ميثم المبرقع
لا شك ان رحيل العظماء يشكل خسارة فادحة للجميع لا يعوضها عادة الا الرجال الكبار وتبقى الامم بحاجة الى قادتها الاستثنائيين لدهور طويلة وقد لا يعوضون بسهولة.وشخصية كبيرة مثل عزيز العراق الراحل الكبير السيد الحكيم لم يكن فقدانها خسارة ومصيبة للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي فحسب بل لكل العراقيين بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم.ولكن ميزة الراحل الكبير السيد الحكيم سعى الى تكريس اطار المؤسسة بالاتجاه الذي لا تنهار برحيل قادتها الكبار عبر اسس ومناهج وسياقات تجعلها ناهضة في مسارها وان رحل عنها قادتها المؤثرون.ولدينا تجربة قريبة تعزز هذه القناعة ففي ظروف رحيل اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم شهيد المحراب (قدس) الذي يمثل ثقلاً كبيراً وتجربة كبيرة وقائد وسياسي ومجتهد يحمل إرثاً ورصيداً علمياً وجهادياً لكن برحيله عوضنا الله بقائد خبير وعقل كبير استطاع ان يقود المسيرة باصعب ظروفها واعقد فصولها ونجح في فك الاحتقانات الطائفية والسيطرة على الاهتزازات والتوترات وقاد سفينة العملية السياسية الى جنب رفاق الدرب والمسيرة الى شاطىء الامان والاستقرار.فالسياقات في ادارة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وصنع القرار تتم عبر اليات وقنوات مؤسساتية يجعل الانفراد بالقرار امراً مستحيلاً فوجود الشورى المركزية للمجلس الاعلى تكون ضمانة اكيدة لانتخاب القائد دون ادنى جهد او قلق بل هناك حالة من التسالم والاجماع العفوي على ان القائد الذي يقود المسيرة شخصته المحنة والظروف وكان يدير المجلس الاعلى طيلة غياب عزيز العراق وفقيده اثناء فترة العلاج والنقاهة فليس لدينا ادنى قلق او خوف على استمرار المسيرة لاننا نعتقد ان كل اعضاء الشورى المركزية هم السيد الحكيم وبينهم من عاش قريباً من شهيد المحراب ومن فقيد العراق سنوات طوال وتربى في كنف هذه الاسرة ويمتلك قابليات استثنائية وقدرات كبيرة تؤهله لمسك زمام القيادة بجدارة عالية ويجمع بالاضافة الى تجربته الشخصية تجارب عمه شهيد المحراب وتجارب ابيه فقيد العراق.ليس ثمة كلام او نقاش في اختيار الاكثر تأهيلاً لقيادة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي تشير اليه قلوب العراقيين وتنبض بمبايعته ولكن النقاش والخلاف لو اشارت التحليلات الى غيره وهذا لم يخطر على بال احد من قيادات المجلس الاعلى فضلاً عن غيرهم من العراقيين.ال الحكيم ليسوا عشاق سلطة وهم لم يرثوا من العراق سوى الشهادة والموت والمقابر الجماعية ولذا فهم يزينون القيادة ويشرفونها وليس العكس وهم قد اعطوا للعراق ولم ياخذوا منه سوى الاكفان ومساحات من الارض لا تتجاوز فسحة القبر.
https://telegram.me/buratha