهم خمسمائة الف شخص.هل هناك سقوط اكثر من ذلك السقوط الذي يعتبره الرفيق المشهداني واهما صعودا وتألقا؟.
https://telegram.me/buratha