المقالات

الوصية التأريخية لفقيد العراق

1080 17:05:00 2009-08-30

احمد عبد الرحمن

ستكون وصية فقيد العراق سماحة السيد عبد العزيز الحكيم (قدس سره) الشريف، والتي تليت على مسامع الحشود الجماهيرية المشيعة له في مدينة النجف الاشرف يوم السبت الماضي، وحدة من ابرز الوثائق التأريخية في حقبة زمنية حساسة ومفصل مهم من تأريخ العراقي السياسي المعاصر. وفي تلك الوصية نجد جملة من المباديء والتوصيات والتوجيهات السياسية والاجتماعية والاخلاقية والسلوكية، المرتبطة بمعطيات وحقائق الواقع المعاش للمجتمع العراقي.وتعكس الوصية بنقاطها الاربع عشرة قراءة واعية ودقيقة لحزمة من المشكلات والتحديات والقضايا المختلفة، التي ينبغي الالتفات اليها وايلائها اقصى قدر من الاهتمام، والتوصل الى حلول ومعالجات ورؤى وتصورات واقعية وعملية لها.فعلى سبيل المثال لا الحصر فأن الالتزام بالقيم والمباديء الدينية، والمحافظة على الوحدة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب العراقي، والحرص على احياء الشعائر الحسينية، والتمسك بنهج ال البيت عليهم السلام، والمحافظة على المنجزات السياسية المتحققة بفضل الكثير من الجهود والتضحيات، والاهتمام بالمضحين والايتام والارامل والمحرومين والمعوزين، كلها تشكل عناوين رئيسية وجوهرية في وصية فقيد العراق، في ذات الوقت تعد عناوين اساسية لقضايا راهنة تتصدر الاولويات السياسية والاجتماعية بأطارها العام والشامل.

وهي منذ وقت طويل مثلت عناصر ومقومات وجوهر الخطاب والمنهج والبرنامج السياسي العام للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي ولزعيمه الراحل سماحة السيد الحكيم وقبله شهيد المحراب اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سرهما). لذلك ليس غريبا ان نكتشف ان الفقيد الراحل وفي اصعب الظروف الصحية التي كان يمر بها، كان الهم العام يستغرقه بصورة كاملة، على حساب الهم الخاص بكل اعبائه الصحية والنفسية الثقيلة. ولعل تشخيص فقيد العراق للواقع واشكالياته وعقده الحساسة كان دقيقا وصائبا الى اقصى الحدود، وهو في كل الاحوال لم يأت من فراغ، وانما كان نتاج تراكم كثير من الخبرة والتجربة الطويلة في ميادين الجهاد والتضحية والعمل السياسي في ظل ظروف واوضاع مختلفة اتسمت بالصعوبة والتعقيد والخطورة في اغلب الاحيان.

وحينما يقول سماحة السيد عمار الحكيم في مراسيم خطبة الجمعة بمسجد براثا "ان الفقيد الراحل ورث لابنائه مشروعا رساليا.." فهو بذلك يكون ق اصاب كبد الحقيقة، وحينما قال الفقيد في وصيته "ان السيد عمار الحكيم وصيي بعد مماتي"، لانه من الثقاة العدول وله القدرة عل التصدي المفيد والناجح في المجالات الدينية والسياسية والاجتماعية، فأنما اتخذ القرار الصائب والصحيح، للحفاظ على سلامة مسيرة تيار شهيد المحراب، ومواصلة سيرها وتقدمها الى الامام لاداء رسالة ذلك التيار، صاحب التأريخ المشرف والتضحيات الجسام من اجل العراق والعراقيين على مدى ثلاثة عقود من الزمن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
army
2009-08-30
حتى لو لم يوصي سماحة حجة الاسلام والمسلمين المرحوم المجاهد السيد عبدالعزيز الحكيم (قدس سره) . فان السيد عمار الحكيم هو الاصلح لقيادة المجلس حفاظاً عليه وما لـ ال الحكيم من دور لايخفى على احد وتضحيات لاتعد من اجل الوطن . اللهم وفق القيادات لما هو خير الامة جميعاً بحق محمد وال محمد صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك