المقالات

أقمار متلألئة في سماء شعبان

2711 21:46:00 2006-08-28

( بقلم : جعفر عبد العزيز الصفار - تاروت )

أجمل وأسمى آيات التهاني والتبريكات لصاحب العصر والزمان «عجّلَ الله فرجه الشريف» ولعلمائنا الأعلام ولكل الموالين الكرام بهذه المناسبة السعيدة.. ولادة الإمام الحسين والعباس والإمام السجاد لم يكن في سماء هذه الليالي قمر واحد بل كان هناك ثلاثة.. فلا عجب أن تنير السماء وتزدهر وفيها كل تلك الأقمار... نعم ثلاثة أقمار أنارت في مثل الليالي الهاشمية المباركة «قمر الحسين، وقمر العباس، وقمر السجاد ».هَـا ليـوم أنـبـارك للعـتـرة وِالْ طه أو حيدر وِالزهرةأبارك لكم نفحات الطهر المقدسة.... مولد الإمام الحسين وزين العابدين والعباس عمت الأفراح.. وكثرة الأصوات... وازدانت الدنيا بالأنوار... وانتشرت الأطيار مغردةً بين أغصان الأشجار...ناشرة التهاني والتبريكات بين جميع الأنس والجان... نتقدم بأحر التهاني للجميع بمولد أبطال كربلاء.. الحسين في عيون عشاقه.. يا حسين الدين والفكر والعقيدة.. يا حسين ألطف والإباء والشهادة..يا حسين النفوس لما تعشق فيك الفداء والثورة.. يا حسين التاريخ لما يعبق صفحاتك بأريجه خلوداً وكرامة..يا حسين الذكرى وفي ذكراك عينان... واحدة تدمع فرحاً للثالث من شعبان.. وأخرى تفيض حزناً حيث عاشوراء الإيمان.. حيث تجلّى التحدي الإلهي لكل صور الطغيان..يا حسين القلوب إليك ضمئى.. يا حسين هل من نظرة لعشاقك الثكلى.. «الحسين».. اسم اختاره الله تعالى له.. فهبط الأمين جبرائيل يحمل أمر ربّه عز وجلّ أن يُسمّى الوليد الثاني لأمير المؤمنين عليّ بن ابي طالب، وسيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء وعلى أبنائها الطاهرين بهذا الاسم المبارك... وكان الله عز ّوجلّ قد حَجَب هذا الاسم عن العرب مِن قَبلُ وادَّخَره لسِبط حبيبه ...وقد ورد اسم الإمام الحسين في التوراة بلفظ «شبر»، وفي الإنجيل بلفظ «طاب». نسبه الشريف..• للإمام الحسين نسب لا يُضاهى ولا يُفاضَل.. فالجدّ أشرف الأنبياء والمرسلين محمّد المصطفى الصادق الأمين ..• والأب سيّد الخلق بعد النبيّ وسيّد الوصيين، أمير المؤمنين عليّ ..• والأُمّ سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخِرين، وسيّدة نساء أهل الجنّة، فاطمة بنت حبيب إله العالمين ..• أمّا جدّته لاُمّه فهي أم المؤمنين خديجة خير نساء النبيّ ، الطاهرة الحنيفيّة، من خير نساء العالم الأربع..• وجدّته لأبيه هي فاطمة بنت أسَد زوجة شيخ الأباطح أبي طالب، وأُم الوصيّ المرتضى عليّ بن أبي طالب، ومَن خَصَّها الرسول الأكرم بمراسم دفن خاصّة، صَبَّ عليها من لطفه وعنايته فيها. مولده الطاهر ..أنت الحسينُ ودون مجدك في العلا مـجـد المسـيـح ودونَ امــك مـريـمفلـقـد ولـــدت مـطـهـراً فـــي بـــردةٍ مــن طـهـر فاطـمـة تـحـاك وتُلـحـمولـقـد قُتـلـت بمـصـرع يسـمـو بـــه مجـد الممـات علـى الحيـاة ويعظـميــا مـولـد الأنـــوار مـهــدك للهدى أفـــقٌ تـمــوج بصفحـتـيـه الأنــجــممثـلـت شـخـصـك صـــورة قـدسـيـة فـي القلـب يطبعهـا الـولاء فتـرسـموجـلـوت طلعتـهـا وأنـــت خـواطــر في مهدها برؤى الامامة تحلـم(1)في عشيّة الخميس ليلة الجمعة.. الثالث من شعبان الخير.. في السنة الرابعة من الهجرة النبويّة المباركة تتجلى للأمم الإسلامية كافة الألطاف الإلهية، لتبرز إلى عالم الوجود نوراً من الأنوار الربانية.. شمساً ساطعة من شموسها.. لتكون دليلاً على الصراط، وحجة بالغة على العباد بها يقوم الدين و بها يحفظ و بها تكمل أركانه ذلك النور هو نور الإمام الحسين .. وُلد الإمام الحسين .. فكان رسول الله في استقباله والسرور يغمره، وقد عمّت البشرى سماواتِ الله تعالى وأرضيه.. ورد عن الرسول أنه قال «حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً حسين سبط من الأسباط»هو الحسين واسمه النور الذي في بصري هـو الحسيـن نبضـةٌ تجـلـو ســواد الأبـهـرِسبط النبي المصطفى المختار خيـر البشـرِ وابن البتـول فاطـم الزهـراء.. شبـل حيـدرِإذا كان للتاريخ أن يقف وقفة إجلال أمام أروع أمثولة للشموخ... وإذا كان للدنيا أن تكبر لأروع تضحية سجلها تاريخ الفداء... وإذا كان للإنسانية أن تنحني في خشوع أمام أروع أمثولة للبطولة... فشموخ الحسين وتضحية الحسين... وبطولة الحسين... أروع أمثلة شهدها تاريخ الشموخ والتضحيات والبطولات... العراق الجريح.. وهنا إذ نتعرض لمقام الإمام الحسين .. ومقام محبيه وشيعته.. نرفع آهاتنا وصيحاتنا حزناً وحسرة على ما يجري ضد المواطنين العزل في العراق الجريح تحت شعار الطائفية البغيضة.. وتارة أخرى تحت شعارات شيطانية أخرى.. فتهتك بذلك الأعراض ويقتل المواطنون العزل بأبشع صور القتل الجماعي.. والذي لا يفرق بين الكبير والصغير، ولا بين الرجل والمرأة.. و يسلب نتيجة لذلك الأمن وتهدم الدور وتدمر كل الوسائل الأساسية لحياة الإنسان كالماء والكهرباء والمستشفيات وغيرها..فأين المواقف الإسلامية الأصيلة؟ وأين المسؤوليات الإسلامية؟ ولإنسانية الملقاة على عاتق علماء الدين وغيرهم... أين المسؤوليات الشريفة للإعلام العربي والإسلامي؟ أين المسؤولية الملقاة على مثقفينا اتجاه هذه الجرائم البشعة ضد الشعب المسلم المسالم؟! يا ترى هل يقبل العالم الإسلامي بهذه الجرائم لو صدرت في حقه وفي حق عياله؟ وهل نرضى أن يقف الشعب العراقي موقف المتفرج لو صدرت هذه الجرائم في حق أي شعب آخر؟! ألم يقف الشعب العراقي سنة وشيعة مع قضايا المسلمين عموماً.. وبالأخص ما يجري في لبنان وأفغانستان و فلسطين... وغيرها، أما أن الموازين أصبحت مختلة.. والإنسانية أصبحت مصادرة.. وأصبحت الأمة الإسلامية أمة متفككة ميتة.. لا تشعر بما يجري حولها!!يا للعار والخزي لكل القوى التي لا تحرك ساكناً لما يصب على الشعب العراقي المسلم من البلاء والويلات، ولما يستهدفها من مؤامرات تنفذ بأيدي حاقدين بعثيين وغيرهم من الجهلة المغرر بهم.. وما هذه الحوادث إلى دليل على جبن هؤلاء..إننا إذ نرفع أيدينا إلى الله تعالى بالدعاء للشهداء بالمنزلة العالية وللجرحى بالشفاء التام والعاجل لنشيد بإباء هذا الشعب وشجاعته وصبره، وندعو الله أن يجعل تدمير أعدائه في تدبيرهم وأن يرد كيدهم في نحورهم وإن الله لهم بالمرصاد، فقد توالت مكائدهم وفاحت روائحهم الكريهة ولكن الله غالب على أمره..قمر ثانٍ شع في سماءنا..قمر بني هاشم العباس بن علي .. عَبَّاسُ يا صَوتَ البطولَةِ والصَدَى ولِـواً يـرِفُّ علـى طلائِعِـهِ المَـدىمـاذا نُنَظِّـمُ فـي عُـلاكَ وقـد غـدتْ أقصى المدائِحِ في عوالِمِـكَ أبتِـداعـبَّـاسُ عَـلَّـمْـتَ البـطـولَـةَ أنَّـهــا مهما أتاحَتْ للصـوارِمِ أكبُـدا (2)كان أوّل مولود للسيّدة الجليلة أمّ البنين وقد ازدهرت يثرب، وأشرقت الدنيا بولادته ، وسرت موجات من الفرح والسرور بين أفراد الأسرة العلوية، فقد ولد قمرهم المشرق الذي أضاء سماء الدنيا بفضائله ومآثره، وأضاف إلى الهاشميين مجداً خالداً وذكراً ندياً عاطراً، ففي اليوم الرابع من شهر شعبان سنة (26 هـ) ولد قمر بني هاشم.. إنّ عنوانَ العبّاس بن علي عند عموم الناس عنوانُ الإيمان والبطولة والكرامة ونفاذ البصيرة والوفاء والإيثار ، ولكن أجلّ ما يميزه أيضاً : العلم الغزير والفضل الكبير ، اللذان عبّر عنهما الإمام الصادق برائع القول : « لعن الله اُمّةً استحلّت منك المحارم وانتهكت بقتلك حرمة الإسلام » فحرمة الإسلام لا تنتهك بقتل الشجاع بل بقتل العالِم.سلام الله وسلام ملائكته المقرّبين وأنبيائه المرسلين وعباده الصالحين وجميع الشهداء والصدّيقين والزاكيات الطيّبات فيما تغتدي وتروح عليك يا ابن أمير المؤمنين...اشتهر أنه ما قصده مكروبٌ أو مهموم إلاّ فرّج الله آلامه وأحزانه.. وما استجار أحد بضريحه المقدّس إلاّ قُضيت حوائجه.. ورجع إلى أهله مثلوج القلب مستريح الفكر مما ألمّ به من طوارق الزمن وفجائع الأيام..يا كاشف الكرب عن وجهِ الْحُسَينِ، اكشفْ كربي بحقِّ أخيك الْحُسَينِ .. اللهم بحق باب الحوائج ابي الفضل العباس فرج عن المؤمنين والمؤمنات في هذه الليلة ولا سيما أهل العراق.. العباس على لسان الإمام السجاد : قال الإمام السجاد : «رحم الله عمّي العباس، فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه، حتى قطعت يداه، فأبدله الله بجناحين، يطير بهما مع الملائكة في الجنّة، كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وان للعبّاس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة..» القمر الثالث من أقمار شعبان..الامام زين العابدين .. هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيـت يعرفـه والحـل والـحـرمولد اليوم الخمس من شهر شعبان سنة (38) هـ اسمه «علي»، ومن أشهر ألقابه «زين العابدين السجاد».. عن ابن عبّاس من قوله: إنّ رسول الله قال : إذا كان يومُ القيامةِ ينادي مُنادٍ: أين زَينُ العابدين؟ فكأني أنظر إلى وَلَدي عليِّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب يَخطر بين الصفوف... ومن هذا المقام نتقدم بأعذب التهاني وأرقها ونبارك لصاحب العصر والزمان الإمام المهدي ولسكان السماوات والأرضيين والملائكة والأنبياء والأئمة أجمعين هذا المولد الطاهر وللعلماء الأعلام والمراجع العظام..وإلى جميع المؤمنين والمؤمنات شيعة أمير المؤمنين عامة ولكم أيها القراء الكرام خاصة.. فسلام وتحيات وصلاة على العترة الطاهرة، ثبتنا الله وإياكم الله على حب الآل.. وجعلنا من أنصار الإمام العدل المنتظر «عجل الله فرجه»..نسألكم الدعاء في هذه الأيام المباركة.. وكل عام وانتم بألف خير.[1] الشيخ عبد المنعم الفرطوسي.[2] الأستاذ معتوق المعتوق.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك