المقالات

هل سيتجه نجاد لاختيار "الموسوي" وزيرا للخارجية ؟

1179 12:28:00 2009-06-15

اسعد راشد

من الصعب التكهن بمثل هذ التحول في موقف نجاد الرئيس المنتخب شعبيا بنسبة اكثر من 62% من الاصوات في مقابل ما يقارب من 34% لخصمه السيد الموسوي ‘ الدكتور نجاد في خطاب له بعد فوزه دعى الى التعاون والتنسيق والعمل المشترك لمواجه الازمة الاقتصادية والفساد المستشري في البلاد ولم يستبعد ايضا اقامة حكومة "وحدة وطنية" وهذا يعني ان كل شيئ متوقع في ظل تصاعد الغضب الشعبي من الجانب الاخر الذي هزم في معركة انتخابية لن تشهد ايران مثيلا لها منذ سنوات طويلة وهذا يعني ان خيار الدكتور محمود نجاد لضم موسوي وجبهة الاصلاح الى تشكيلة حكومته القادمة امر قائما ومطروحا وهي خطوة لو حدثت تحسب لصالح نجاد وفي نفس الوقت قد تنزع فتيل ازمة وفتنة تسعى لها الجهات الاقليمية وخاصة اسرائيل التي ترى في اعادة نجاد تحديا لنفوذها في المنطقة وضربة لكل ما بناه من امال وسياسات لجر المنطقة الى حضيرتها الفاسدة والموبوءة والتي غدت اليوم غير مقبولة حتى من قبل حلفاءها في الغرب وامريكا .

في الحقيقة ان انفتاح نجاد على الموسوي سوف يوفر الكثير لحكومة الجمهورية الاسلامية ويعفيها بعض المشاكل والمضاعفات التي قد تترتب عليها في حال اقصاء الطرف الاخر والتنكيل به وهذا الامر بالطبع ليس من البدع بل يعتبر حالة صحية وحضارية وقد حرض عليها الشرع وقيم السماء قبل قيم الارض خاصة اذا كان الطرف الاخر يجمعه معك قاسم مشترك في كثير من الامور وقد يختلف معك في الجزئيات ‘ نحن نعلم ان السيد الموسوي احد ابناء الثورة الاسلامية وقد قاد حكومة الحرب ضد نظام عفلق اللعين لمدة 8 سنوات تقريبا وواجه سياسة الحصار التي فرضت على الجمهورية بثقة عالية فهو وفي اعتقاد الكثير من الرعيل الاول للثورة ليس خصما ولا عدوا للنظام ولا انه يريد اسقاطه ولا تغييره بل هدفه هو تقديم رؤية قد يختلف نجاد معه في بعض جزئياتها و في المحصلة هي ان الجميع يريد الخير والمجد والعزة والكرامة لشعب ايران .

المراقبون يعتبرون ان اي خطوة من قبل نجاد لاختيار الموسوي وزيرا للخارجية واشراكه هو وبعض من جبهته الاصلااحية في حكومة وحدة وطنية سوف تكون بمثابة "ضربة معلم" تفوت الفرصة على اعداء الجمهورية والمتربصين لها بالسوء خاصة من قبل بعض الجهات الاقليمية كاسرائيل ومملكة الوهابيين وجنود الشيطان الارهابيين كما انها سوف تنزع فتيل الازمة وتزيل غيوم الخصام وتقرب النفوس وتضع الجمهورية على سكة الامان وهذا بالطبع سوف تمنح قوة اكثر لنجاد وحكومته في المضي في مشروعها العلمي والتكنولوجي وحتى العسكري وتقديم الحلول الاكثر نجاعة لمشاكل البلاد الاقتصادية .

والواضح ان هناك اطراف اقليمية وحتى دولية تمولها الاستخبارات الاسرائيلية وبعض الاعراب لتأجيج الفتنة في ايران ولدك الاسفين بين ابناء الثورة حيث الرهان القائم بعد فوز الدكتور نجاد هو دفع انصار السيد الموسوي والشارع الموالي له الى الصدام مع اصل النظام وهو بالطبع ما رفضه الموسوي وهو يدرك مدى خطورة ذلك ليس فقط على النظام الاسلامي بل كل ابناء الثورة الاسلامية سواء كانوا "اصلاحيون" او "محافظون" لان الهدف هو ليس فقط هذا الطرف او ذاك بل الهدف هو ايجاد تصدع عميق بين ابناء الثورة يودي لان يأكل بعضهم بعضا تمهيدا لتدخل خارجي يفضي لنتائج خطيرة تضع ايران في خانة الدول غيرالمستقرة شبيهة بباكستان وافغانستان وحتى الصومال ‘ وقراءة بسيطة فقط لتوجه الاعلام الاعرابي وخاصة الموالي للنظام السعودي وما ينشره من دعايات وصور سلبية عن الوضع في ايران تكفي لمعرفة حجم المؤامرة ومدى وسعة الاجندة التي تسعى الدوائر الاقليمية والمخابراتية تنفيذها لايجاد تصدع كبير في الجبهة الداخلية وهذه المرة بين ابناء الثورة والمخلصين من ابناءها محافظين كانوا ام اصلاحيين ‘ ونعتقد ان ما تسرب عن لقاء جمع يوم امس بين قائد الجمهورية الاسلامية الامام الخامنئي والسيد الموسوي قد يبشر بوميض عال من النور لاخراج الوضع من فتنة يسعى لها الاعراب والاسرائيليون .

ويخطأ البعض في ان سياسة الاقصاء والتهميش للاخر سوف تؤدي الى حل او انقاذ للوضع بل ان مثل تلك السياسة هي بالتحديد ما تسعى لها القوى الشريرة والمعادية للجمهورية خاصة قوى تحالف الشر الاسرائيلية والوهابية السلفية ودوائر استخباراتية عربية تمولها من اجل اهداف خبيثة .

ان رهان ال سعود وحكومة نتنياهوا هو اليوم ليس على الموسوي ولا على سياسة نجاد بل على ايجاد انقسام وفتنة داخل ايران و تقويضها من العمق ولا اعتقد ان المسؤولين واصحاب القرار في ايران غير مدركين لمثل هذا الرهان ‘ ان التشكيك في نتائج الانتخابات من قبل الاعلام الاقليمي وبعض السائرين والمتأثرين بغوائل الفتن الاسرائيلية الهدف ليس كما قلنا نجاد ولا الموسوي بل هي خطة مدروسة لشق الصف الداخلي وضرب ابناء الثورة بعضهم ببعض ‘ ومن هنا ايضا يجب القبول بان "اختلاف " سنة الحياة "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت السماوات والارض" وهذا يعني ان الله عز شانه عالما بان التباين والاختلاف طريق للبناء والاكتمال والحفاظ على وحدة الحياة وليس عكسها ‘ ونامل وكما جاء في خطاب نجاد بعد فوزه ان يقوم بخطوة ذكية وسريعة في اتجاه احتواء الاخر المنافس له وبذلك يجهض مؤامرة الاعداء ويوجه ضربة قاصمة اخرى لمشاريع الفتن والتخريب والارهاب الاسرائيلية والوهابية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك