المقالات

الوصية ... المنهج

1099 16:39:00 2009-08-30

نوال السعيد

كل من يقرأ او يستمع لوصية فقيد العراق السيد عبد العزيز الحكيم لايسعه الا ان يتوقف عند مضامينها ومحتوياتها ويتأمل فيها طويلا، وهذا التوقف والتأمل يجعل المرء مذهولا ومشدوها مما يقرأ ويسمع. شخص مبتلى بواحد من اخطر الامراض واشدها فتكا، وهو يصارع ذلك المرض، ويعاني اشد المعاناة، وامله في البقاء على قيد الحياة ضئيلا جدا، وتراه لايفكر بنفسه، ويضع همومه والامه ومعاناته جانبا، ويفكر بهموم ومشاكل والام الناس، وبحاضر ومستقبل بلده.

لايشغله مرضه، ولا العلاج ، ولا ماذا قال الاطباء، ولا فيما اذا كان يعاني من الام المرض ام لا.. بل ان ما يشغله الوضع السياسي والامني لبلده، وضحايا الارهاب والفقراء والارامل والايتام المحتاجين.بالنسبة للانسان العادي هذا الشيء غير ممكن، فمعروف عن الانسان بطبيعته وتركيبته انه يفكر بنفسه اكثر مما يفكر بالاخرين وقبل ان يفكر بالاخرين، وفي حالات المرض والمشاكل والابتلاءات الكبرى تظهر مصاديق هذه الطبيعة البشرية، ويصبح تفكير الانسان منصبا على ذاته، وحتى اقرب الناس عليه ربما يغيبون عن ذهنه وتفكيره.ولكن قليل من الناس يشكلون في سلوكهم ومنهجهم استثناء من هذه القاعدة، بحيث ينسون انفسهم وهم في احلك الظروف واصعبها، وتشغلهم هموم الناس ومشاكلهم.. وهؤلاء الناس القليلين هم الكبار والعظماء، والسيد عبد العزيز الحكيم واحد من هؤلاء، واذا لم يكن ذلك واضحا في حياته فأنه اصبح واضحا الى اقصى درجات الوضوح بعد وفاته، ووصيته خير شاهد ودليل على ذلك..

فكل كلمة وعبارة في تلك الوصية التأريخية تحتاج الى وقفة وتحتاج الى تحليل، وتحتاج الى استنباط معانيها ودلالاتها، فهي وثيقة تأريخية، ومنهج عمل وتحرك، وتحديد وتشخيص لاولويات سياسية ودينية واجتماعية واخلاقية، وليست وصية شخص يملك بيتا وكمية من الاموال ويقول هذا لفلان وذاك لفلان وينتهي الامر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك