بقلم:فائز التميمي
من الملاحظ أنه منـذ فوز قائمة السيد المالكي في الإنتخابات المحلية إزدادات تصريحات قياديين في حزب الدعوة في كلّ شأن محلي كان أو دولي صغيرأ كان أم كبيراً مهماً كان أو تافهاً وقد بان واضحاً بعد التفجيرات الأخيرة أن قائمة إئتلاف دولة القانون فازت برصيد المالكي ولكن تصرفات قيادات حزب الدعوة وتصريحاتهم تضخمت وأصبحت هي التي تحكم وليس المالكي..بكلمة أخرى أن فوز القائمة أدى الى قوة موقف قيادي الدعوة وضعف موقف رئيس الوزراء .
وهـذا الأمر ليس مستبعداً بل يحدث كثيراً فقد إستفحل أمر المشير عبد الحكيم عامر فكان هو الـذي يحكم مصر منـذ عام 1960 الى عام قتله أو إنتحاره عام 1967م .وكان الى وقت قريب عسكري جزائري هو نزار خالد كان هو الـذي يحكم الجزائر على حساب رئيس وزرائها. وكان نوري السعيد هو الـذي يحكم حتى وهو خارج الحكم.وفي حكم البعث الأسود في عام 1963م كان سبب الصراع بين رئيس الوزراء علي صالح السعدي وكل من حازم جواد وجماعته أن تقاطعاً حصل بين قرارات الإثنين.
ونستطيع أن نؤرخ أول بوادر الضعف بدت على السيد المالكي هو بعد مؤتمر الحزب قبل شهر أو أكثر بقليل. حيث أصبح سامي العسكري الـذي نجهل هل هو في الحزب أم لا هو الـذي يستبق الأحداث ويصرح فمثلاً قبل يومين وفي الشريط الإخباري للعراقية تصريح لسامي العسكري أن أكثر من 90 بالمائة من الإنتحاريين يأتون من سوريا وبعد يوم وفي نفس الشريط الأخباري: المالكي: 90 بالمئة من الإنتحاريين يأتون عن طريق سوريا!!ز ناهيك عن تضارب التصريحات فأول البارحة نقل الشريط الأخباري للعراقية تصريح لكمال الساعدي القيادي في الدعوة: إنّ الإتصالات لا زالت جارية مع الإئتلاف الوطني الجديد بينما صرح البارحة سامي العسكري ووثقته السفير اللبنانية في عددها الأربعاء 2.9.2009م نفى وجود نية للدخول للإئتلاف العراقي الوطني الجديد بسبب الخلافات القائمة في التوجه والرؤى بين الكرفين وإنهم يتجهون لتأليف إئتلاف آخر. والصحيفة نشرت ذلك تحت عنوان:عمار الحكيم يناشد الدعوة للإئتلاف والمالكي يستبعد ويبحث عن بديل. فقد فهمت السفير أن ما يقوله سامي العسكري هو قول المالكي.
والخوف هو فيما إذا حدث تقاطع أو شعر المالكي أن الحزب يأخـذ بخناقه كما شعر بـذلك السعدي (مع الفارق حيث كان السعدي دموياً) عام 1963م فيحدث إنشقاق أو تمرد أو مواجهة. ويحضرني في بداية الثمانينات كان هنالك حزبين صغيرين في بريطانيا احدهما يقوده الثعلب الماكر ديفيد أوين والأخر كان يقوده الوديع ديفيد ستيل وعندما إتحدوا كان الآمر الناهي هو ديفيد أوين فإنتشرت نكتة في الصحافة البريطانية مفادها أن أوين وستيل إجتمعا وقال إوين لستيل سنأخـذ من إسمك ديفيد ومن إسمي إوين ونتحد في حزب واحد.
المشكلة أن السيد المالكي هو غير سامي العسكري حتى لو إتفقوا في كل شيء فتقبل الناس لشخصية المالكي غير تقبلها لشخصية العسكري والمزج بين الشخصيتين مضر ليس لهما فقط بل للعملية السياسية التي تتطلب الحكمة وليس حالة التوتر التي يعيشها سامي العسكري. إن لكل تصريح ثمن قد لايدفعه صاحبه بل حزبه أو الجهة التي إعتمدته ولكن المشكلة محلولة سيقولون: إنه لا يمثلنا متى ما تعقدت الأمور!! وأقولها وليتـذكرها من يقرأ سيكون سامي العسكري سبباً في تصدعات في العملية السياسية يدفع الشعب ثمنها . وبلا مبالغة لإن سامي العسكري نسخة أخرى من علي صالح السعدي فأعتبروا يا أولي الألباب!!.
https://telegram.me/buratha