المقالات

الفوز في طهران يجهض نشوة الانتصار في بيروت !

1190 14:02:00 2009-06-15

اسعد راشد

قوى الارهاب العالمية وخلفها الرجعية العربية والوهابية الظلامية تهيات بعد فوز حلفاءها في بيروت لتصدير "ثورتها" الى دول اخرى تحسب وفقا للتصنيف الاسرائيلي بـ"محور الشر" ولم تمر ايام وفي اقل من اسبوع وهي في اوج نشوة الانتصار الذي حققته على المعارضة اللبنانية فاذا بالضربة القاضية تأتي من طهران لتجهض كل تلك الاجواء الاحتفالية التي اقامتها قوى الظلام والرجعية ومعها جماعات السلف التي رات في مشروع 14 اذار مظلة لها لتمرير اجندتها على شعوب المنطقة .

فقد احتفلت كل تلك القوى الشريرة وابواقها واقلامها وكافة جيوشها الاعلامية بانتصار "قوى 14 اذار" حتى ان بعض المراقبين لم يفرقوا بين تلك الحالة الترحيبية التي عمت صحافة الاسرائيليين وبين "شقيقاتها" العربية التي وصفت فشل المعارضة اللبنانية في الانتخابات النيابية بـ"الانكسار" !.. فقد وصفت صحيفة "هارتس " الاسرائيلية فوز الموالاة "هزيمة لحزب الله في لبنان" فيما اعتبرت "اسرئيل اليوم" ذلك الفوز بـ"ضربة لحزب الله" وقد وافقتها في هذه "النشوة" صحيفة الشرق الاوسط السعودية تحت عنوان "انكسروا وانتصر لبنان"!! فلا عجب بعد ذلك اذا تلاقت الاجندة وتوافق خطاب الاطراف العربية المختلفة منها المعتدلة ومنها الارهابية ومنها الظلامية الوهابية مع خطاب الاسرائيليين وقادتهم الاشرار ‘ فهذا موقع "المسلم" الوهابي الذي يشرف عليه ذلك الظلامي المتطرف والنازي السعودي "سليمان ناصر العمر" يتحدث عن تلك الانتخابات بلغة قريبة جدا للغة الاسرائيليين حيث قال "ان الرياح اتت بما لا تشتهي السفن الايرانية وبحاراتها في العالم العربي"!! واضاف هذا الموقع الارهابي السلفي "لقد انهزم فريق 8 اذار وتراجعت حظوظه السياسية الرقمية.."!

الايرانيون اعطوا صوتهم بكل شفافية وديمقراطية راقية في الانتخابات الرئاسية وادلوا باصواتهم لصالح ذلك الرئيس الذي يرون فيه تجسيدا لقيمهم وحضارتهم ودينهم وعقيدتهم ولم نرى او نسمع في تلك الانتخابات ما سمعناه ولمسناه في لبنان من دور للمال السياسي وشراء الاصوات ونقل العشرات الالاف على حساب الوهابيين واموال النفط المسروقة من دول المهجر في الغرب والشرق الى لبنان مع حجوزات فنادق وباصات سياحية وتذاكر عودة لتامين الاصوات التي ترجح كفة الموالين لال سعود والوهابيين في الدورة النيابية اللبنانية والتي اتت بالعصابات والقتلة وومجموعة من المغرمين بالاسرائيليين ومكائدهم وادواتهم وجواسيسهم وحتى دورهم في دعم الارهاب والتفجيرات والاغتيالات ليس فقط في لبنان بل حتى كثير من البلدان منها العراق وايران وافغانستان وباكستان وبالمناسبة فقد اشار عدد من القادة العسكريين الميدانيين في باكستان بدور اسرائيل في تسليح طالبان باكستان عبر المخابرات الهندية وبتنسيق معها لزعزعة امن البلاد ونشر الارهاب .

هنا لسنا بصدد الدفاع عن احمدي نجاد ولا السيد الموسوي ولا غيره من رؤساء ايران السابقين والحاليين ولا اللاحقين بل الموضوع هو تبيان حقيقة ان ايران بكل سلبياتها التي يتحدث عنها الاعلام العربي والاسرائيلي تبقى دولة مستقلة يلعب شعبها دورار كبيرا في ايصال القادة والرؤساء الى سدة الحكم ويساهم في صناعة الحدث بغض النظر عن كل ما يقال عن وجود سقف ديني او دستوري في تحديد نوع القادة الذين يتولون مقاليد السلطة ‘ هذه ارادة الشعب والشعب هو الذي اقر وقبل بذلك ‘ اما دول الاعراب فان "الملوك" و"الامراء" و"الرؤساء" هم الذين يختارون لشعوبهم "الدساتير" دون ان يكون لها رأي في ذلك بل هناك دول في المنطقة لم تكتب ليومنا هذا دستورا لها وتحرم حتى اجراء انتخابات نيابية فيها وحتى الانتخابات البلدية حلت بها لمرة واحدة كهبة من "المليك" ومن ثم تم نزعها من الناس لانها لا "تناسبهم" !

المهووسون بسياسة اسرائيل والمرجفون من الاعراب وحتى للاسف بعض الدول الحرة في العالم الحر كانوا قد تناغموا مع الخطاب الاسرائيلي واجندته وكذلك اجندة الارهاببيين الوهابيين في الدولة الوهابية فكان طموحهم هو جر المنطقة الى حضيرة الارهاب وقطاع الرؤوس وتسليمها على طبق من الذهب لمن صنعوا احداث الارهاب العالمية مثل احداث 11 سبتمبر وهجمات بالي ومدريد ولندن‘ ولا ندري لماذا هذا الغياب المتعمد للذاكرة الغربية وحتى الامريكية حول دور الوهابيين والسلفيين السعوديين والمخابرات السعودية في اعمال القتل والتفجير والارهاب والعنف في كثير من بلدان العالم فهل نسوا تلك الجرائم وغيرها ضد البشرية وهل هم لا يعلمون عن دور المال السعودي والخبث الاسرائيلي في تمويل الارهاب في العراق وباكستان وايصال السلاح للقاعد وطالبان ؟؟

الحقيقة نتيجة الانتخابات الايرانية جاءت لتقصم ظهر المرجفين في الاعلام العربي وتخرس السن الصغار المبتلين بالقماءة والطائفية كطارق الحميد وعبد الرحمن الراشد وغيرهم من المأججين لنار الفتن والتحريض على الكراهية ولتعيد التوازن واكثرمن توازن الى المعادلة التي افرزتها الانتخابات النيابية اللبنانية وتسلب الفرحة من افواههم وتعكر صفو نشوة الانتصار المزعوم في لبنان لحلفاءهم وهم اليوم على شفا من السقوط اكثر من اي يوم اخر ولخصومهم البقاء والاحترام والدور الاكبر ان كانوا يفقهون ‘ فالعالم على اطلاع تام بما يفعله عملاء الانظمة القمعية والوهابيين الارهابيين كما ان دور المخابرات العربية في تمويل اعمال التفجير والقتل والارهاب اصبح اليوم اكثر وضوحا خاصة وان اعلام العرب ودولهم قد تبنى علنا خطاب الارهاب في العراق بعد تعيين ذلك المجرم والفار من وجه العدالة حارث اصفر الضاري قائدا ومتحدثا باسم الارهابيين (المقاومة) وليس ايضا مصادفة ان ياتي هذا التعيين في ظل تصاعد العمليات الارهابية في العراق من تفجير واغتيال وقتل وتبني قنوات عربية لصور ما تسميه انجازات (المقاومة) العراقية والعبوات التي تطال العربات العسكرية بتوازي مع استهدافات المدنيين بجرائمهم الارهابية .

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك