المقالات

رحيل السيد عبدالعزيز الحكيم .. الحدث الذي اهتزت له مشاعر الملايين

872 12:17:00 2009-08-31

علي عبدالخضر

منذ ما يقارب الستة أعوام ، منذ التغيير الذي حدث في العراق بدايات سنة 2003 وحتى اليوم ، توالت على البلد أحداثا تاريخية مهمة وبشكل متسارع ، وكأنها تنفيذ لمخطط غيبي اعد لهذا البلد ، يراد له أمر ما ، لا يعلمه إلا الله عز وجل .أحداث اختلفت ردود فعل الجماهير تجاهها ، فبعضها اهتزت لها مشاعر الملايين ، وعبرت أصداؤها إلى أصقاع العالم المختلفة ، والذي يثير اهتمام المتابع ، تظهر هذه الأحداث وكأنها مترابطة كحلقات يكمل بعضها البعض .ومن هذه الأحداث المتتابعة المهمة التي رسمت للتاريخ العراقي المعاصر مسارا جديدا ، هي التي تبدأ من عودة السيد محمد باقر الحكيم ( قدس ) إلى ارض الوطن بعد سقوط النظام الديكتاتوري ، ووضعه للخطوط العامة لسياسة وطنية متوازنة لم تغفل هموم أبناء جلدته من المحرومين والمظلومين ، وتأسيسه للمؤسسات الثقافية والخيرية التي أخذت بالعمل لتساهم بفاعلية كبيرة في رفع عبء المعاناة الطويلة عن كاهلهم ، ومطالبته بحقوقهم المغتصبة ، ومناداته بوضع ضمانات دستورية وقانونية ، تعيد أليهم ما اهتضم من هذه الحقوق ، وتصونها وتصون مستقبلهم ومستقبل أجيالهم ، وفي الوقت ذاته فان شهيد المحراب ( قدس ) فتح صدره الواسع ومد يديه لاستقبال جميع العراقيين ، على مختلف مشاربهم وطوائفهم ، وتبنى خطابا معتدلا ، فأصبح ( رض ) أبا حكيما للقضية العراقية تلجا إليه جميع القوى السياسية والكيانات المختلفة لطوائف الشعب العراقي ، ليحتوي خلافاتهم وينفخ فيهم روح العزيمة من اجل المشاركة الجماعية في إعادة بناء الوطن .ليأتي بعد ذلك حدث استشهاده في زمان ومكان مقدسين ، بعد أن عمل خلال فترة زمنية قصيرة جدا ، لترسيخ أسس متينة ثقافية وسياسية عقائدية ووطنية وإنسانية ، مما جعل حدث استشهاده صدمة اهتزت لها مشاعر الملايين من أبناء الشعب العراقي ، ورغم فجاعتها إلا إنها تجسدت فيها حكمة غيبية ، لعل مما يتضح لنا منها ، أن هذا الحدث كان سببا في شد أواصر الشعب العراقي تجاه المخاطر المحدقة بهم والوعي لها ، وعزز أيضا من تمسك الجماهير بالثوابت العقائدية والوطنية ، التي كان ينادي بها شهيد المحراب ، إضافة إلى انه أوحى بان للسيد الحكيم دورا قد رسمه له الغيب ، أداه بإخلاص ونجاح ليكافأ بشهادة لا ينالها إلا من كانت له حظوة عند الله عز وجل من المؤمنين .ومن ثم تسلم الأمانة العظيمة من بعده السيد عبدالعزيز الحكيم ( رض ) ، وكانت أمانة ثقيلة على قلبه المفعم بالجراح ، المفجوع بفقد شقيقه ورفيق دربه شهيد المحراب ، ومئات العراقيين الأبرياء الذين حصدتهم آلة الإرهاب الحاقدة ..وثقيلة كانت الأمانة على قلبه الذي فجع من قبل برحيل أشقائه الشهداء وأبنائهم من آل الحكيم على أيدي طاغوت زمانه المقبور ، وثقيلة كانت على قلبه الذي أتعبته أيام الجهاد الطويلة ، وثقيلة كانت على قلبه الذي تحمل ظلم الآخرين بصبر الأنبياء ..الأمانة التي تركها شهيد المحراب لشقيقه الأصغر ، أمانة المذهب والوطن والشعب والمستقبل ، تشفق منها الجبال ، وحملها قلب صبر أمام محن تجاذبات السياسيين وطموحاتهم وتناقضاتهم ، وصبر أمام تقصير الآخرين أو قصورهم ، من اجل مصلحة عليا ، هي صون الأمانة العظيمة ، فكان خبر الإعلان عن الإتلاف العراقي الوطني ، الذي بذل جهود مضنية مع أبنائه وإخوانه المجاهدين في سبيل إنجاحه ، من اجل وحدة العراق وسيادته وصون مستقبله ، يستقبله بدموع الفرح الحارة وهو على سرير المرض ، الذي كان نهاية لجسد لم يستطع أن يحمل روحا عظيمة حملت كل هذه الهموم ، دموع هي حلقة أخرى من حلقات تراجيديا ( العراق الوطن ، والعراق المحبة ، والعراق الشهادة ، والعراق الشعب الطيب ، والعراق آل الحكيم ) .. لتستمر الأحداث التي ستجعل منه عرافا عظيما بدماء وجهاد أبنائه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد التميمي
2009-09-01
برحيل النجل الاصغر تسلسلا من بين ابناء المرجع الكبير وزعيم الطائفه السيد محسن الحكيم فقد العراق رمزا كبيرا من رموزه الحره المجاهده من اجل القضيه فكان نعم الابن البار لهذا الوطن العزيز والمحافظ على سيادتهوباني الاسس المتينه لبناء وطن حر وقوي موحد ولعن الله اعداء الحكيم من البعثيه والمرتزقه من الهمج الرعاء واسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك