المقالات

ظاهرة التسول في العراق ,كيف نقضي عليها ؟

1560 18:31:00 2009-06-16

حامد جعفر

لو عرف الناس الحقيقة لما اعطوا فلسا لمتسول ابدا. والحقيقة هي ان الفقراء لا يتسولون .. روى الاصمعي انه رأى رجلا  يخرج من احد السجون يحمل على كتفه جرة , يبيع الماء للسجناء, قال الاصمعي: عجبت من ذلك وكان الرجل رث الملابس بائسا, فلما رأني اعجب من عمله مع سوء حاله انشد يقول:

لنقل الصخر من قلل الجبال ....... احب الي من منن الرجاليقول الناس كسب فيه عار ....... وكل العار في ذل السؤال

ولقد زرت بغداد قبل شهور قليلة وساقتني قدماي الى اسواق ابو دشير العامرة .وهكذا افعل كلما ازور العراق ان القي بنفسي في احضان المناطق الشعبية, لاني اعتبر سكنة الدور البسيطة خيرا من سكنة القصور الباذخة واهلها اهلي وحق علي ان اعينهم بقدر ما استطيع على حل مشاكلهم والدفاع عنهم ورفع صوت الامهم لمن لا يسمعهم من المسؤولين.

كان الطريق امام الدكاكين ضيقا لا يكاد يسع شخصين , وذلك لسببين , اولهما استحواذ اصحاب الدكاكين على حيز اكبر من الدكان نفسه باتجاه الشارع العام, وذلك لكثرة بضائعهم .والسبب الثاني الجدران الكونكريتية التي وضعت على حافة الرصيف لدواع امنية, وعلى الماشي في هذه الاسواق تحمل مشقة الزحام.

وبينما كنت اشق طريقي بين اكداس البشر , اقلب طرفي هنا وهناك, اذا بي ارى مجدية ضخمة الجسد تغطي وجهها ببوشية سوداء , تجلس على شئ كالكرسي بين الباعة وتتكئ على الجدار الكونكريتي , وتمد كفها الضخمة القوية الى المارة تستجدي النقود وتدعو بجاه ام البنين. وعندما مررت من امامها تجاهلتها شأن الاخرين , واذا بها زيادة في الالحاح تضرب ساقي بكفها الغليظة ضربة كادت تسقطني ارضا , فغضبت من هول المفاجأة وصحت بها باني لا يهمني دعاءها ... واذا بقريبي الذي كان يصاحبني يشير لي ان اسكت وقال لي فيما بعد ان علي ان احمد ربي لان الناس هنا صدريون متعصبون ولو سمعوك تسفه دعاء المجدية لتكالبوا عليك ومزقوك اربا اربا. غير اني لم ار على وجوه الباعة البسطاء وجمهرة الناس الا الطيبة والسماحة والترحاب ولذلك لم اصدق ما قيل لي..

بعد يومين من ذلك هاجمت الشرطة جماعة المتسولين قرب ساحة عدن في الكاظمية وكان احدهم يلف راسه بكوفية بالية يجلس وبجانبه عصا يجعلها تحت ابطه عندما يقف او يسير للدلالة على انه نصف مشلول ويبدو من منظره كانه عجوز على عتبة الفناء وكان الناس يعطفون عليه اكثر من غيره لما يظهره من بؤس وضعف ويلقون ما تجود به انفسهم من نقود في كفه المرتجفة, يريدون وجه الله تعالى.

يروي شاهد عيان ممن كان يتصدق عليه كثيرا فيقول : عندما هاجمت الشرطة المتسولين لالقاء القبض عليهم , اذا بهذا المجدي يلقي بعصاه بعيدا وبكوفيته ارضا ويقفز كالغزال عندما يطارده السبع, فارا من الشرطة . واذا به شاب قد لا يتجاوز عمره العشرين عاما !! قال الراوي : ذهلت من هول المشهد ولمت نفسي على ضياع نقودي التي نفحت بها هذا الدجال..

ونحن نرى حلا باتجاهين لهذه المشكلة الاجتماعية الكريهة, اولاهما ان يقوم الاعلام المرئي والمقروء بتثقيف الناس وتعريفهم بحقيقة هؤلاء المحتالين وان التصدق عليهم ضياع للمال لا يرضى عنه الله. والثاني القاء القبض على كل متسول مهما كان اسلوبه في التسول ومحاكمته والقائه في السجن لا ان يطلق سراحه. وبهذا ستختفي هذه الظاهرة القبيحة من مجتمعنا وتعود شوارع العراق نظيفة من هؤلاء الدجالين.

حامد جعفرصوت الحرية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي الياسري
2009-06-20
الكريم بسبب معايشتنا للواقع المرير الذي يعيشه الناس00 فالتسول في اكثر الاحيان اصبح مهنة تفنن بها اصحاب النفوس المريضة00 فهناك اشخاص يعملون كمقاولين مستغلين الفقراء للتسول 00 كأن يقوموا يأسكانهم بعد محاسبتهم يوميا على ماحصلوا علية يوميا000 وهناك ناس اتخذوا من هذه المهنة المشينة عملا مريحا لهم مستغلين عواطف الناس بأن ينادوا الناس بالعترة الطاهرة000 وفي كل الاحوال تفنن البعض بالكثير من الفنون الشيطانية 00 ومنها استغلال الاطفال الرضع 00 ومن هنا لابد من وقفة جادة من الدولة في محاربة هذه الظاهرة
طائر الجنوب
2009-06-17
الاخ العزيز ابو حيدر الموسوي .. اتفق معك تماما من انه قد يضطر البعض منهم الى التسول بعد ان تغلق كل ابواب الدنيا والحياة بوجوههم ولكن الاترى ياعزيزي ان هذه ظاهرة غير حضارية ان تمتليء شوارعنا بالمتسولين والجياع والشبان الذين يبيعون اشياء تافهة بشء يشبه التسول المفنع .. فمن تعطي ومن تترك .. المسالة تحتاج الى حل جذري حل دولة المنح التي تعطى مساعدات للعراق هؤلاء اولى بها من لفط الساسة والمتخمين .. ثم التكافل الاجتماعي ,, يعني اي منطقة فيها فقير يجب على اهل المنطقة مساعدته ويكفوه ذل التسول
او حيدر الموسوي
2009-06-17
ماجاع فقير الا بما متع به الغني0الفقراء عيال الله ليس بالمطلق من يتسول هو حيال الكثير منهم اصحاب حاجه طحنتهم الدنيا طحن حتى القوا بمياه وجوهم ومدو اليد للذي يسوى والذي لايسوى واعرف الكثير منهم حتى منهم اولاد رسول الله ص لا الناس تعطف عليهم ولا الدولة تعطيهم ما يكفي اين يذهب من لايجد طعاما لعياله وهو يرى ابواب قد سدت في وجهه فهو اما شيخ واما عاطل واما مريض واما ارمله فتقوا الله يامتخوميين0
العراقي
2009-06-17
بارك الله فيك ياصاحب المقال، مع الاسف يعاني بلدنا من كثير من المشاكل الاجتماعية كالتسول وغيرها ومن الضروري العمل على حلها لان كما ذكرت اغلبهم محتالين، نتمنى ان تعمل الحكومة على التصدي لهذه الظاهرة السلبية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك