د. احمد مبارك
لا اعرف كم من العراقيين سافر من مطار بغداد الدولي في رحلة داخلية او خارجية وربما من شاهد المحنة في مطار بغداد سيشاركني الرأي في ما ساكتب من مشاهدات خلال رحلتي القصيرة فقد سافرت قبل فترة وجيزة جدا في رحلة داخلية من مطار بغداد الى السليمانية ولعلها الاولى والاخيرة من جراء ما عانيته من هذه السفرة الموجعة والمؤلمة جدا فقد قيل لي ان طائرتي ستقلع بي الساعة الثامنة صباحا ولكن علي الحضور قبل هذا الحين فما كان مني الا ان استأجرت سياة من مطار العلاوي بمبلغ 100 الف دينار وهو الرقم الذي اتفق عليه كل سواقين الاجرة وكانت الساعة حينها الخامسة وما ان وصلت الى ساحة ( عباس ابن فرناس ) صاحب فكرة الطيران التي اودت به وكنت احاول الربط بين محاولة بن فرناس الفاشلة في الطيران وبين مطار بغداد الدولي فوجدت الفارقة ليس كبيرا فما ان وصلت الى الساحة حتى وقف السائق واشار الي بالنزول فسألت عن السبب فقال هذا المكان المسموح به فقط وان تقدمت مترا اخر فستم رمي بالرصاص واشارة الى لافته كتبت بالغتين العربية والانكليزية لا يسمح بالمرور الى للمخولين وهنا نزلت السيارة لاركب سيارة اخرى بمبلغ على ما اعتقد خمس وعشرون الف دينار لان هذه السيارات حصلت على تخويل مرور للمطار وكأننا ندخل ثكنة عسكرية وليس في هذا الامر غرابة مادمنا في وضع امني غير مسيطر عليه وما ان مشت السيارة مئة متر حتى لوح احد الحرس الواقف في كابينة على جانب الطريق لسائق باضهار باج المرور اضهر السائق باج المرور بتأفف ثم انزلنا من السيارة للتفتيش وما ان تم تفتيشنا حتى سرنا قليلا فوقفنا في نقطة تفتيش الخاصة حيث يمر كلب مدرب ليشمنا واحدا واحد وكأننا من نزلاء كونتانامو ثم سرنا حتى عبرنا اكثر من اربع محطات تفتيش وما ان دخنا صالة الاستقبال حتى وجدنا ان لا لوحة تعريف ولا من دليل يدلك على النافذة التي من خلالها تصل الى مبتغاك ، والمطار لاتتوفر فيه اي وسائل للراحةسوى بعض المقاعد التي لا تكفي للمسافرين وهنا بقيت واقفا حوالي اكثر من ساعتين حيث اعلن ان الطائرة التي تقلني الى السليمانية لن تقلع الا عند الساعة الواحدة ظهرا فما كاني مني الا ان ابحث عن زاوية على الارض لافترشها كي اريح ظهري الذي وبحكم سني لا يستطيع ان يحملني واقفا كل هذا الوقت وظللت ابحث علي ان اجد صديقا اقضي معه هذا الوقت الطويل واخيرا حصلت على رفيق سيسافر معي في الرحلة وظللت على هذا الحال حتى الساعة الثانية عشر حيث سمعت ان موعدي قد تاجل حتى الساعة الخامسة عصرا فقررت البحث عن مكان للصلاة فلم اجد الا مكان لا اعرف مدى حلية الصلاة فيه والجميع يعلم ان اخاهم مجبر لا بطل فاديت صلاتي تيمما لان المطار لايوجد فيه ماء للغسل وعليك ان تدفع للحصول على اي شيء وباسعار سياحية كما يقال ثم قررت ان اذهب لتناول وجبة سريعة تسد رمق ساعات الانتضار وتلهيني قليلا فوجدت مطعمان مطعم لا يستطيع من مثلي دخوله لانه وكما يقال فايف ستار رغم ان وزارة السياحة لو كانت مرت عليه لاعطته صفر ستار ومطعم اخر يشبه مطعم جاسم للفلافل في مدينة الشعلة لكنه وللامانة نظيف وتعزف فيه موسيى هادئة يطلق عليها منى مور او جاسبية مور لا اعلم ولا يوجد فه الا مجموعة من الاكلات التي تباع باضعاف 100 مرة عن سعرها الحقيقي خارج المطار وما كان من العبد الفقير الا ان يتناسى كل شيء وينفق وهو مغمض العينين ( يله خل نعيش ونصرف شويه ) بعدها اشترت قنينة ماء بسعر خيالي ورحت انتظر الساعة الخامسة حتى تاجل الموعد مرة اخرى وسط دعايات واشاعات بان الطيارة لن تقوم اليوم وظللت خوفا من ترك المطار فتذهب التذكرة التي قطعتها ب 100 الف دينار والانتظار في المطار في رحلة قد تطول وما ان حل الظلام حتى رايت مجاميع من الناس ينادون عليهم ( المسافرين الى عمان عليهم الذهاب للراحة وافتراش الارض فان طائرتهم لن تقلع الليلة ) وعلى المساقرين الى ايران ( عليهم الذهاب للبحث عن قطعة ارض يتمددون عليها حتى الصباح لان طائرتهم لن تغادر اليوم ايضا ) مع العلم ان المطار سيوفر لهم وجبة عشاء دسمة جدا ( سندويج همبركر او سندوج كص وباكيت عصير داليا مهدى لكم من شركة اسيا سيل او اثير للاتصالات )
اما الوسائد فعلى المسافرين ان يضعوا ايديهم على رؤوسهم لان المطار دافيء جدا في الصيف بارد جدا في الشتاء لتعطل اجهزة التكييف مع عبارة ( نأسف لتعطل اجهزة التكييف ) المهم كنت خائفا ان القى نفس مصير الاخوة المسافرين اصحاب الرحلات الخارجية مع تنامي الاشاعة القادمة من الاعداء والمعارضين داخل المطار بان الطائرة ان تاخرت حتى الساعة التاسعة فلن تقوم الرحلة لان الطيران الليلي متوقف في المطار المهم الساعة التاسعة جاء الفرج فقد اعلنت المكبرت الاشاعوية بان الطائرة وصلت وسنذهب الى صالة لمغادرة ولن اتحدث اكثر عما رؤأيته في صالة المغادرة لان موضوع الطائرة اهم ... وصلنا الى الطائرة من خلال الخرطوم (الخرطوم الموصل للطائرة وليس خرطوم السودان ) وفي المقال القادم ساكتب لكم ما حدث في الطائرة.
https://telegram.me/buratha