الزهراء قضية محورية في تاريخ الاسلام

بقلم : سامي جواد كاظم

ونحن نعيش ذكرى ولادتها العطرة نستذكر حياتها وما مرت بها من محطات يحاول البعض الغائها والبعض الاخر التقليل من اهميتها .والمحطة الاهم من حياة الزهراء عليها السلام هي حادثة الدار ولنعالج هذه الحادثة من جهات اخرى .لا يمكن لخبراء كتابة التاريخ وعلى مر الازمان والعصور ان يخفوا او يزيفوا جوانب مهمة من حياة الرسول صلى الله عليه واله وسلم وهو يوصي باهل بيته وابن عمه .في سورة الشعراء المكية وفي الاية ( وانذر عشيرتك ) وقصتها مشهورة وراجعوها من تفاسير السلفية وابن كثير دون الشيعية سترون عبارة رسول الله لعلي عليهما السلام ( انت وصي ووريثي والخليفة من بعدي فاسمعوا له واطيعوه ) وتتوالى الاحداث بخصوص الولاية وتاتي الاية الكريمة ( قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى ) وعندما سال رسول الله صلى الله عليه واله من هم اجاب انها فاطمة وبعلها وبنوها .ويقول رسول الله خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، ويمر يوميا على دار فاطمة وينادي الصلاة يا اهل بيت النبوة لكي يوضح من هم المقصود بهم في الاية الكريمة انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا ، وفي غدير خم نادى صلى الله عليه واله باعلى صوته من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، وانما وليكم من بعدي علي ، وغيرها الكثير من النصوص الدالة على ولاية علي عليه السلام من بعده .هذه التوصيات يتم ترجمتها الحقيقية على ارض الواقع بعد وفاة رسول الله حيث ان الالتزام بها هو تنفيذ معناها ومعناها يتم تنفيذه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله ، والان كيف تم ترجمة هذه الاقوال على ارض الواقع ؟مسالة غضب فاطمة على بعض الصحابة امر اقر به حتى البخاري ولا نريد الخوض فيه ولكن سبب الغضب لماذا ؟ الغضب هو الترجمة الحية لكيفية تنفيذ ما قاله رسول الله من احاديث يوصي بها امته ، واحاديث رسول الله هي بامر الله عز وجل حيث البعض نص قراني والبعض نص محمدي الذي لا ينطق عن الهوى .وياتي حديث رسول الله صلى الله عليه واله بحق فاطمة يا فاطمة ان الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ، عزيزي حبيبي اخي تامل جيدا في كون غضب فاطمة غضب الله بعينه وهذا ليس نابع من فراغ وذلك لان غضب فاطمة جاء بسبب الوصاية الالهية في حق علي عليه السلام اذن لاجل الله غضبت فمن الطبيعي غضبها يكون هو غضب الله بعينه .في هذا المجال بحث عميق جدا في هذه الرواية حيث انها مطلقة من رسول الله بحق ابنته ان غضبها هو غضب الله عز وجل وبما ان فاطمة الزهراء عليها السلام مجموعة غرائز ومشاعر ومع اطلاق الصفة من رسول الله اذن غرائزها ومشاعرها خلقت بامر الله وطاعة لله بدليل اطلاق الصفة بالعموم على غضبها .بالمناسبة فاتني ان اذكر مصدر حديث الغضب مستدرك الحاكم : 3 / 154 ، و مجمع الزوائد : 9 / 203 ، و قد استدرك الحاكم في كتابه الأحاديث الصحيحة حسب شروط البخاري و مسلم و لكن لم يخرجاه ، و على ذلك فهذا الحديث صحيح عند الشيخين و هو متفق عليه اما البخاري فقد ذكر في صحيحه 4 / 42 ، دار الفكر غضبت فاطمة بنت رسول اللّه فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت ، ولما علم البخاري بما يترتب على غضب فاطمة استخدم كلمة ( واجدة ) على الخليفتين حتى توفيت في حديث اخر.قضية احراق الدار قضية محورية في تاريخ الاسلام حيث لولاها لامكن تفسير احاديث رسول الله بغير معناها ومهما حاول المتخبطون تدليس حادثة الدار فانهم يفشلون في ذلك حيث ان مصادرهم ذكرت الحادثة قبل مصادر الشيعة وهذا بعض من مصادرهم يقول البلاذري ـ بعد ذكره لحادثة السقيفة المريرة ـ : إنّ أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة ، فلم يبايع ، فجاء عمر و معه فتيلة ، فتلقته فاطمة على الباب ، فقالت فاطمة : يا ابن الخطاب أتراك محرقاً عليَّ بابي ؟ قال : نعم ، و ذلك أقوى فيما جاء به أبوك .رَوى محمد بن جرير الطبري قائلاً : أتى عمر بن الخطاب ، منزل علي و فيه طلحة و الزبير و رجال من المهاجرين فقال : واللّه لأحرقنّ عليكم أو لتخرجنّ إلى البيعة فخرج عليه الزبير ، مصلتاً بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوهنقل صاحب كتاب " الوافي بالوفيات " عن النظام المعتزلي قال : إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتّى ألقت المحسن في بطنها .العجيب في تبريرات احد الناكرين لهذه الحادثة يقول صحيح ان الخليفة الثاني جاء بقبس من نار ولكنه لم يحرق الدار اقول له اخي هل كنت انت معه ؟ ومن ثم ماذا يفعل بقبس من نار ومعه الحطب ؟ حافظ ابراهيم الشاعر المصري يجيبكم .ابو حنيفة عندما راى الامام الصادق عليه السلام وبيد عصا رسول الله اخذ يقبل العصا ويتبرك بها ، انها عصا رسول الله يقبلونها فكيف ببضعته قتلوها بعد ايام من وفات ابيها .