المقالات

المحاصصـة الطائفيـة والتوافقية والصعـود بنيــة الانتحـار

1095 19:57:00 2009-05-24

فارس حامد عبد الكريم

مقدمة:الطائفية ليست من شيمنا الإسلام دين التسامح والرحمة حقاً ، شع بنوره على جل الأمم ، فعاشت الشعوب والقبائل والطوائف في ظله بأمن وسلام دون تعصب ، ومارس أهل الذمة ( اليهود والنصارى والصابئة وغيرهم ) حياتهم الطبيعية بعد ان حَرمت الشريعة الإسلامية المساس بأموالهم ودمائهم دون وجه حق ، واحترمت شرائعهم وتقاليدهم فيما بينهم طوال التاريخ الإسلامي ، وأُنزل القصاص بمن اعتدى عليهم ولو كان المعتدي من المسلمين.وفي هذا المقام يقول الرسول عليه أفضل الصلاة السلام : (من آذى ذميا فقد آذاني) ومن ثم يقول: (من آذى ظلماً يهودياً أو نصرانياً كنت خصمه يوم القيامة). وعند ما جاء رسل نجران المسيحيون إلى المدينة ليفاوضوا الرسول عليه الصلاة والسلام، ، اقتسم الرسول عليه الصلاة والسلام معهم نصف مسجده ليؤدوا فيه صلواتهم الخاصة بهم. ومرت ذات يوم جنازة ليهودي أمام الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، فقام احتراماً لها، فقيل له: إنها جنازة يهودي،فرد قائلاً: (ولم لا، أليس إنساناً).وأوجب الإسلام على بيت المال الإنفاق على العاجز عن الكسب وعلى الشيخ الفاني ولا يفرق الإسلام في ذلك المقام بين المسلم وغير المسلم.كل هذا رغم موقف القرآن ممن دخلوا في حمايته وامانه : (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم)(1). وهذه كلمة حق من وجهة الاسلام ولكن لا يترتب عليها اثار عدائية ، فيبقى الانسان معزز مكرم في ظل الإسلام ولو كان كافراً ، كما هو واضح من الآية الكريمة.ومن اروع الأمثلة على هذا التسامح الفكري الفذ ما جاء في فتوى علماء الشريعة ، فيما اذا تنازع الأب المسلم والأم غير المسلمة على حضانة الطفل ، فلمن تكون الحضانة ؟ اتكون للاب الذي يعيش هو وطفله بين المسلمين ام للأم التي ستقود طفلها للعيش بين ظهراني غير المسلمين؟، فأفتى جل علمائنا بان الحضانة تكون للام ولو كانت نصرانية او صابئية او يهودية ، واسسوا حكمهم على اساس ان سبب اقرار الحضانة للام المسلمة هو حنان الأم وليس دينها.وحنان الأم موجود لدى كل أم سواء كانت ذات دين او لم تكن ، فتكون الحضانة لها.ولم يردنا عبر التاريخ أية رواية سواء عن طريق المسلمين او غيرهم عن ان المسلمين فرضوا الإسلام بحد السيف او عن طريق الإرغام او القهر مطلقاً، وفي هذا يقول الله تعالى مخاطباً الرسول الكريم: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)(2). في الوقت الذي كانت تغرق فيه أوربا ومجاهل أسيا في سبات عميق وجهل مطبق ، ولم كن للغريب فيما بينهم أية مكانة اجتماعية ،او أية حقوق ، فكان الغريب يقتل او يأسر او يباع ويشترى...وكان ولاة امر المسلمين في العصور الاولى يحرصون على اختيار الفقهاء وذوي العلم والمعرفة بامور الدين والدنيا لتولى المناصب العامة ، وهكذا امتدت الأمة الإسلامية لتغطي مساحات شاسعة من المعمورة ، المعروفة في ذلك الوقت ، بعد ان تمكن اولئك الرجال العظام من اقناع شعوب بأكملها على اعتناق الاسلام. ولم تعرف الأمة الإسلامية التعصب والطائفية الا في عهودها المتأخرة ، فدب الخلاف والنزاع بين أبناء الدين الواحد واقتتلوا واحل بعضهم دم البعض الاخر ، وان بقى اهل الذمة في مأمن من هذا الصراع الشاذ ،وأصبحت المناصب لأصحاب الولاء والأقارب والأولاد او تباع وتشترى ،وهكذا انتقلت حضارة التسامح والسلام الاجتماعي تدريجياً الى الغرب ،حتى بتنا ننظر اليها اليوم بعين الاعجاب والحسد .وتؤكد الروايات التاريخية المتواترة على ان الغرب قد استفاد في نهضته الكبرى المعاصرة من علوم وأفكار المسلمين ايما فائدة وفي كافة المجالات العلمية والقانونية والفلسفية ، وكانت مؤلفاتهم تدرس كعلوم معترف بها في الجامعات الأوربية الى عهد قريب ، وهي تدرس ليومنا هذا كجزء من تاريخ العلم والمعرفة ،وكان يقرن اسم العربي أو المسلم بالحكمة وحسن التدبير ، فكانوا من أفضل المستشارين.ان النهضة الأوربية ابتدأت عندما تركت الخلافات المذهبية والطائفية وتم تحكيم صندوق الانتخابات ، ولو كانت المحاصصة او ما يسمى حكومة الوحدة الوطنية هي الافضل لما ترددوا في الاخذ بها ، ومع تنوع الطرق الانتخابية ،ولكنهم وعلى سبيل المثال شكلوا حكومات من حزب بمفرده فاز في الانتخابات وحصل على اعلى نسبة من الاصوات ولم تتجاوز نسبة فوزه اكثر من 30 %. بينما جلس الآخرون على مقعد المعارضة الايجابية ، أي المعارضة التي لا تحركها الا المصلحة العليا للوطن.وما عدا كل ما تقدم فان للعراق وضعه الخاص فقد عاش اتباع جميع الديانات تقريباً على أرضه الاف السنين كمواطنين وجيران بكل حرية دون ان يمسهم احد وكان لبعضهم احيائهم ومعابدهم وقضائهم ويشاركون العراقيين في جميع أتراحهم وأفراحهم من دون أي تمييز. ومع هذا نرى اليوم (المسلم) يذبح المسلم بدم بارد، فلأي دين ينتمي هؤلاء؟؟؟؟؟واذا كنا هكذا فهل تصلح الطائفية بين المسلمين أسلوبا جديداً لحياتنا.وهكذا تركنا لغيرنا أفضل ما عندنا وأخذنا من غيرنا أسوء ما عنده.مضمـون المحاصصـة: للمحاصصة عدة مظاهـر المحاصصة التوافقية نظام سياسي مؤقت يخرج عن بعض القواعد العامة في العمل الديمقراطي يقوم مضمونه في الظاهر على اساس توزيع المناصب الوظيفية بين مكونات المجتمع القومية اوالدينية اوالطائفية اوالسياسية على اساس نسبة المكون الاجتماعي العددية الى المكون الاجتماعي العام ولو لم تحقق تلك المكونات نتائج ايجابية في الانتخابات تؤلها للانتقال من كرسي المعارضة الى كرسي الحكم.اما المحاصصة الطائفية فتقوم على اساس، توزيع المناصب الوظيفية وفقاً لمعيار الانتماء لطائفة معينة على اساس نسبة الطائفة العددية الى المكون الطائفي العام.ونظام المحاصصة وفقاً للمعنى الاخير نظام شاذ بين الانظمة السياسية المقارنة ، حيث يندر اللجوء اليه في المجتمعات الصحية ، لما يترتب عليه من اثار سلبية مدمرة على الدولة والمجتمع ، ذلك ان المحاصصة وليدة النظرة الطائفية الضيقة والتعصب الاعمى وعنوانهما المنمق، وبينهما تنمو وتطفو على السطح مسببة تدميراً شاملاً للبنية الاجتماعية بكل عناصرها ومكونتها وتخلف ورائها مجتمعاً بائساً لا ينفك غارقاً في محاورات وجدل عقيم لا ينتهي ، مسببة في المزيد من الضحايا ، ويغدو القتل احد اهم الوسائل لنيل المنصب وإزاحة الخصوم في كل مرافق الدولة.ولاشك ان الامور ستتعقد اكثر اذا كان المطلوب من نظام المحاصصة ان يجمع بين عدة انواع للمحاصصة ، كالمحاصصة السياسية والمحاصصة القومية فضلاً عن المحاصصة الطائفية.وهكذا فان المواطن الموهوب او ذو الكفاءة ومن سهر الليالي ليحصل على اعلى الدرجات العلمية لن يجد له مكاناً حتماً في وسط هذا الصراع الدموي الذي ولا شك، سينأى بنفسه عنه وعن رموزه. وهكذا تتوقف عجلة التطور ويسير المجتمع نحو التخلف والحرمان ونقص الخدمات، وخلاصة الأمر ان التوافقية يلجأ إليها في أحوال وظروف معينة إلا ان الاستمرار بها يشل حركة الدولة.اثـار المحاصصـةتولد المحاصصة السياسية القائمة على اساس العنصر او الطائفة او اية معايير اخرى مشابهة اثار سلبية متعددة،ويمكن تلخيص اثار المحاصصة على النحو الاتي:1 ـ تأكيد المحسوبية والمنسوبية والولاء الحزبي الضيق:نظام المحاصصة الطائفية افضل وسيلة وبأمتياز لنمو وترعرع المحسوبية والمنسوبية والولاء الحزبي الضيق ، فهو وان كان في ظاهره يبدو وكأنه يدعم افراد طائفة معينة ، الا انه دعماً مزيفاً ليس الا ، فما هو في حقيقته الا توزيع للمغانم بين كبار افراد الطائفة او الحزب بينما يبقى الحرمان هو الحقيقة المرة التي تنال من باقي افراد الطائفة او الحزب ، ولو كانوا على قدر كبير من الكفاءة والموهبة.وهكذا توزع المناصب بين الأقارب والمحسوبين والمنسوبين وأبناء كبار رجالات الطائفة او الحزب وأصهارهم وكل من تربطهم به علاقة قرابة او رابطة حزبية.... وإجراء إحصائية بهذا الصدد في الدول التي تتبنى هكذا أنظمة ستكشف حتماً كيف تغلغلت شبكات العوائل في دوائر الدولة.2 ـ المحاصصة عائق امام التقدم والتطور الاجتماعي التلقائي والمدبر:يعمل النظام الاجتماعي السليم على ابراز عوامل التقدم والتطور اما بطريقة تلقائية او بطريقة مدبرة.ونظام التطور التلقائي الحر تحتضنه وترفعه عوامل التحضر ومشاعر الاعتزاز الوطني الكامنة في النفوس ، فان برز في بيئة محلية معينة عالم موهوب او كاتب في مجال معين او شاعر او اديب ، تراه يصبح محل اعتزاز وتقدير من ابناء مجتمعه ، ومن ثم يعملون على تداول ونشر افكاره وإبداعاته بين المجتمع الوطني الأكبر ليصل في النهاية الى المكانة الاجتماعية والرسمية المرموقة التي يستحقها .الا ان وجود نظام المحاصصة سيكون بمثابة العصا التي توضع في دولاب التطور التلقائي الحر، فالفئات الاخرى من الطوائف والمجموعات الاخرى لن تقبل فرداً من خارج نطاق فئتها ولو كان موهوباً، ولن تدعمه وربما تحاول الانتقاص او النيل منه ، وقد يكون عرضة للتصفية الجسدية من منافسين اقل منه درجة ومستوى.بينما يعمل نظام التطور او التطوير المدبر على اساس خلق مؤسسات تعمل على رعاية وإبراز عوامل التطور في المجتمع واحتضان الموهوبين ، مثل مؤسسات الرعاية العلمية ودوائر البعثات العلمية الخارجية ومؤسسات دعم الابتكار والجمعيات والمؤسسات الادبية والفنية.بينما يعمل نظام المحاصصة الطائفية على تفتيت هذه المؤسسات الى مؤسسات فئوية ترعى فئة معينة من المجتمع ، فتكون سلماً يصعد عليه ذوي المكانة الطائفية الاعلى في المجموعة او ابنائهم او حاشيتهم بينما يبقى الموهوب الحقيقي في اخر السلم، حيث ان للمحسوبية والمنسوبية اليد الطولى في مثل هذه الانظمة كما سبق البيان.3 ـ استبعاد خطاب الكفاءات العلمية الوطنية:يندر ان ينضم اغلب أصحاب الكفاءات وحملة الشهادات العليا الى حزب سياسي او تجمع طائفي ، لتعارض ذلك في اغلب الأحيان مع الروح العلمية المحايدة المستقلة.ومن ثم لن تكون أمامهم الفرص واسعة للمساهمة في تطوير المجتمع وتنويره ، بالنظر لاستحواذ التجمعات السياسية والطائفية على منبر الخطاب السياسي والاجتماعي بما يمتلكونه من إمكانيات مادية ودعم إعلامي واسع في وسائل الاعلام والقنوات التلفازية والإذاعية الخاصة بكل حزب او طائفة ومن الطبيعي ان لا يكون المنبر الخطابي متاح لغيرهم من الأكاديميين المستقلين، فيخسر المجتمع خطاباً تنويرياً مهماً ، ويحصل على خطاب حزبي او طائفي ضيق كل همه دعم الوصول الى السلطة لا غير.فالتعصب هو استبعاد الاخر اصلاً.4ـ المحاصصة تعطل العملية السياسية وتعيق جهود التنمية والاعمار:لن تكون المحاصصة السياسية وسيلة للتنافس بين الطوائف المختلفة على تقديم أفضل الخدمات للمواطنين ابداً ، ولو كانت كذلك لكانت في أروع حالاتها .ذلك ان وسيلة المحاصصة للضغط وكسب المزيد من المزايا ، هو تعطيل العملية السياسية ، ومحاولة إثبات ان من يقود العملية السياسة ،وهو من فئة أخرى، هو فاشل ،بل السعي الحثيث لإفشاله ، مقتنعين ان أي انجاز لصالح العملية السياسية سيحسب لصالح تلك الفئة التي تقود العملية السياسية ، وهكذا يسود التباطؤ والركود عملهم متذرعين بمزاعم وحجج شتى لا تنتهي ابداً. ذلك ان التعصب في حقيقته ومعناه ما هو الا الإيمان الجازم بالاعتقاد الشخصي الذي لا يقبل مجادلة وبأن اعتقادات الاخرين باطلة.5 ـ المحاصصة تخل بمبدأ مساواة المواطنين امام الوظيفة العامة:الوظيفة العامة امانة ثقيلة ومسؤولية كبرى ، الهدف منها خدمة ابناء المجتمع وحمايتهم من المخاطر الداخلية والخارجية ومساعدتهم على تحقيق امانيهم وتطلعاتهم المشروعة .ووسيلة تحقيق كل ذلك هو الموظف العام.وعلى النحو تلجأ الدول بصورة عامة الى تهيأت الوسائل الكفيلة بحسن اختيار الموظف وتطويره على مر الزمن ، وافضل وسيلة هي اعتماد الدرجة العلمية التي حصل عليها المتقدم للوظيفة وإجراء امتحان الكفاءة للمتقدمين الجدد للوظيفة العامة، وهذه ولاشك معايير ناجعة تقوم على اعتبارات موضوعية . وتتيح لأصحاب المراكز القانونية المتشابهة فرصة المنافسة الشريفة للحصول على الوظيفة او المنصب. بينما يعمل نظام المحاصصة على اساس المحسوبية المنسوبية والولاء الحزبي. فيتم اختيار الموظف العام على اساس درجة القرابة اولاً والانتماء الحزبي ثانياً .بل قد تتجه السياسة التوظيفية الى ازاحة القائمين على الوظيفة العامة واحلال المحسوبين والمنسوبين محلهم.وعلى هذا النحو يهدر مبدأ ( الرجل المناسب في المكان المناسب ) حتماً.6 ـ المحاصصة وليدة الطائفية والتعصب الاعمى وعنوانهما المنمق:والتعصب تعبير عن أمراض نفسية كامنة في دواخل النفس البشرية.وعلى هذا النحو فان المحاصصة قد تتيح لبعض المرضى تسلق السلطة وتنفيس العقد تجاه المواطنين.وعلى هذا النحو يذهب الدكتور سعد البصري الى القول في بحثه ( التداعيات النفسية والاجتماعية لظاهرة التطرف التعصب ( التطرف )الى القول :(... مشكلة التعصب لدى الإنسان، هي مشكلة جوهر وجود الكيان الإنساني السوي، فإذا ما آمن الفرد بهذا النمط من السلوك في التعامل مع فرد ما بعينه أو مجموعة ما بعينها، فهو يعد اضطراباً في معيار الصحة النفسية أو العقلية.. وهو صراع داخلي يحدث للفرد وينم عن اختلال التوازن.. وبذلك فإننا نسلّم جدلاً بأن الفرد المتعصب هو بحكم المريض عقلياً ونفسياً، لما يتميز به من جمود وتصلب في الرأي.)ويضيف الدكتور سعد البصري قائلاً (...ويرى مصطفى زيور عالم النفس المصري أن التعصب ظاهرة اجتماعية لها بواعثها النفسية، وهي تنشأ أولاً وقبل كل شيء من بواعث نفسية لا علاقة لها في الأصل بالعقيدة الدينية، وإن اتجاهات التعصب تفسر على النحو التالي: إن العدوان طاقة انفعالية لابد لها من منفس، ويتخذ لذلك موضوعاً معيناً تفرغ فيه الشحنة الزائدة، وإذا لم يتمكن العدوان من أن يصل إلى مصدر، فإنه يلتمس مصدراً آخر يصبح كبش الفداء، ومثال على ذلك الموظف الذي يوجه له رئيسه التوبيخ والإهانة، ثم لا يستطيع أن يرد على رئيسه، فإنه عندما يعود لمنزله يصب غضبه على زوجته وأبنائه، ويحتمل أن يتحول العدوان لدى الإنسان من موضوع إلى موضوع آخر، أو يستبدل هدفاً بهدف لغرض التفريغ والتخلص من الشحنات المكبوتة، وإذا ما منع هذا التحول أو الاستبدال، ارتدّ نحو الذات، وبذلك تفتك النفس بنفسها.إذن تتركز مشكلة التعصب ومظاهرها في العدوان، وكيفية تصريفه، وتحويل هذا العنف المدفون داخل النفس الإنسانية إلى موضوعات أخرى في المجتمع.وخلاصة القول أن التعصب يؤدي وظيفة نفسية خاصة تتلخص في التنفيس عما يعتلج في النفس من كراهية وعدوان مكبوت، وذلك عن طريق عملية نقل ذلك العدوان واستبداله بموضوع آخر دفاعاً عن الذات. فالمتعصب إذن يجني من موقفه كسباً، غير أن هذا الكسب لا يختلف عما يجنيه المريض نفسياً من سلوكه الشاذ، أي أنه كسب وهمي ناقص.)(3)7 ـ المحاصصة تخل بالسلم الاجتماعي:يقوم السلم الاجتماعي على اساس الشعور بالوحدة الوطنية والتضامن بين ابناء الوطن الواحد بينما يعمل نظام المحاصصة العنصرية او الطائفية على التفرقة وخلق تكتلات اجتماعية غير سلمية، لا تنظر لكل مواطن على اساس انتمائه الوطني بل الى انتمائه القومي او الطائفي ، فيتحول الصراع السياسي على المناصب والجدل حوله الى صراع طائفي وعنصري بمرور الوقت. ومهما حاول النظام السياسي الجمع بين العدالة وفرص التقدم الاجتماعي عن طريق نظام المحاصصة، فانه لن يفلح ، ذلك ان إزاحة موظف من طائفة معينة وإحلال موظف آخر محله من طائفة اخرى ، هو اخلال بمعايير العدالة بحد ذاته وتعميق للصراعات الطائفية، لان ازاحة موظف من منصبه رغم كفائته وخدماته الجليلة المفترضة لمجتمعه يولد شعوراً بالغبن وبالكره تجاه الطائفة الاخرى مما يغذي الصراعات الاجتماعية التي تخل بالسلم الاجتماعي.والصراعات الطائفية المسلحة التي تنهض في لبنان بين فترة واخرى وخاصة في اوقات الانتخابات والترشيحات للمناصب العليا خير مثال على ذلك.ولن تكون الحلول السلمية الا حلولاً مؤقتة حتماً.يذهب الباحث السيد مصطفى السادة في بحثه الموسوم ( نحن والآخر.. الانفتاح او التعصب ) الى القول (...وكنتيجة طبيعية وحتمية للتعصب ـ بعد الجمود والصنمية ـ يأتي نشوء الفكر المترهل البسيط غير القادر على الابداع. لأن الجمود ينعكس على تراجع دور الفكر والتثقيف داخل الحركات السياسية بما فيها العقائدية، فإذا كان الكسل الفكري هو الوجه الأول لضحالة بعض هذه الحركات والأحزاب فإن انعدام التثقيف الداخلي هو الوجه الآخر لهذه الضحالة التي كثيراً ما تجعل هذه الحركات تفقد بريقها ووهجها وقدرتها على الاستقطاب ناهيك عن قدرتها على التجديد والابتكار والابداع الذي هو في النهاية ثمرة تراكم جهد فكري وثقافي ونضالي..) (4)

8 ـ المحاصصة تخل بالثقة العامة تجاه مؤسسات الدولة:اذا تولى فرد منصباً معيناً على اساس طائفته فانه لن يحصل على ثقة ابناء الطوائف الاخرى ، فيسود التشكيك في الاحكام القضائية والاجراءات التي تسبقها ، وكذلك تنعدم الثقة بالقرارات الإدارية .ويتعزز الشعور بالانحياز الطائفي والعنصري لدى المواطنين فتنعدم الثقة العامة بمؤسسات الدولة.وانعدام الثقة العامة احد اهم عوامل انهيار النظام السياسي برمته.9 ـ المحاصصة تخل بمبدأ سيادة الدولة على الصعيد الخارجي:المحاصصة سبب وذريعة لتدخل الدول الأجنبية في الشؤون الداخلية، وهذا ما حذرت منه المواثيق الدولية ، جاء في (إعلان بشأن القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد ) الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة (5) ، ما نصه: إن الجمعية العامة، إذ تضع في اعتبارها أن أحد المبادئ الأساسية في ميثاق الأمم المتحدة هو مبدأ الكرامة والمساواة الأصيلتين في جميع البشر، وأن جميع الدول الأعضاء قد تعهدت باتخاذ تدابير مشتركة ومستقلة، بالتعاون مع المنظمة، لتعزيز وتشجيع الاحترام العالمي والفعال لحقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع، دون تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين،... وإذ تضع في اعتبارها أن إهمال وانتهاك حقوق الإنسان والحريات الأساسية، ولاسيما الحق في حرية التفكير أو الوجدان أو الدين أو المعتقد أيا كان، قد جلبا على البشرية بصورة مباشرة أو غير مباشرة، حروبا، وآلاما بالغة، خصوصا حيث يتخذان وسيلة للتدخل الأجنبي في الشئون الداخلية للدول الأخرى، وحيث يؤديان إلى إثارة الكراهية بين الشعوب والأمم،.....)وهكذا اقرت هذه الوثيقة الدولية ان التعصب والتمييز يفتح المجال امام تدخل الدول الاجنبية في الشأن الداخلي.9 ـ المحاصصة والتعصب يدمران العمل السياسي بحد ذاته:ان من اهم مميزات النظام السياسي الديمقراطي هو وجود المعارضة المشاركة في العمل السياسي من خلال البرلمان، وهي بهذا المعنى جهة رقابية على الحكومة تنتقد ادائها وتقومه وتنبها الى مواطن الخلل، الا نظام المحاصصة التوافقية او الطائفية يلغي دور المعارضة من الناحية الواقعية، لان لها قدما في الحكومة وقدما في المعارضة، ومصالح مع الحكومة تحجم من دورها الرقابي، كما ان تعارض المصالح المتوقع يخلق مشاكل دائمة وصراعات مريرة تنعكس في النهاية على ابناء الشعب.

10 ـ المحاصصة تتعارض مع حقون الانسان الاساسية:مبدأ تكافؤ الفرص : تكافؤ الفرص مبدأ دستوري جوهري، وأحد اهم الأعمدة التي تقوم عليها العدالة الاجتماعية ، ونصت على هذا المبدأ معظم الدساتير المعاصرة ، ومضمون المبدأ ان تعمل التشريعات على محو الامتيازات الخاصة والفوارق المصطنعة بين افراد المجتمع ، بعد ان كانت المجتمعات الإنسانية بصفة عامة تقسم ابناء الشعب الى طبقات متدرجة في القيمة ومقدار الحقوق التي تنالها كطبقة الاشراف وطبقة المحاربين وطبقة العامة وطبقة العبيد، وكانت اغلب هذه الامتيازات تنتقل بالوراثة ، الا ان فكرة التمييز الطبقي بين ابناء المجتمع الواحد لم تلق قبولا في الفكـر الحر المعاصر فتم التخلي عنها تدريجيا .ويتيح هذا المبدأ لكل فرد من افراد المجتمع التمتع بخيرات المجتمع بالقدر الذي تؤهله له كفائته وقدراته الذاتية .وفي ظل هذا المبدأ اصبح للنخبة او الصفوة الاجتماعية معنى ومضمون آخر .فالنخبة الاجتماعية في عالم اليوم هم من يتمتعون بالكفاءات المعرفية ، سواء كانت علمية او ادبية او فنية او مهنية او غيرها ، التي اكتسبها افراد المجتمع من خلال الجد والمثابرة ومن ثم سخروا معارفهم لخدمة مجتمعهم وعموم المجتمعات الإنسانية. والنظام الاجتماعي العادل هو الذي يتيح للنخبة الاجتماعية من ابنائه، بالمعنى الذي اشرنا اليه ، بان تتولى مناصب الصدارة في قيادة المجتمع . وكل نظام اجتماعي لا يضع النخبة في مكانها الذي تستحقه وكان معياره الولاء العشائري او الحزبي لا الكفاءة ، ولا يكون للأفراد فيه مجال للخلق والإبداع ، لابد ان ينحدر نحو هاوية التخلف والصراع ،ذلك ان تمكين الجهلة والمتملقين والانتهازيين من الوصول الى المناصب القيادية في الدولة يقود حتماً الى الاستبداد والطغيان والفوضى والفساد وعدم الشعور بالمسؤولية فى المجتمع ، والشعور بالغبن والإجحاف ، وتردي الأخلاق العامة وازدواجيتها ومَدعاةً لنمو ثقافة القسوة والنفاق والدكتاتورية ، وتأليه الذات البشرية التي تفضلت على أولئك الجهلة وسلمتهم مقاليد الامور في البلاد، ومن ثم تكرس كل مصالح الدولة وقوانينها لخدمة اغراضهم غير المشروعة .ويعبر احد أساتذة القانون عن ذلك تعبيراً دقيقاً بقوله ( ... وكل تشريع يرفع غير الصفوة القادرة ويقيس بغير مقياس الكفاءة ويصد العبقريات عن مصاعدها ويعيق النخبة عن القيام برسالتها ويلهب بالحرمان والخيبة نفوسها ، لا يمكن اعتباره تشريعاً ظالماً فحسب وإنما هو تشريع ينسف قواعد سـلامة المجتمع من أساسها وتغدو أجهزة الحكم في ظلـه فمـاً يلتقـم ويـداً تنتـقـم)جاء في (إعلان بشأن القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد ) الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة المشار اليه ، ما نصه:إن الجمعية العامة، ....وإذ تقلقها مظاهر التعصب ووجود تمييز في أمور الدين أو المعتقد، وهى أمور لا تزال ظاهرة للعيان في بعض مناطق العالم، .....ولما كانت مصممة على اتخاذ جميع التدابير الضرورية للقضاء سريعا على مثل هذا التعصب بكل أشكاله ومظاهره، ولمنع ومكافحة التمييز على أساس الدين أو المعتقد، تصدر هذا الإعلان بشأن القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد: المادة 2. 1ـ لا يجوز تعريض أحد للتمييز من قبل أية دولة أو مؤسسة أو مجموعة أشخاص أو شخص على أساس الدين أو غيره من المعتقدات.2. في مصطلح هذا الإعلان، تعنى عبارة "التعصب والتمييز القائمان على أساس الدين أو المعتقد" أي ميز أو استثناء أو تقييد أو تفضيل يقوم على أساس الدين أو المعتقد ويكون غرضه أو أثره تعطيل أو انتقاص الاعتراف بحقوق الإنسان والحريات الأساسية أو التمتع بها أو ممارستها على أساس من المساواة.ونصت المادة 3 منه : يشكل التمييز بين البشر على أساس الدين أو المعتقد إهانة للكرامة الإنسانية وإنكارا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ويجب أن يشجب بوصفه انتهاكا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية التي نادى بها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والواردة بالتفصيل في العهدين الدوليين الخاصين بحقوق الإنسان، وبوصفه عقبة في وجه قيام علاقات ودية وسلمية بين الأمم.وجاء في المادة 4: 1. تتخذ جميع الدول تدابير فعالة لمنع واستئصال أي تمييز، على أساس الدين أو المعتقد، في الاعتراف بحقوق الإنسان والحريات الأساسية في جميع مجالات الحياة المدنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وفى التمتع بهذه الحقوق والحريات.2. تبذل جميع الدول كل ما في وسعها لسن التشريعات أو إلغائها حين يكون ذلك ضروريا للحؤول دون أي تمييز من هذا النوع، ولاتخاذ جميع التدابير الملائمة لمكافحة التعصب القائم على أساس الدين أو المعتقدات الأخرى في هذا الشأن.واكدت المادة 7 منه على انه: تكفل الحقوق والحريات المنصوص عليها في هذا الإعلان، في تشريع كل بلد، على نحو يجعل في مقدور كل فرد أن يتمتع بهذه الحقوق والحريات بصورة عملية.)خاتمة:لاشك في ان الانتماء الى قومية او طائفة او حزب حق مشروع لكل انسان ، وهو حق كفلته الشريعة الإسلامية الغراء ، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ( . كما وكفلته المواثيق الدولية والدساتير الحديثة كافة، فالانتماء الاجتماعي والسياسي هو حق مشروع، ولكن المأساة تحدث حينما يتحول الانتماء الى تعصبا أعمى لفئة معينة وإلغاءا لدور الآخر. بل إلغاء دور العقل والمنطق والتفكير السليم، حينما يتحول الى نظام سياسي فاشل هو نظام المحاصصة، مما يؤدي في النهاية الى إنتاج ديمقراطية مشوهة تتشتت فيها الصلاحيات الدستورية فتعجز الدولة بالنتيجة عن تقديم انجازات حقيقية لمواطنيها .ونؤكد في هذا المقام ان فوز كتلة معينة في الانتخابات وتشكليها الحكومة لا يعني بالضرورة عدم الاستفادة من الكفاءات الموجودة في صفوف المعارضة، ولا يعني عدم إمكانية تمثيل الأطياف الأخرى في المجتمع، إلا ان الحل الأمثل بالتأكيد هو ان تضم الائتلافات والتجمعات السياسية أطيافا متنوعة من أبناء الشعب ليصدق عليها وصف القائمة الوطنية وتدخل إلى الانتخابات بهذه الصفة.وفيما يتعلق بالمناصب الأخرى فان الحل ولاشك واضح وهو تفعيل النصوص الدستورية الخاصة بإنشاء مجلس الخدمة العامة ليتم التعيين في الوظيفة العامة على اساس معايير موضوعية يتصدرها التحصيل العلمي والكفاءة. حيث تعلن بموجبه عن الشواغر من الوظائف العامة ليتقدم جميع المعنيين من المواطنين للدخول في منافسة الحصول على الوظيفة العامة والمناصب غير السيادية ، وتقرير ان منصباً ما هو سيادي يستثنى من المنافسة ويدخل ضمن ما يعرف بنظام الاختيار المطلق للإدارة المقرر في فقه القانون الإداري، انما يعود للقضاء عند الاعتراض من ذوي المصلحة ، وللقضاء الفرنسي والمصري احكام واجتهادات كثيرة في هذا المقام.(6)ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ1 ـ سورة المائدة، الآيتين 17، 72.وانظر بنفس المعنى : الأستاذ الدكتور علي عبد الواحد وافي، سماحة الإسلام مع الأديان للأخرى واهلها منشور على الرابط: http://www.taghrib.org/arabic/nashat/esdarat/kotob/arabic/books/resalatalislam/15/60/05.htm2 ـ سورة النحل الآية 25.3 ـ منشور في مجلة النبأ ـ العدد 56 ـ محرم 1422 هـ، نيسان 2001 م. وعلى الرابط : http://www.annabaa.org/nba56/tdaiaat.htm4ـ منشور في مجلة النبأ ـ العدد 48 ـ جمادي الاولى 1421 هـ ، اب 2000 م. وعلى الرابط : http://www.annabaa.org/nba48/enfetah.htm5ـ اعتمد ونشر علي الملأ بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 36/55 المؤرخ في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 1981.6 ـ انظر بحثنا : أسباب الطعن بالقرارالاداري :http://farisalajrish.maktoobblog.com/...............................................فارس حامد عبد الكريم العجرش الزبيدي ماجستير في القانوننائب رئيس هيئة النزاهة سابقاً باحث في فلسفة القانون والثقافة القانونية العامةبغداد ـ العراق farisalajrish@yahoo.comموقعنا: الثقافة القانونية للجميعhttp://farisalajrish.maktoobblog.com/

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
فارس حامد عبد الكريم
2009-05-25
تكملة .. ان من اخطر تلك الصراعات هي التي تقودها الان الحركات السلفية التي انتشرت للاسف بين العامة من ابناء الامة الاسلامية وبدأت بثقيف منهجي ضد اتباع آل بيت النبوة عليهم السلام مما يمهد لصراعات مستقبلية هي الاخطر على الاسلام من حكام طائفيين لا يجدون قبولا عاما لتصرفاتهم وخطورتها انها تمس صميم الفكر الاسلامي وشريعته السمحاء التي ضحى آل البيت بحياتهم عليهم السلام دونها ، وكانت طريقتنا في التعبير هي من باب مواجهة هذه الافكار السلفية الضالة ، والله من وراء القصد. اكرر اعتزازي بمشاركتك
فارس حامد عبد الكريم
2009-05-25
الاخ ابو علي المحترم شكرا على تعليقك ، وما ذكره جنابكم حقائق معروفة للقاصي والداني، وما قصدته ليس الحكام وزبانيتهم وانما قصدت التلاحم بين ابناء عامة الامة الاسلامية ، عندما اتبعت سياسة فرق تسد المعروفة فتحول الاضطهاد من الحكام الى ابناء الامة يصطرعون فيما بينهم لاسباب طائفية ، وعلى سبيل امثال للتدليل على هذا الفرق ان الحكومات العراقية المتعاقبة من تأسيس الدولة العراقية باستثناء عهد المرحوم عبد الكريم قاسم كانت طائفية بامتياز الا ان الامر لم يصل لحد الصراع المباشر بين ابناء عامة ابناء المجتمع
ابو علي
2009-05-25
"ولم تعرف الأمة الإسلامية التعصب والطائفية الا في عهودها المتأخرة ، فدب الخلاف والنزاع بين أبناء الدين الواحد واقتتلوا واحل بعضهم دم البعض الاخ" لا اتفق معك ابدا ..واتاسف وانت باحث ان تقفز على حقائق التاريخ بهذه الصورة بل ان صفحات التاريخ تشير بوضوح الى وجود تعصب اعمى وكوارث قام بها المسلمون لاسيما الامويون ومابعدهم تكاد تتفطر منها السموات وخصوصا مع ذرية نبينا ..بل ان ماموجود اليوم من تكفير وارهاب هو انعكاس لما قام به الحكام لاسيما ال امية والعباسيين ومن تلاهم فقد تشبهوا ببني اسرائيل يقتلون ابن
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك