رداً على مقالة (خطر الشيعة) هدى الشيعة يفضح تخرصات الشيخ السرجاني

مصطفى كامل الكاظمي

مصطفى كامل الكاظمي[ كنت اعتقد أنها حرب بين المسلمين والكافرين، ولقد لفق أمراء المجاميع علينا أحاديث مكذوبة على الرسول الاكرم تؤدي الى عقوق الوالدين والمروق من الشريعة الاسلامية ومقاتلة المسلمين- الشيعة - تحت رداء الجهاد. ]الانتحاري أحمد الشايع./ انظر نص اللقاء الذي اجرته قناة المجد السعودية مع هذا الانتحاري الذي نجا باعجوبة من عملية نفذها ضد المسلمين الابرياء في العراق، ورابطه:http://switch5.castup.net/frames/20041020_MemriTV_Popup/video_480x360.asp?ai=214&ar=861wmv&ak=nullمقدمة: الكافر لغة: المنكر والجاحد، واصطلاحاً: هو المقابل للمسلم، وكل من ينكر اصول العقيدة الثلاثة: (التوحيد، النبوة ،المعاد) عُدّ كافراً، فالكافر: هو المُلحد الذي لا يعترف بوجود الله تعالى، والمُشرك الذي يُشرك معه في ألوهيته أرباباً آخرين، والوثني الذي يعتقد بآلهة غيره تعالى، وكذا من أنكر نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أو رسالته، ويلحق بهم من ينكر المعاد ومن أنكر ضرورة من الاسلام كالصلاة والحج، مع علمه بذلك (هكذا قال علماء المسلمين وافصحت المعاجم).يا فضيلة الشيخ سرجين، ما هكذا تورد الابل، فلن تفاجأ عقول الامة بمحاولة يائسة من محاولات التكفير الآيل الى زوال وان بعد حين، نراه قريبا في تقوضه وهو يتوسل باداة قديمة لضرب الاصالة الاسلامية والهدي الاسلامي القويم.لا يا شيخنا، فهذه فكرة متهرئة لن يهتم بنو الاسلام الواعون لفقاعاتها الصابونية، التي يسعى امثال الشيخ المصري راغب السرجاني تهويلها والتمظهر بانها قضية محورية، فقد افتضحت نوايا ايقاظ مارد الصراع الطائفي في الامة الاسلامية، فأرواح الشر لا يقر لها قرار عندما تخمد الفتن ويستقر الحال. وهي في الحقيقة كزوبعة في فنجان.ونود هنا ان نؤكد للشيخ سرجين ولمن يطمع في المزيد من اثارة الشحناء والبغضاء لتفريق المسلمين، ان الشيعة وكل الغيارى على دينهم لا يعيرون اهمية لهذه الطريقة العتيقة التي بال عليها الزمن وهي تستهدف تأجيج صراع اسلامي- اسلامي مقيت. فللمسلمين اليوم شأن غير شأنيتكم ولهم مشاكل اكبر تأخذ الاولوية في التصدي.يا شيخنا: هناك واقع يقول: إذا فرقتنا السياسة تجمعنا الثقافة، وإذا فرقتنا الثقافة يجمعنا الاسلام.!ربما ينتاب القارئ خيال انني لا أرغب بالحوار والرد الموضوعي لايلاجي هذه العبارات ضد الشيخ سرجين الذي تقاذف الشيعة باسلوبه الباطل واتهامهم من غير دليل، فاني ألتمس صبر القارئ اللبيب ان يتابع بانصاف ما سأعرضه ويقارن بين ما طرحه السرجين وبين ما نقدمه نحن من ادلة وبراهين- ومن ثم ليحكم وليقطع من هو المحق فينا ومن هو الظالم.! والله المستعان على ما يصفون.بسم الله الرحمن الرحيم: " ومن اظلم ممن ذكر بايات ربه فاعرض عنها ونسي ما قدمت يداه انا جعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه وفي اذانهم وقرا وان تدعهم الى الهدى فلن يهتدوا اذا ابدا " الكهف الاية 57لا نحمل ضغينة لاحد من المسلمين، و نفرّ من التحامل اللامشروع على اية فكرة وان خاصمتنا بشرط ان لا تظلمنا ولا تتهمنا كما يظلمنا ويتهمنا به ظلما وعدوانا وزورا فضيلة الشيخ سرجين المصري الذي كتب ثلاث مقالات يتهم بها الشيعة في موقع قصة الاسلام، كلها تؤدلج لتثوير فتنة جديدة بين المسلمين قوامها النبش في خبايا الماضي، متقفياً أثر الصفاقة في تلبيس الحقائق والعزف على وتر الطائفية المقيت لتكفير طائفة عريقة وواسعة من المسلمين..في الوقت الذي يتمظهر فيه الداعية السرجين بالحرص على الدين الواحد، نؤكد ان صبرنا لم يتأت من ضعف للرد او اتخاذ اقسى النعوت ضد تخرصات كهذه سوقها السرجين الينا، لكننا نذعن لأمر الله جل وعلا الذي يصرخ به القرأن في اذاننا ليل نهار: " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب " الانفال الاية 25.ففي مقالته التي نشرها مؤخرا في موقع قصة الاسلام، يجد القارئ ومنذ الوهلة الاولى ان الشيخ السرجاني قد اتبع طريقة تجاوزها الوعي الاسلامي منذ وقت طويل لانها لا تستند الى الحقائق. وهي طريقة يأتي بها شيخنا اليوم في مثل هذا الظرف الحرج الذي تمر به امتنا الاسلامية حيث الهجمات الاستكبارية الغازية في عقر ديارنا، وحيث الغطرسة الصهيونية ضد اراضينا وانتهاك حرمات المسلمين في فلسطين من قبل الكيان الاسرائيلي الللقيط. وكذلك تكالب كل قوى الشر والظلام وقنوات النفاق والدجل وسياسات مراكز القرار الدولي العاتية الماكرة بالاسلام.من طرق الشياطين المعاصرة، استهداف الاسلام باسم الدفاع عن المرتكزات الاسلامية، طريقة لا تؤدي الا الى إيغال المزيد من الفتنة والتثوير الطائفي وسط الامة، فبدلا من شد الازر ولعلق جراح الوتين، نلاحظ عمدية الشيخ السرجين ومحاولته جر طوائف الاسلام الى بركة الفتنة والمهاترة وايداعهم في طخية عمياء ان نجحت لا سمح الله فلن تحمد عقبى نتائجها.بدءا اقول للشيخ ولكل راغب بالفتنة، ان لعبة كهذه عتيقة عرجاء لا تبتعد شبراً عن فتنة الوهابية التي ظهرت في نجد بشعارات الموروث التكفيري، ولقد فضح الله تعالى كل مسعى يستهدف عز المسلمين ويسير في طريق المصالح المشبوهة. فما حال من يفتري اليوم هكذا مهاترات الا كحال اليهود الظالمين المتعنصرين الذين ارادوا ولا زالوا الوقيعة بالمسلمين، فيشعلوا نارا للحرب كلما يرون حال المسلمين مال الى التحسن والى الالتقاء، فذمهم القرآن الكريم ولعنهم واخزاهم في الدنيا والاخرة : (كلما اوقدوا نارا للحرب اطفاها الله ويسعون في الارض فسادا والله لا يحب المفسدين) سورة المائدة- الاية:64ففي الوقت الذي نسجّل على الشيخ راغب السرجيني هذه المؤاخذة، نسجل عليه مؤاخذة اكبر بازدواجية طرحه حينما تلاعب بالحقائق التأريخية وطرحها بهذه الصورة المنتقاة، فان اسناد الطرح بهذه الصورة العصبية وضمن سياقات النبش في المسكوت عنه من اختلافات عقائدية او فقهية بطريقة الدس يؤسس لانتصار التعصب والاصطفاف معه،! وهو ما جاءت ثمرته سامّة فينا جميعا.! فها هو المسلم السني والشيعي بل وانسان الارض يصطلي بنيران جماح الانفس الشريرة المتطرفة، وبخروقات أجندة الانتفاع الذاتية التي تدفع نحو تمزق المسلمين بشكل اكبر من أمسنا. ولا نرتاب في ان القادم أمرّ وأخطر ان وجدت عقول ونوايا كنوايا راغب السرجين تثير فينا نوازع الفتن.مفيد هنا ان نُذكـّر بقول مهندس السياسة الأمريكية كسنجر: (ان مهمة الدبلوماسية الأمريكية ليست حل الأزمة بقدر ما تعني الأمساك بخيوطها وإدارتها، وكلما طالت الأزمة كلما كانت الفرصة أكبر لأمريكا بإدارتها والتعامل معها لمصلحتها عسكرياًً وإقتصادياً وسياسياً).! والعاقل يدرك مغزاه.ومع هذه النتيجة وجدنا لُحىً طويلة وكثيفة تستسيغ فقه تكفير المسلم الآخر وإن ناضل هذا الاخر ليكون مع اصحاب تلك اللحى في المنطلق الاصولي،! بل ان أؤلئك يتهمون الاخر مع يقينهم أنه يمارس مثلهم كل طقوس رسالة القرآن من أوامر ونواهي. تلك اللحى تستند الى آحاد احاديث ضعيفة متناً وسنداً، وفيها الكثير مما يسلّم العقل بعدم واقعيتها وعدم تطابقها مع النص القرآني وابتعادها عن روح الاسلام. هذا مع ان القرآن الكريم يصرح: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة}البينة/5. ولم يزد على ذلك الا بتشريعات تضمنتها كلمة (حنفاء) من حج وصوم ومعاملات شأنها الرقي بالمتدين الى مراتب التكامل ومنازل التقوى والحب والكره في الله.علماء الاسلام يحاربون فقه التكفير:الامام الصادق عليه السلام وهو من تنتمي اليه الشيعة يقول في نص صريح وواضح: [ الإسلام: ما ظهر من قول أو فعل، وهو الذي عليه جماعة الناس من الفرق كلها.! وبه حقنت الدماء، وعليه جرت المواريث، وجاز النكاح، واجتمعوا على الصلاة والزكاة والصوم والحج، فخرجوا بذلك من الكفر وأضيفوا إلى الإيمان ]انتهى. انظر الكافي الجزء الثاني.ويقول الامام الشافعي: [أن رسول الله قال: (من أعان على قتل امرئ مسلم بشطر كلمة لقي الله مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله)] انتهى. راجع كتاب الام/ باب تحريم القتل من السنة/الشافعي.وهاك عالم آخر من علماء السنة، أبو حامد الغزالي (صاحب علوم احياء الدين) يقول : [الذي ينبغي أن يميل إليه المحصل الإحتراز من التكفير ما وجد إليه سبيلاً، فإن استباحة الدماء والأموال من المصلين إلى القبلة المصرحين بقول (لا اله إلا الله محمد رسول الله) خطأ... وإن أكثر الخائضين في التكفير إنّما  يحركهم التعصب]انتهى. من كتاب الاقتصاد في الاعتقاد للشيخ ابي حامد الغزالي.وكذا من علماء الشيعة: [ قال الفضل بن شاذان لهم: لو جعلتم للذين تسمونهم الرافضة ما في الأرض من ذهب أو فضة على أن يستحلوا قتل رجل مسلم أو أخذ ماله ما استحلوا ذلك]. انتهى. كتاب الإيضاح صفحة475.واما علماء السنة المعاصرين الذين سفهوا افكار التكفيريين فتأمل في التصريحات التالية:شيخ الأزهر الاسبق محمد محمد الفحام يقول: (عرفت ان الشيعة طائفة كبيرة، وعرفت العلماء الشيعة الامامية فيهم الوفاء والكرم - الى ان يقول - رحم الله الشيخ شلتوت الذي خلد في فتواه الصريحة بجواز العمل بمذهب الشيعة الامامية باعتباره مذهباً فقهياً اسلامياً يقوم على الكتاب والسنة والدليل الأسد.) انتهىالشيخ محمد متولي الشعراوي يسمي رجال الوهابية اغبياء لانهم يكفرون من يزور قبر النبي صلوات الله عليه والاولياء والصالحين، انظر الرابط التالي واستمع الى خطبته بصورته وصوته رحمه الله وهو يستشيط غضبا من فتاوى التكفيريين: http://www.metacafe.com/watch/1390561//وكذلك راي العلامة المرحوم الشيخ عبد الحميد كشك الصريح بالوهابية، شاهد واستمع ثم احكم:http://www.youtube.com/watch?v=49ugVIEpKYQ وهذا مفتي الديار المصرية يرد على الوهابية صراحة ويسفه افكارهم ويعتبرهم فتنة عمياء:http://www.youtube.com/watch?v=Y5sOX6dSGcA&feature=relatedحجية التكفير و تكفير الحجةيتردد السؤال: الى ماذا يسند امثال الشيخ السرجيني رؤيته التكفيرية للمسلمين، وخاصة الشيعة منهم؟ فلابد من وجود دليل وحجة بالغة لاطلاق تكفير الشيعة؟يقول راغب السرجين: [ ان كل من يلعن ويسب الصحابة- ويشدد على الخلفاء الثلاثة - كافر ومرتد وزنديق يجب قتله]هذا في الوقت الذي نؤاخذ عليه وعلى المدرسة الوهابية ازدواجية حتى مع ما يعتقدونه في الكافر والزنديق اللاعن للصحابة، وذلك ان كان الشيعة كفار لانهم يلعنون هؤلاء الثلاثة- مع اننا لم نجد رقماً شيعيا معتبراً يسعى لاثارة اللعن من اجل الاثارة والفتنة، مع ذلك نقول ان كفـّرتم الشيعي للعنه هؤلاء الثلاثة،! فلم لا تكفـّرون من لعن وسب وشتم الخليفة الرابع امير المؤمنين علي بن ابي طالب من على المنابر علانية؟ وسنّ سنّة شتم الخليفة الشرعي ولعنّه من فوق المنابر مدة ثمانين عاما؟؟ فاما ان يكون الامام علي بن ابي طالب ليس بخليفة وليس بمسلم بل من الاعداء فيحق لتلك الزمرة لعنه وشتمه وسبه، وعليه يجوز سكوتكم وترضيكم على معاوية وبني امية الذين سبوا ولعنوا عليا عليه السلام ثمانين عاما،! وهذا خلاف زعمكم أنّ عليا عليه السلام خليفة شرعي وراشد.!واما ان تسمحون وتغضون النظر عمن يلعن صحابي وخليفة وان كان بوزن الخيفة علي بن ابي طالب كما هو موقفكم الفعلي من معاوية واتباعه، وبهذا ايضا يلزمكم المنطق، وتخذلكم الحكمة بعداوتكم للشيعة وتكفيركم اياهم بذريعة انهم يلعنون الصحابة.! مع ان الكذب صارخ في مدعاكم ان الشيعة يكفرون عموم ومطلق الصحابة.ان التحامل الاهوج على الاسلام من قبل دعاة التطرف برز منذ ان شدد مبتدعو الفكرة على منابذة الرسول الاقدس صلى الله عليه واله وسلم، اذ عمد امثال ابن كثير وابن تيمية وابن الجوزية ثم بن عبد الوهاب وشراذم تقلدهم الى انتزاع كل قيمة ومنزلة للرسول صلوات الله عليه بدءا من تكفيرهم عبد المطلب جد النبي وتكفيرهم والد امير المؤمنين علي عليه السلام ووصولا الى والد ووالدة النبي واحتسابهما كفار في النار. لم نجد مسوغا لتكفير هؤلاء العظماء، كما لم نجد من العلماء غير ارباب التكفير يكفرون هؤلاء الانجاب، واقصى ما وجدناه عند بعض المتشككين ان يمسك ويصمت فلا يكفرهم حبا واحتراما للرسول الاكرم اولا، وثانيا لان الكلام بخصوص مصائر هؤلاء موكول الى الله تعالى ان شاء رفعهم الى اعلا عليين او دون ذلك، كما ان الحكمة تقتضي السكوت فشطحة كلامية واحدة ربما تفرز نتائج سالبة ضد مشاعر الامة واتجاه عناصر نبيها الاقدس صلوات الله عليه. وهو ما هوت به افكار الشيخ راغب في تحامله هنا ضد الشيعة.الشيخ راغب يورد في مقالته عن الشيعة: [ انهم كيان مبهم لكثير من المسلمين،لا يعرف ماضيه ولا نشأته، لذلك يعتقد - المسلمون السنة- ان الشيعة مذهب كالمذاهب الاسلامية الاخرى].انتهىونقول: هذه اكذوبة كبيرة لا تليق بشخص داعية يزعم انه درس التأريخ ويدرسه اليوم للناس، فالشيعة يمتد تأريخهم الى صدر الاسلام الاول والى عهد النبي الاقدس حسب رواياتاهم وادلتهم السندية القطعية، ويمتد تأريخهم الى ما بعد رحيل الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم، اي الى عصر الخلافة الراشدة، وان كنت تجهل هذه المعلومة فأحيلك الى مقولات وفتاوى اساتذتك ابن كثير وابن تيمية في نسبة التشيع وتأريخ ظهورهم- طبعا نحن لا نقرّ بهما ولا بزعمهما انما جريا لاثبات اكذوبتك في عدم معرفة نشأتهم- انظر النصوص التالية:نشوء المذهب الشيعي!تزعم النزعة التكفيرية ان مذهب التشيع - الرافضة- بدعة ابتدعها شخص يقال له عبد الله بن سبأ من بعد رحيل النبي الاقدس الى رحمة ربه تعالى. ولنا وفق هذا المنطق ان نتهم بقية المذاهب بالبدعة ايضا لذات الاساس الذي اعتمده هؤلاء التكفيريون ضد الشيعة.! فالمذاهب الاسلامية الاربعة- المالكي والشافعي والحنفي والحنفلي- انما ابتدعت من بعد عصر الخلافة الراشدة بمدة طويلة جدا ومن بعد ظهور مذهب التشيع، وقد اسسها اشخاص من امصار متفرقة بعيدين عن زمن الوحي بمسافة تطول الى مئات السنين، اولها تأسيسا المذهب الحنفي على يد ابي حنيفة النعمان أيام الحكم العباسي يعود الى خلافة هارون الرشيد، ثم تتابعت نشأة المذاهب الثلاثة الاخرى من بعد وهم:أبو حنيفة النعمان بن ثابت (80 هـ - 150هـ) مالك بن أنس الأصبحي (93هـ - 179هـ)محمد بن إدريس الشافعي (150هـ - 204هـ) أحمد بن حنبل الشيباني (164هـ - 241هـ) ومن هذه النقطة يكون رفض واتهام المذاهب الاربعة بنفس منزلة اتهام الشيعة ورفض مذهبهم إن لم يكن اولى واشد،! باعتبار تأخر المذاهب الاربعة زمانا وابتعادها مكانا عن مركز دائرة الوحي.اما خرافة بن سبأ والسبئية:من خلال نصوص تأريخية معتمدة واخرى تتعلق بعلم الرجال الذي يستند اليه الاصوليون وعلماء الفقه الاسلامي، اضافة الى البحوث العقلية والتاريخية وبعض الاسانيد التي حققها المستشرقون حول حقيقة الفكرة السبئية، ومن دراسات وابحاث علماء الشيعة ومفكريهم ظهر أن شخصية بن سبأ وهمية خرافية نسجت من قبل ذهنية واحدة ترجع اليها كل الكتب والمصادر التي قالت بوجود بن سبأ اليهودي الذي ينسب اعداء الشيعة التشيع اليه.ان مصدر هذه الفكرة جاء من خيال بن كثير (700هـ - 774 هـ) وهو اشعري الهوى شافعي المذهب، متأثر لحد السنخية بافكار استاذه بن تيمية المتوفي سنة 727 هجرية، وقد توارث بغض اهل البيت عنه، كما ان بن كثير من اشد المتحاملين على اهل بيت النبي عليهم السلام، وان تحامل هذا الرجل لا يمكن حتى لاتباعه اليوم وقبل اليوم انكاره فهو صارخ في مؤلفاته.اختلق الاستاذ وتلميذه مهزلة بن سبأ لينسب اليها التشيع، وابن كثير ومن على دينه يرون ان ظهور دعوة بن سبأ كان قبل ظهوره الواسع في مصر بعام واحد اي في عام 33 هجرية قبيل فتنة مصرع الخليفة عثمان. ويركزون على ان الخليفة الرابع علي بن ابي طالب كان قد نفى بن سبأ بعد ان قال له: انت انت.! اي انت الاله.من خلال المصادر كلها لم يستعلم اصل بن سبأ بعد ان نسبوه للديانة اليهودية، فمنهم من زعم ان بن سبأ من اليمن واخر من الروم وغير ذلك، كما انه اختلفوا في اختلاق تأريخ ظهوره فبعض قال عام 30 هجرية وقائل اخر 33 هجرية، ومنهم من وجه اليه تهمة اشعال الفتنة التي راح فيها الخليفة الثالث عثمان بن عفان.. وهكذا تفننوا في ابن سبأ وحاكوا له قابلية عقلية عالية مكنته من التجوال في امصار اسلامية يعرض فيها افكاره المخالفة للوحي بزعم ابن تيمية وابن كثير. فقالوا ان الحجاز برمتها رفضته ونفته الى البصرة التي اخرجته الى الكوفة فالشام ثم لجوءه الى مصر حيث وجد فيها استقطابا لفكرة انشاء مذهبه واستحسانه من قبل المصريين.!ان اكبر ما يشنع به على بن سبأ الخيالي هذا فكرة الوصية القائلة بان لكل نبي وصي ووصي النبي محمد هو علي بن ابي طالب عليهما السلام، وفكرة الرجعة القائلة برجوع النبي صلى الله عليه واله وسلم ثانية الى الحياة على غرار رجوع النبي عيسى عليه السلام، باعتبار الاولية لنبينا عليه الصلاة والسلام وهو افضل من النبي عيسى عليه السلام.هذا بايجاز ما قالوه وشنعوا به على هذه الشخصية السبئية المختلقة، وهناك اقوال غاية في السخف اوردوها في حكاية بن سبأ منها: [ ان بن سبأ اليهودي هذا التقى الصحابي الجليل ابي ذر جندب بن عبد الله الغفاري رضوان الله تعالى عليه، وطرح عليه فكرته فاستماله لمعاداة معاوية بن ابي سفيان فحدثت الوقيعة بينهما ].فيما اعنقد انه لا يمكن ايلاج تعليق على هذا الزعم الذي يرفضه المنطق الاسلامي، فكيف غفل نساج مؤامرة السبئية اي ابن تيمية وابن كثير عن قول الرسول الاكرم وهو اشهر من نار على علم: " ما اقلت الغبراء ولا اظلت الخضراء اصدق لهجة من ابي ذر"؟ وهل يمكن لشخص يهودي منافق خداع شخصية عميقة في الايمان والزهد وذائبة في المبدأ الى درجة انه لا يرى في الدنيا الى الحق حتى قال فيه رسولنا العظيم هذا الحديث؟هذه الاضافة التافهة اولجها في خرافة بن سبأ شخص يقال له (سيف التميمي) اعتمده ابن تيمية وابن كثير والطبري كمرجع لاحكامهم وفتاواهم في هذه المسألة، وخير من شرح تهافت هؤلاء الناس ضد الشيعة هو قلم العالم الشيخ محمد جواد مغنية حيث سجل التالي: [ كل شئ تطور إلا الكتابة عن الشيعة، ولكل بداية نهاية، إلا الافتراء على الشيعة، ولكل حكم مصدره ودليله، إلا الاحكام على الشيعة.]!ثم يتساءل الشيخ مغنية بلماذا؟ من اجل استنهاض الادمغة التي تتهم التشيع بالمروق فيقول: [أن رجلا يسمى سيف بن عمر التميمي مات في القرن الثاني الهجري، وضع كتابين: الاول (الفتوح والردة) والثاني (الجمل ومسير عائشة وعلي) وحشاهما بما يلي: 1 - إختلاق الحوادث التي لا حقيقة لها ولا أساس. 2 - تحريف الحوادث الثابتة، وتزييفها تزييفا يجعل الايجاب سلبا والسلب إيجابا.فلقد اختلق سيف لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصحابا لا وجود لهم، وأسماهم بأسماء لم يسمع بها الرسول صلوات الله عليه ولا أحد من أصحابه، مثل سعير، الهزهاز، أط ، حميضة، وما إلى ذلك، كما ابتدع رجالا من التابعين وغير التابعين، ووضع على لسانهم الاخبار والاحاديث.!من هؤلاء بطل اختلق شخصيته، واختلق اسمه، واختلق قضايا ربطها به، هذا البطل الاسطوري هو (عبد الله بن سبأ) الذي اعتمد عليه كل من نسب إلى الشيعة ما ليس لهم به علم، وتكلم عنهم جهلا وخطأ، ونفاقا وافتراء.!وجاء المؤرخون بعد سيف الوضاع، فرأوا الكتابين المذكورين بين مصادر التاريخ، فنهلوا منهما دون فحص وتمحيص، ونقلوا عنهما بأعينهم وأيديهم وعقولهم، وأول من خدع بسيف، الطبري، ثم نقل عن الطبري ابن الاثير، وابن عساكر، وابن كثير وغيرهم، وبهذا امتدت أغصان سيف الكذاب إلى مصادر التاريخ بصورة غير مباشرة، أما الجذر والاصل فواحد هو: ( كتاب الفتوح) و(الجمل).أما الدليل الصحيح الواضح، أما الارقام المحسوسة الملموسة على هذه الحقيقة، فتجدها في كتاب (عبد الله بن سبأ) للباحث العلامة العسكري، فقد اعتمد في كتابه هذا منهج الحق والعدل، والتزم بكل شرط يفرضه العلم في عملية البحث، بحيث لا يستطيع القارئ مهما بلغ من الفكر والعلم أن يرفض النتائج التي توصل إليها المؤلف، أو يشكك فيها، ولو باحتمال كيفي موهوم، لان الاسس التي بنى عليها المؤلف، مادية لا فكرية فحسب، ومشاهدات لا نظريات، وقضايا ضرورية لا اجتهادية ] انتهى. انظر مقدمة الطبعة الثالثة لكتاب عبد الله بن سبأ للعلامة الراحل السيد مرتضى العسكري.اذن فبعد ابن كثير، يرتكز خصوم الشيعة في جعل هذه الشخصية الوهمية هي الأس والأساس للتشيع هو تاريخ الطبري،! وبعيدا عن محاسبة الطبري او تقييم تاريخه هذا، نقول ان كل ادلة القوم بخصوص الشخصية الخيالية لابن سبأ انما استقاها الطبري وانصاره من اقوال وردت فيها مفردة (السبئية) ومنها شعر الهجاء والذم الذي استهدف الذين مرقوا عن الحقيقة في فعل او منقصة. ومنها ذم الشاعر ابو فراس الفرزدق (38هـ - 110هـ) لمن نافق تجاه معركة دير الجماجم التي حذثت ابان حكم الحجاج الثقفي الاموي مع الخارجين على حكمه بزعامة عبد الرحمن بن الاشعث عام 82 هجرية، في قصيدة له من ديوانه ص 242:كأنّ على دير الجماجم منهم حصائدٌ او أعجاز نخلٍ تقعـّراتعرفُ همدانية سبئية وتكره عينيها على ما تنكراالى ان يقول:من الناكثين العهد من سبئية واما زبيري من الذئب اغداراالملفت في هذه الحكاية أن القوم يستدلون بقول الفرزدق في الوقت الذي يعدون الفرزدق شيعيا رافضيا، وينكرون عليه تشيعه ومولاته للامام علي بن ابي طالب عليه السلام. كما ان ورود مفردة (السبئية) في مصادر العرب مطلقة لا توحي لابن سبأ بحال ولو بالاشارة.ان اكثر من مارس الاجحاف في لصق هذا الاسم ونسب التشيع اليه هو صاحب (منهاج السنة) ابن تيمية واليه انساقت رقاب تابعيه في خبر حرق الامام علي بن ابي طالب عليه السلام لمجموعة زعمت الوهيته عليه السلام، فوجدنا ابن تيمية وركبه ينسبون هذه الفئة الضالة الى بن سبا./ راجع صحيح البخاري: الجزء8 الصفحة 50 باب استتابة المرتد.ثم يورد الشيخ راغب بكل صفاقة تعليقة لعطف اراء المتعقلين الذين يرون في مسالمة المسلم لاخيه المسلم منهجا صحيحا وضروريا في هذا الوقت الخطير الذي يلم بالامة الاسلامية: [من الأشياء التي تُصعِّب الأمر-أيضًا- كثرة الجراحات الإسلامية في أكثر من قُطر من أقطار المسلمين، وكثرة الأعداء من يهود وصليبيين وشيوعيين وهندوس وغيرهم، فيرى بعض المتعقلين ألاَّ نفتح جبهة جديدة من الصراع- يقصد مع الشيعة-، وقد يكون هذا صحيحًا من جانب لو أنّ هذه الجبهة مغلقة، ونحن نحاول فتحها، أما إذا كانت بالفعل مفتوحة على مصراعيها، والأذى يأتي منها صباحَ مساءَ، فإنَّ السكوت هنا يعدُّ رذيلة، وليس هناك داعٍ للسؤال المتكرِّر على ألسنة الكثيرين: هل هم أخطر أم اليهود؟! فإنَّ هذا السؤال أريد به إسكات ألسنة الموقظين لهمَّة الأمة، وإحراج العاملين على حفظها وحمايتها، وأنا أردُّ على هؤلاء وأقول لهم: وما المانع أن يتصدى المسلمون لخطريْن داهميْن في وقت واحد؟].انتهى نصا تحريض السرجين.وهنا نتساءل : هل في هذا غير حماقة كبرى لا ترقى لها حماقة؟ فهل يعقل ان تثور القوى للتناحر فيما بينها ثم لتحارب قوتين- خطرين- في ان واحد؟ ومع خذلان هذا التخريف، كيف حكمت بخطر الشيعة على السنة؟ فهل ناصر الشيعة اسرائيل مثلا ضد السنة؟ ولو سلمنا ان ايران اعتدت على اراضي عربية سنية، كطنب الكبرى والصغرى وابي موسى،! فهل معنى ذلك ان ايران تمثل كل الخط والفكر والمذهب الشيعي؟ ثم لم لا يوجه الاتهام لحالات سنية مشابهة بل اكبر منها كبيع اراضي سنية لتركيا مثلا؟ واسبانيا؟ وايطاليا؟ فاين الاسكندرونة؟ والاندلس يا راغب السرجين؟ واين جبل طارق؟ والجولان؟ واين الهضبة والبقاع والضفة؟ واين صحراء سيناء؟ بل ارض فلسطين؟بدع وجرائم نفذها المتطرفون:الاول: النظام الملكي الذي صنعته اطراف سنية في بلداننا، ما هو مسوغ وجوده الشرعي؟ مع ان فكرة ايجاد الوهابية اقترنت بأنشاء الملكية في الجزيرة لتقطيع جسد الامة. [انظر مذكرات هانفر، الجاسوس البريطاني الذي اسس الوهابية على يد بن عبد الوهاب].الثاني: لم نعثر على موقف حقيقي واحد ضد اليهود والصهاينة الغاصبين لفلسطين او ضد اية حركة خارجية تستهدف الاسلام والعروبة، ما خلا مواقف الشيعة والفلسطينيين وبعض الاحرار الغيارى من بقية المذاهب.الثالث: منذ انبثاقها كحركة، اكرهت الوهابية قطاعاً واسعاً من عرب البادية العزل بالحديد والنار لتخوض بهم غزوات في جنح الظلام ضد طبقات المسلمين، فنكلت وعذبت واحرقت ومثلت بالالاف منهم، ودمرت مراكزهم الدينية تحت غطاء (البدعة والشرك). فطالت حرابهم المسلمين الشيعة والصوفية واتباع المذاهب الاسلامية.الرابع: مشروع فهد (الملك السعودي السابق) ولي العهد وقت المشروع الاستلامي مع اسرائيل في عقد السبعينات وما اثمر عنه من زيارة رئيس مصر السابق محمد انور السادات (ضحية المشروع) لتل أبيب، ومفاوضات الاعتراف باسرائيل في كامب ديفيد وما تلاها، وما آل اليه مصير الدول العربية من التهافت لنيل رضى اسرائيل، ثم حالة الخنوع التي ارتكزت في نفوس الانظمة العربية، بل وتسارع بعض الدول الاسلامية كتركيا وباكستان الى الاقرار باسرائيل كدولة رسمية على حساب الفلسطينين والمسلمين اجمع.!وقس عليه مؤتمر فاس بالمغرب، والشركات الاقتصادية ومراكز التجارة في بعض امارات الخليج العربية، وقنصليات وسفارات اسرائيل فيها وفي الاردن ومصر وغيرهما، انما جاء نتيجة لمشروع فهد. وفهد هو ولي العهد انئذٍ لا نبخسه جدارته بذلك، فقد شاهدناه يكرع كأس البهجة جنباً الى جنب الرئيس الاميركي، وقد طوقت اليزابث ملكة بريطانيا السابقة عنقه بسلسلة الصليب من على شاشات التلفزة الحية. وكم من خبر تسرب بلقائه وفود وشخصيات اسرائيلية سواء في الرياض او جيرانها.!الخامس: القواعد العسكرية الاميركية والبريطانية وهي أهم سند لاسرائيل، والذي لا نشك بوجود العقل الاسرائيلي فيها، فهي تملأ صحارى السعودية ومصر وبلدان اسلامية لا يحكمها الشيعة.السادس: الافتاء الرسمي العلني بحرمة مناصرة قوات حزب الله لبنان الشيعي في العمليات الاخيرة ضد جيش اسرائيل.السابع: الموقف العدائي الصارم تجاه الجمهورية الاسلامية منذ اندلاع ثورتها عام 1979 بقيادة الزعيم الديني آية الله الخميني وتكفيره وجمهوريته.الثامن : الدعم اللا محدود للمجرم صدام إحصين التكريتي بحربه الظالمة ضد الجمهورية الاسلامية وضد شيعة العراق.التاسع : قمع الحركات الاسلامية والتحررية، ومنابذة الفعاليات الاسلامية ذات الوزن في العالم الاسلامي، ةتكفير القادة والعلماء من الاخوان المسلمون كالعلامة حسن البنا ، المفكر سيد قطب ، وكذلك شلتوت شيخ الازهر، الحركة الاسلامية في تونس وفي الجزائر/ الشيخ الغنوشي/ القائد الثوري بلحاج/ ثوار العراق وعلمائه/ المفكر محمد باقر الصدر (شيعي)/ الشيخ عبد العزيز البدري (سني) والعالم عارف البصري (شيعي) والشيخ العالم ناظم العاص (سني) وغيرهم... من كفرهم ومن قتلهم وحاربهم؟ العاشر: مساندة الارهاب في العالم، فكل الدراسات التوثيقية والاحصائية في العالم تؤكد على صدور الارهاب من مدرسة غير شيعية ويكفي ان جل العمليات الارهابية جرت برموز ترتبط بصورة واخرى باصول المدرسة الوهابية السعودية بدءاً من اسامة بن لادين وتنظيم القاعدة وابي حمزة المصري وصورته تذكر بقرصان البحر، ثم اليمني وصولا الى الزرقاوي والقائمة مستمرة.الحادي عشر: طمس المعالم الاسلامية في السعودية في مكة والمدينة وتوابعهما، ولا نحتاج لمزيد من البيان/ فكل حاج و معتمر وزائر سيصطدم من أول قدم يضعها هناك وخاصة في موسم الحج بذلك.

الثاني عشر: أين نجد مفردة التطور والرقي وحقوق البشر و "جادلهم بالتي هي احسن" في تراث التكفيريين اليوم؟الثالث عشر: هل تطبق حكومات الشيخ راغب اليوم احكام الاسلام كما جاءت بها الشريعة؟ ومن قتل الحجاج الايرانيين وغيرهم من الشيعة في موسم الحج بمكة الحرام؟الرابع عشر: تعمد محاربة ما جاء عن أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وستر دورهم في حياة الاسلام، واستبداله بافكار اجتهادية قتلت الدين (ابن تيمية وابن الجوزي وابن كثير وابن عبد الوهاب) فانطلقوا يكفرون المسلمين ويكفرون من يعظم حتى رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وكذا من يعظم القرآن الكريم ويتبرك بآثار الاسلام الجليلة.اذن أين الخطر الشيعي؟ونبقى مع مزاعم الشيخ راغب حيث يقول: [ولقد سردنا التاريخ الشيعي في المقاليْن السابقين مقال أصول الشيعة، ومقال سيطرة الشيعة، ورأينا التعديات الشيعية الصارخة على الأمة الإسلامية..].انتهى.ويما شاهدنا وقرأنا قديما وحديثا ان الشيعة هم من نهض باعباء الرسالة والدفاع عنها والتصدي لاعداء الاسلام، واحيل القارئ الى مطالعة حياة أئمة الشيعة وعلمائهم ليحكم على مواقفهم الجبارة في حفظ الاسلام، واتحدى راغب السرجين ان يأتيني بفتاوى مثل فتاوى علماء الشيعة المعاصرين كفتوى: الشيوعية كفر والحاد. ووجوب اعطاء الزكاة للجهاد الفلسطيني ودعم نضال الفلسطينيين، وكذا العمليات الجهادية التي لازال الشيعة يمارسونها فقط وفقط جنبا الى جنب اخوانهم المسلمين الفلسطينيين السنة والذين خذلتهم قطاعات كبيرة من حكام وعربان يتسمون بمسلمين سنة والاسلام منهم براء. فمن هو المعتدي على الامة الاسلامية يا شيخ؟اترك قوانة موقف الشيعي من الصحابة الذي يكرره السرجين بعد كل فقرة في مقالته ضد التشيع، فقد اشبعت هذه القضية نقاشا بين علماء الشيعة والسنة وادى الحوار الجاد الى تقارب في وجهات النظر فاوجد خطوات ناجزة ورائعة على طريق التقدم في التكاتف والتآخي فانجبت المؤتمر الاسلامي وجمعيات التقريب بين المذاهب ومؤتمرات الوحدة الاسلامية وما الى ذلك من تأسيسات مباركة.ان اتهام الشيعة انهم يقولون بفسق عامة جيل الصحابة، لهو الزعم المكذوب، فالشيعة لا يكفرون ولا يفسقون الصحابة بل هناك قضية موقف من الخلافة المحصورة في الخلفاء الراشدين الاربعة الذين اشتد الخلاف حول صحة بيعة الاول والثاني والثالث منهم بين جموع صحابة الرسول الاقدس من مهاجرين وانصار وحول احقية الخليفة علي بن ابي طالب عليه السلام. والقضية مفصلة في مضانها لمن اراد التوسعة. وانتساءل هل السرجين موكل للدفاع عن صحابة النبي الثلاثة؟ وبأي تخويل؟فإن قال راغب السرجين نعم باعتباره مسلم تابعي، ألزمناه بما بدأناه معه: فلم لا تدافع عن الخليفة الرابع واهل بيته وهو صحابي واقرب من الثلاثة للرسول الاقدس وافضلهم باعترافات مصادر كل المسلمين لانه من اهل بيت النبي وخامس اصحاب الكساء، وقد لعنوه وسبوه وشتموه ثمانين عاما علانية من على المنابر يا شيخ؟ فماذا تقول؟تأمل هذه الحادثة يا شيخ راغب:افتى احد ولاة الخليفة معاوية ابن ابي سفيان: (من نسي سب علي بن ابي طالب بعد فريضة- اي بعد صلاة واجبة- وجب عليه القضاء، اي يعيد السب حال تذكره).! وتحكي كشكولات تراثية غريبة مثل هذه النادرة: نسي احد ائمة الجمعة على عهد معاوية بن ابي سفيان بعد انتهائه من خطبتي صلاة الجمعة السنـّة (أي شتم عليّ ولعنه)، فتصارخ البعض: السنـّة السنـّة يا شيخ.! فبرك الخطيب الى الارض رافعاً يديه وداعياً على عليّ عليه السلام يشتمه، ثم انكفأ الى حلقة المصلين قائلاً: من نسي السنـّة اي اللعن والسباب، فليصنع مثلما صنعت.وشرّ من هذا، استغراق شيخ الاسلام احمد ابن تيمية في النيل من علي عليه السلام مكاشفة، فخذ مثلاً تصريحه: [عليّ إنما قاتل الناس على طاعته لا على طاعة الله، ومن قدح في معاوية بأنه كان باغياً فعلي أيضا كان باغياً ظالماً قاتل الناس على إمارته وقتل النفوس على طاعته، كان مريداً للعلو في الأرض والفساد، وهذا حال فرعون ] انظر منهاج السنة/الجزء الثاني/الصفحات202 - 205، 232- 234.كما ننبه الشيخ السرجين الى وجود مصنف لابن تيمية في جواز قتال الشيعة، وهو ما يتمسك به الشيخ راغب حتى اللحظة وهو الذي ثور في مخه كل هذا الهجوم ضد الشيعة.بقيت هذه [البدعة، بدعة سب امير المؤمنين علي] في منابر آل امية حتى خلافة عمر بن عبد العزيز فأمر بعقوبة من يفعل ذلك ويتعرض لعلي و آل علي عليه السلام، و لذا وجدنا موقف ابن تيمية صارماً ومتجهماً ضد عمر بن عبد العزيز واتهامه ايضا بالانحراف عن افق المنهج الاموي.اما قولك يا راغب السرجين: [فليس هناك شيعي اثنا عشري (إيران والعراق ولبنان) إلاّ ويعتقد بفساد الصحابة.]انتهى.اظنها مقولة مختلة لان الشيعة في اغلب بقاع الارض ويتمركزون في البلدان التي ذكرتها اضافة الى كل بلاد الخليج وفي السودان ومصر وليبيا والمغرب العربي اضف الى سوريا والاردن. هذا من الجانب العربي، وارجو ان لا تغفل عن آذربيجان وبلاد القوقاز، ثم الهند وباكستان والاحداث الهمجية التكفيرية فيها وهجومهم على الشيعة هناك اشهر من نار على علم. ثم عطفا على وجودهم في تركيا وغيرها من ارض الله الواسعة.اكذب اكذب حتى يصدقك الناس:التهافت في مسألة الظن واعتماد بعض المؤثرات الخاصة عن عمد، وكذا التلاعب ببعض النص وانتقائه لتثوير الرأي السني العام ضد التشيع، ثم التجني والكذب في التلاعب بهذه المقاطع، كل اؤلئك لا يغني من الحق شيئا، فمقولة الشيخ راغب : [مرَّ بنا تاريخ الشيعة، ورأينا أنه عند السيطرة على بلاد السُّنِّية كالخلافة العباسية في العراق وكمصر والمغرب وغير ذلك، فإنهم كانوا يُظهِرون فورًا سبَّ الصحابة، ويجعلون ذلك أصلاً من الأصول عندهم.].انتهىهذه اكذوبة لا تستحق التعليق، لكن من اجل الاستمرار في تقديم الدليل، اقول ان بني العباس لم يكونوا شيعة، بل كانوا اشد ظلما وجورا من بني امية على التشيع وهذا التأريخ يحدث بالكوارث والفجائع والظلم الذي لحق الشيعة من بني العباس. هذا اولا وثانيا: اين سمعتهم او رأيتهم سارعوا الى اظهار سب الصحابة في هذه المواطن التي تشير اليها؟ ولم لا يظهرونها اليوم وهم يسيطيرون على ايران والعراق وارجاء كثيرة من المدن والمناطق؟المرء مخبوء تحت لسانهيقول الشيخ السرجين في نقطته الثانية عن الشيعة: [خطورة التشيُّع في العالم الإسلامي.. ولا شكَّ أن التشيع يسير بخُطا حثيثة في كثير من بلاد العالم الإسلامي، ولم يعُدْ في الأماكن التقليدية التي اعتاد أن ينتشر فيها كإيران والعراق ولبنان، إنما يجري الآن- وبقوة- في البحرين والإمارات وسوريا والأردن والسعودية ومصر وأفغانستان وباكستان وغير ذلك من بلاد المسلمين، والأخطر من ذلك هو اعتناق الكثيرين لأفكار الشيعة ومبادئهم دون أن يظنوا أنفسهم شيعة. ولقد وصلت إلينا بعد هذه المقالات أعداد هائلة من الرسائل التي يدَّعِي أصحابها أنهم من السُّنَّة، ولكنها تفيض بأفكار الشيعة ومناهجهم.]انتهى.وهنا مربط الفرس، وصدق امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام حينما قال: " ما اضمر أحد شيئا ً إلا ظهر في فلتات لسانه، اوصفحات وجهه" نهج البلاغة/ الشريف الرضي.هكذا اذن اختتمها شيخنا الدكتور راغب السرجيني بفلتة قوية كشفت عن عورة دعواه الباطلة، وان لحبل الكذب قصير، وسبحان الله الذي يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق.. فخطر التشيع من وجهة نظر الشيخ السرجين يكمن في انتشاره وبقوة وبسرعة كبيرة في بلاد الله الواسعة. بل الاخطر من ذلك كما يراه الشيخ راغب، يكمن في اعتناق الكثيرين لافكار ومتبنيات الشيعة من قبل ابناء السنة.!ما الضير في ذلك يا شيخنا مادمنا نرفع القرآن شعارا وننطلق من اوامره: ( وجادلهم بالتي هي احسن، وادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وقل هذه سبيلي ادع الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني، ثم لكم دينكم ولي دين) الى عشرات النصوص التي تدعو الى التسالم والتسامح واللجوء الى لغة الحوار الموضوعي.دعوى الشيخ راغب: [الوضع في العراق خطير جدًّا، وقتل المسلمين السُّنَّة بسبب هويتهم أصبح متكررًا ومألوفًا، ولقد ذكر الأمين العام لجبهة علماء المسلمين السُّنة في العراق حارث الضاري أن هناك أكثر من مائة ألف سُنِّي قتلوا على يد الشيعة في الفترة من 2003 إلى 2006 فقط، إضافةً إلى عمليات التهجير المستمرة من بعض الأماكن لتسهيل حكم الشيعة لها، وفوق ذلك فالمهجَّرُون خارج العراق معظمهم من السنة.]انتهى.تظهر هذه الدعوى ان الشيخ السرجين متأثر باحوال نيسان، فلأنك نشرت مقالتك في 30 من شهر نيسان الماضي، أصبت بداء كذبة نيسان فرحت توزع الاكاذيب كما تشاء. يا شيخي: " ان اهل مكة ادرى بشعابها" فالوضع في العراق لم يكن بالخطير لولا تدخل امثالك في شؤونه وتثويركم للفتنة الطائفية داخل مكوناته وشرائحه، وان العكس فيما تذرف عليه دموع التماسيح هو الذي حصل، فالشيعة ومنذ عهد المقبور صدام بن إحصين التكريتي كانوا يؤخذون ويقتلون ويعذبون ويمتهنون على الهوية. وما المقابر الجماعية وعمليات التهجير المليونية التي طالتهم وغيرها الا شواهد على هذه الطائفية المقيتة، واما حارث الضاري فلقد ثبت دجله وزيفه حتى من قبل اخواننا ابناء السنة في العراق. والمهجرون الشيعة في وقت صدام بلغ زهاء خمسة ملايين مهجر ومشرد والى اليوم هم يعيشون في الشتات والمهاجر. واما موقف العلماء الشيعة من الفتنة التي وجدت في عراق ما بعد صدام إحصين التكريتي بسبب تطرف السلفيين وموقف التكفيريين وهلع بعض الحكام الموهوم اضف الى اسباب الاحتلال الاميركي، فقد تصدت للفتنة مرجعية الشيعة في العراق وهاك اقرأ:موقف المرجعية الدينية الشيعية:شهد المسلمون في العديد من اوطانهم فتنة طائفية اشعلها علماء الفتنة والتكفير الساعين الى ابقاء جذوة التناحر بين المسلمين متقدة لإلهائهم عن محور الصراع الحقيقي المتمثل في مواجهة التحديات الكبيرة التي ألمت بهم. فتصدى علماء الاسلام ومرجعياته الغيورة لهذه الفتن، ومنهم آية الله السيد علي السيستاني وهو ابرز مرجع ديني شيعي عاصر الفتنة المقيتة التي ضربت العراق في فترة ما بعد حكم الطاغية صدام احصين التكريتي، وهي احرج فترة يشهدها العراق بعد ثورة 1920 في مواجهة تحت راية المرجعية الدينية ضد قوات الغزو البريطاني وقتئذ.واليوم فقد تصرف السيد السيستاني حيال الاوضاع المأساوية التي شهدها العراق حيث اثار القدم المحتلة للبلد وحالة الهرج والمرج التي سادت طوائف العراق، والاداء الغير سليم من دول الطوق اذ صدروا مخاوفهم كسموم واداءات من شأنها اثارة المزيد من الفتنة والاحتراب الداخلي بين العراقيين، فجاءت فتاوى تحريض السنة على الشيعة واصدرت فتاوى تكفير الشيعة من قبل حفنة اغبياء مثلوا الحقد الوهابي على المسلمين عامة وعلى الشيعة خاصة. ومع ذلك دعا السيستاني الى التسالم، والى حقن الدماء، وافتى بحرمة الانتقام حتى من البعثيين المجرمين دون القضاء العادل عبر المحاكم الشرعية والقانونية. وقد افتى بـالتالي يا فضيلة الشيخ: «القصاص إنما هو حق لأولياء المقتول بعد ثبوت الجريمة في المحكمة الشرعية، ولا تجوز المبادرة إليه لغير الولي، ولا قبل الحكم به من قبل القاضي الشرعي».وعليه فقد درأ السيستاني الفتنة بفتاوى مثل: اذا كان الشخص عضواً في حزب البعث السابق أو متعاوناً مع أجهزة النظام الأمنية هل يكفي ذلك لمعاقبته؟ أجاب سماحته: «لا يكفي وأمر مثله موكول إلى المحاكم الشرعية، فلابد من الانتظار إلى حين تشكيلها». الى عشرات الفتاوى التي تحرم القتال وتقبر الفتن، لكن المجرمين التكفيريين لجأوا الى طريقة جر الشيعة الى خوض الاحتراب ضد السنة عبر عمليات المفخخات والانتحاريين مصحوبة بفتاوى التكفير المقيتة وزرع المتفجرات في مراكز التشيع كالنجف وكربلاء والكاظمية وسامراء ولواحقها من مناطق شيعية للايحاء بان الفاعلين هم من ابناء السنة، وبالتالي لجرّ طوائف الشعب الى حرب لا تهدأ الى باضعاف الجميع وكسر عمودهم الفقري الواحد.لكن المرجعية كانت على درجة عالية جدا من المسؤولية والوعي، فتصدت عبر تصريحاتها وفتاواها لهذه العمليات ففضحت المخطط ولم تجز لاي كان من الشيعة بالرد بالمثل او دونه ضد الابرياء.ولو تساءلنا: اي جماعة من جماعات الاعتقاد في عالم الانسانية اليوم تتسامح وهي ترى مقدساتها ورموزها تتفجر بهذه الطرق البشعة؟ وان تهدم وتخرب تراثياتها المقدسة ومراقد أئمة دينها كما حصل للشيعة؟ اغتيل رجال وقادة الشيعة من مراجع دين وعلم وساسة وخبراء وغيرهم من هويات مرموقة، حتى وصلت الجريمة بعناصر التخريب ان تتكئ على فتاوى التكفيريين المعروفة ليقدموا على عمليات تفجير المراقد المقدسة لدى الشيعة في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء [ وهنا اصحح لك معلونة مغلوطة وردت في مقالتك: ان المدفونين في سامراء هما الامام علي الهادي- وليس محمد الهادي- والامام الحسن العسكري]. ولولا التزام القاعدة الشيعية باوامر وفتاوي مرجعياتها الدينية لتفجر غضبها بما لا يقبل الشك، ولفعلوا كما فُعل في مقدساتهم وشخصياتهم ورموزهم.الى هذا كان الحس الاسلامي المسؤول للمرجعية دوره البارز في التصدي لفتنة الارهاب والعنف الذي ساقه التكفيريون من دول الجوار وغيرها الى العراق. فرفضت مرجعية الشيعة اي اتهام لاي جهة مذهبية في العراق مصرة على براءة الجميع وان الظلم لحق بالجميع وهو آت من مكان آخر غير العراق.هاك شيخنا تأمل في فتوى السيد السيستاني حيال التهديدات التي اطلقها التكفيريون ضد الشيعة والعراقيين لاجل اثارتهم ودفعهم الى اتون حروب واحتراب لا تبقي لهم باقية، انظر حكمة السيستاني في وأد الفتنة وتنبيه الامة الى الخطر الحقيقي: ( إن الهدف الأساس من إطلاق هذه التهديدات وما سبقها وأعقبها من أعمال إجرامية استهدفت عشرات الآلاف من الأبرياء في مختلف أنحاء العراق: هو إيقاع الفتنة بين أبناء هذا الشعب الكريم، وإيقاد نار الحرب الأهلية في هذا البلد العزيز، للحيلولة دون استعادته لسيادته وأمنه، ومنع شعبه المثخن بجراح الاحتلال، وما سبقه من القهر والاستبداد، من العمل على استرداد عافيته، والسير في مدارج الرقي والتقدم. ولكن معظم العراقيين- ولله الحمد- على وعي تام بهذه الأهداف الخبيثة، وسوف لن يسمحوا للعدو الطامع بتحقيق مخططاته الإجرامية، مهما نالهم من ظلم وأذى وأريق على ثرى بلدهم الطاهر من دماء زكية لأهليهم وأحبتهم. وإننا في الوقت الذي نعبّر فيه عن بالغ الأسى لكل قطرة دم عراقية تسفك ظلماً وعدواناً، ونتألم لآهات الثكالى وبكاء الأيتام وأنين الجرحى، ندعو المؤمنين من أتباع أهل البيت عليهم السلام إلى الاستمرار في ضبط النفس مع مزيد من الحيطة والحذر)انتهى. نحن لا ندعي خلو ساحتنا الشيعية من بعض عناصر التشدد المذهبي، ونؤكد ان اغلب هذه النزعات المتشددة انما جاءت كردة فعل لما اصاب عموم التشيع من هجومات احرقت الاخضر قبل اليابس في ميدانهم ومنذ زمن بعيد، ولازال الشيعة يلعقون جراحات لم تتماثل للشفاء بعد بسبب التطرف التكفيري المضاد.ان العقل يؤمن تجاه هكذا فتن وتخفيف وطاة التطرف والتشدد يكمن في اضطلاع علماء المسلمين كافة بمسؤولية على غرار ما صدر عن سماحة السيد السيستاني، وبامكان الاخوة من علماء السنة اتخاذ ذات المواقف التي نهضت بها مرجعية التشيع في النجف وقم والاحساء وبيروت ودمشق والكويت والبحرين وغيرها من اجل قبر الطائفية في ربوع العالم الاسلامي.الناصب والناصبي:وتبقى مسألة تلفيق اكذوبة ان الشيعة يعتبرون ابناء السنة وعلمائهم من النواصب بقولك: [فالشيعة يعتبرون الصحابة وأتباعهم من السُّنَّة، من الذين ناصبوا أهل البيت العَداء، ويسمُّوننا لذلك بالناصبة أو النواصب] انتهى.هذا افتراء واضح وتجن صارخ على الشيعة وعلماءهم، فقد سقناك الى الدليل حول موقف الشيعة من اي مسلم يتشهد الشهادتين واحترامه وحبه ثم حفظ ماله ودمه وعرضه وعدم جواز استغابته، فانى لك هذا الافك وهلا قدمت لنا الدليل؟ اليك ادلتنا في خصوص الناصب وحكمه، فهؤلاء مراجع الشيعة لم أجد منهم مرجعاً يكفـّر مسلماً يؤمن بالله ويتشهد الشهادتين .... و هذه كتبهم ورسائلهم العملية التي يتعبدون بها تملأ الدنيا و لا تخلو منها مكتبة، فضلاً عن انتشارها في شبكة الانترت وهي في متناول اليد، اليك فتاوى ميتهم وحيّهم في هذا المورد:السيد الخوئي أحد ابرز مراجع الشيعة يرى في الكافر:[الكافر هو من لم ينتحل ديناً، أو انتحل ديناً غير الاسلام، أو انتحل الاسلام و جحد ما يُعلم من الدين الاسلامي بحيث رجع جحده الى انكار الرسالة، نعم إنكار الميعاد يوجب الكفر مطلقاً، و لا فرق بين المرتد و الكافر الأصلي الحربي و الذمي و الخارجي و الغالي و الناصب] انتهى/انظر كتاب منهاج الصالحين.المرجع محمد كاظم الطباطبائي/العروة الوثقى، طبعة طهران: [لا اشكال في نجاسة الغلاة والخوارج والنواصب] انتهى.المرجع الحسن بن يوسف بن المطهر المشهور بالعلامة الحلي/نهاية الاحكام، طبعة بيروت : [الخوارج و الغلاة و الناصب الذي يتظاهر بعداوة اهل البيت عليهم السلام انجاس] انتهى.المرجع روح الله الموسوي الخميني/تحرير الوسيلة، طبعة بيروت: ( النواصب و الخوارج لعنهم الله تعالى فهما نجسان من غير توقف) و أوضح من هذا القول تصريحه التالي في نفس المصدر: (غير الاثنى عشرية اذا لم يظهر منهم نصب و معاداة و سب لسائر الائمة الذين لا يعتقدون بإمامتهم طاهرون، و أما مع ظهور ذلك منهم فهم مثل سائر النواصب) انتهى.المرجع السيد عبد الاعلى الموسوي السبزواري/جامع الاحكام، طبعة بيروت: ( الكافر: من انتحل ديناً غير الاسلام و جحد ما يُعلم انه ضروري من الدين الاسلامي بحيث رجع الى انكار الالوهية أو الرسالة او انكار المعاد بلا فرق في ذلك بين المرتد والكافر الاصلي والذمي والخوارج والغلاة والنواصب) انتهى.المرجع الكلبايكاني/مختصر الاحكام، طبعة قم : (ناصب العداوة لأحد من المعصومين الاربعة عشر عليهم السلام أو الساب له نجس وان اظهر الاسلام، ولا اشكال في كفر الغلاة ونجاستهم و هم المعتقدون بألوهية أمير المؤمنين وكذا الخوارج والنواصب ) انتهى.كذلك العلماء والمراجع:نعمة الله الجزائري- الانوار النعمانية، طبعة بيروتالسيد علي السيستاني- المسائل المنتخبة، طبعة الكويت.الميرزا حسن الحائري- احكام الشيعة، طبعة الكويت.الميرزا جواد التبريزي- المسائل المنتخبة، طبعة الكويت.الميرزا علي الغروي- موجز الفتاوى، طبعة بيروتوغيرهم كثير، جميعهم يفتي بـ : [ الكافر نجس ومنه الناصب ].

اين تضع هذه الفتاوى والاحكام الشيعية قبال فتاوى تكفيركم للشيعة ومطالبتكم بذبحهم وطمس هويتهم تحت ذريعة دفاعكم عن الاسلام وبنصوص جاءت بها جماجم مشبوهة كجمجمة بن عبد الوهاب؟؟ لا اظن بوجود من يخالفنا بان الفكر التكفيري الحاقد على كل ذي قيمة، كان وراء تفجير المرقدين الطاهرين في سامراء، و نجزم انه تم بأدوات نفاقية- في طريقها الى الانقراض- لم تجد بداً من بقائها الا بمثل هذه الشنيعة. وفيما لا يصح التغافل عن شدة العداء والنصب الذي تصرح به رموز التكفير في المنطقة ضد مدرسة الائمة عليهم السلام وضد اتباعهم، وهو ديدن امتاز به بجدارة من لم يمتلك ( لا في السابق ولا في الآن) أدنى مقومات الثبات الطبيعي، ومن لم يتبن استخدام الفكر بصورته الفطرية السليمة. وبجملة: انه ديدن ودين من استحوذ عليه منطق الجهل والخرافة والتسطح .... فتلك هي الفتاوى العمياء طالعتنا مذْ ان أنبتت الماسونية و الصهيونية عدو الاسلام في قلب ساحتنا الاسلامية وحتى اليوم، كلها فتاوى تنصب لظىً و تتسارع نقمة على المسلمين، تدعمها حماقات المؤسسة الرسمية في بعض مراكز القوى العربية بصورة و اخرى..

مصطفى كامل الكاظمي- مايس 2009للمقارنة، انظر مقالة الشيخ راغب السرجيني ورابطها الالكتروني:http://www.islamstory.com/article.php?id=5696&gclid=CK_yob2Z0poCFQIPewodgknkEQ