المقالات

وداعا أيها الأب

792 14:48:00 2009-09-01

علي الخزعلي

لم يرحل عنا قائدا أو زعيما أو مجاهدا او رجل دين أو مفكر فقط وإنما رحل عنا ابا تجسدت فيه كل معاني الابوه التي يستمد منه الابناء الحنان والرعاية والمداراة والمتابعة والمراقبة ،الاب الحقيقي الممنهج بمناهج تربويه محكمه من تربية اهل النور و الدين والاخلاق والسيرة ابن المرجعية الباره الحكيمة وكما هو اب هو ابن ايضا لمعلميه كل ما يحتاجه من التغذية الروحية كان ابنا واخا لخير الاباء ورفقاء الطريق الصعب طريق الحق والخير تعلم منهم الكثير وحمل منهم الصبر والاحتساب واليقين والحب الحقيقي الى الله وتعلم منهم كيف عندما يكون المرء قائدا او يمثل كيانا ما ،يجب ان يكون ابا لرعيته لا عدو لهم او سلطان جائر ، ابناءه نحن الشعب المظلوم الذي راح يترقب خطاه بكل تأني الشعب الذي تمحو من قلبه كل صاعقات الزمن المتعب والظرف العسير والمحنه التي يعيشها في كل حين عندما يتقرب الى صعيده الخلاب كما هو اب لكل القاده الذين يجلسون تحت قبة البرلمان او الائتلاف العراقي الموحد رغم تقارب الاعمار الزمنية كان هو ممن امتهنوا الابوه وكان البعض الاخر يجل ويحترم ذلك ، الاب الذي مهما سمع الكثير من الذي يبغضه ويثيره ويسيء له من قبل هفوة الرفيق وجسارة الاخر او تحديات الغير التي كان يستقبلها بكل رحابة صدر بدون انزعاج لاعتبارهم ابناءه وهو الكفيل الى تعليمهم وتربيتهم وتوجيههم ونصحهم "ان كنا نحاربهم ونرد عليهم ما فعلوا فمن الذي ينصحهم ويخاف على سلامتهم" ،بل حتى وصلت تلك التجاوزات السب والطعن لشخصه ولكن "وبالوالدين احسانا"كانوا يتناسون هذه الاية ولكنه كان يتذكرها جيدا لانه لايعتبر نفسه قائدا سياسيا وهكذا كغيره ،لا بل كان يعتبر نفسه ابا ،الاب الذي انقذ ابناءه من هاوية الخطر الاب الذي انقذ ابناءه من الخوف المحتوم الخوف المظلم الاب الذي خلق السعادة وصنع بصيص الامل ،ولهذا ارتايت الا اسميه فقط ابا عمار فسميته ابا الشعب المظلوم ،فوداعا يا ايها الاب فبعدك سنغدوا يتامى نترقب مجيئك يوم العيد يوم الانتصارات فكانت عيديتك امانا واستقرارا ودينا ونصيحة ،رحلت عنا يامن ابوتك كانت درسا الى جميع الاباء فانت انت ..الذي بجهودك حولت النزاع والفرقة الى وحدة وتقارب ولحمة وهذا ماصنعته يداك يا ابا الشعب وانت تضم كل الناس وتحضن الفقراء بكلتا يديك حتى في اخر انفاسك ونهاياتها وان غفلتنا الظنون وانت ايها الاب الحنون لم تغفل عنا لحظه ولم نحذف من ذاكرتك رغم قساوة المرض ووجع الالم ..ودعناه في احلك الظروف ومرارتها فبين الحزن على مايمر بنا من نكبات وبين حزن فراقك الابدي ايها الاب الخالد بجوار شقيقك شهيد المحراب الاب الي رحل قيل رحيلك وعاد لنا بشخصك فسلام عليك وعلى اخيك الشهيد ورحمة الله وبركاته ورزقنا الله بلقاءكم بجوار نبينا محمد (صلى الله عليه واله).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك