د. سيف الدين احمد
من غير المدهش ان نرى هذا التشييع المهيب للسيد عبد العزيز الحكيم (رض) ومن يتذكر التاريخ جيدا يعود بذاكرته الى تشييع المرجع الراحل امام الطائفة السيد محسن الحكيم الذي حملته أكف المؤمنين من الكاظمية المقدسة حتى النجف الاشرف تلك التظاهرة التي فر منها احمد حسن البكر عندما سقط قرب نهر الخر متلطخا بالطين وهو يلوذ بالفرار خوفا من ان تسقط دولة ظلمه على ايدي المشيعين ثم يتذكر الجميع ذلك الاستقبال المهيب من الحدود العراقية للسيد شهيد المحراب حيث خرج الناس الى بيعته ثم تشييعه المهيب بعد استشهاده على يد الارهابيين التكفيرين الصداميين ولكن هنا علينا ان نطرح سؤالا عابرا لماذا يشييع الـ الحكيم هذا التشييع الذي لم يشيع بمثله قائد سياسي او ديني في العالم سوى السيد الخميني (قدس ) وهو امر لو تدبرناه قليلا لعرفنا ان مكنونه عميق فهذال التكريم الالهي عندما يزف الرجال الى مثواهم الاخير لايدل الا على عظمة هؤلاء الرجل ومدى تلاحمهم مع مجتمعهم وانسانهم ولابد من انهم خدموا ذلك المجتمع تلك الخدمة التي قبلها الله منهم قبولا حسنا ، الرابط بين المشيعون باجلال واحد هو انهم اخلصوا لربهم ووطنهم وهو ما علينا ان نضع تحته خط
فلو تدبرنا حياة المرجع الامام محسن الحكيم (قدس ) لوجدناه مرجعا نال رضى الله تعالى بتواضعه وزهده وعلميته العالية وايمانه بالله بالاضافة الى تلك الوطنية العالية للعراق فهو الذي لم يفرق بين العراقيين ابدا ونظر لهم على انهم عياله وابنائه جميعا ثم السيد الخميني الذي اسس الدول الايرانية الحديثة على اساس اسلامي وطني وشهيد المحراب الذي قدم جسده اشلاء من اجل العراق والسيد الحكيم الذي ما اعتل الا من اجل العراق ، اذا قد تكون علة هذا التشييع المهيب تعود الى ذلك المزج لهؤلاء الرجال بين وطنيتهم وبين دينهم حيث جعلوا من وطنيتهم دينا يعبدون الله به ومن دينهم قانونا يحكمون وطنهم به فاسعدهم الله بان يزفوا الى مقابرهم بهيبة الوقار والسكينة والود والحب.
https://telegram.me/buratha