بقلم / إدريس الحساني
إن أسرة آل الحكيم عرفوا بتأريخهم الحافل بالجهاد والنضال والعلم والمعرفة والتصدي للعمل الإسلامي والسياسي ، حتى أصبحوا أشهر من نار على علم ، ومضرب مثل يحتذى به في جميع البلدان ، كما للمتبع لتأريخهم وسيرتهم العطرة يجد أن ثمة عمل متكامل متعدد الأدوار ولكنه يصب في هدف واحد ، بالضبط تماما ً كما هو الحال في حركة أهل البيت (ع) الذين تعددت أدوارهم وتوحدت أهدافهم ، فللقارئ أن يلاحظ تعدد عمل رموز وشخوص هذه الأسرة على الصعيد الإسلامي والاجتماعي والسياسي ولكنهم بالنتيجة يهدفون إلى رفعة الإسلام وخدمة الإنسانية ورفع الظلم والحيف عنها ، وتوفير مناخات العيش الكريم للشعوب الإسلامية من استقلال وحرية وعدالة .
واليوم إذ تفقد الأمة رمز من رموز هذه الأسرة العريقة ، وركن من أركان العراق ، فإنها بالوقت نفسه تعقد آمالها برجل من رجالات آل الحكيم ذو الباع الطويل في العمل المؤسساتي والمقر له بالأهلية من قبل العدو والصديق ، وقد عمل سماحة السيد عمار الحكيم طيلة الفترة الماضية جنباً إلى جنب مع فقيد الأمة السيد عبد العزيز الحكيم (رضوان الله عليه ) ومن قبل ذلك مع شهيد المحراب (قدس سره) فتلقى علومه ومفاهيمه منهم وقد تمرس في العمل التبليغي واستطاع أن يغير المعادلة الظالمة بحق أهل العلم والدين فسعى بجهود نادرة ووفق مخطط منقطع النظير الى نشر الثقافة الدينية من خلال مؤسسة شهيد المحراب في كل محافظة وقضاء في العراق وخط بعض القواعد التي تعتبر حجر الأساس الذي يجب العمل عليه في المستقبل ولم يكتف في تأسيس المساجد والحسينيات واحتضانها ومدها بكل ما تحتاج إليه حتى عمد الى خطوة مهمة تفرد بها من بين كل المؤسسات التي تعنى بالثقافة الإسلامية تمثلت في عقد مؤتمر دوري للمبلغين في عموم العراق وبحضور ممثلين عن المرجعيات الدينية في النجف الأشرف واستطاع أن يتيح للمرجعية الدينية أن تقول كلمتها أمام المبلغين الرساليين وتوجيههم وإرشادهم وإيصال ما تريد إيصاله إليهم عبر هذا المؤتمر المميز ، وفي خطوة أعطت المؤسسة بعداً عالميا سعى سماحته الى جعلها ضمن المؤسسات المعترف بها في الأمم المتحدة وقد وفق لذلك ، ويكفي للمتتبع إن حركة سماحة السيد عمار الحكيم كانت بمنتهى الإتقان حيث أخذت البعد الإجتماعي والحوزوي والعالمي وقد قطع سماحته في ذلك شوطاً طويلاً .
وفي الآونة الأخيرة وإثر التداعيات التي حمّلته التصدي للعمل السياسي بشكل مباشر بعد ما ألم بفقيد العراق المرض العضال أبدى السيد عمار الحكيم أداءً مميزاً في إدارة الشؤون السياسية وتحت إشراف السيد الحكيم (رضوان الله عليه) وهو يتمتع بعلاقات متينة مع الشخصيات السياسية والدينية والإجتماعية ويمتلك الخبرة والتشخيص ويرتكز على أسس رصينة ورؤى ثاقبة واستراتيجيات أهلته لأن يكون قائداً سياسياً يدير المرحلة وسط ضجيج الإعلام المضلل والهجمات السياسية الشرسة وتكالب قوى الشر والرذيلة على الخط الإسلامي الأصيل . سماحة السيد عمار الحكيم ونظراً لطول تجربته وممارسته العمل الميداني في العراق قادر على قيادة المرحلة والحفاظ على المكتسبات التي حققها المجلس الأعلى والعراق بشكل عام واعتقد أن المرحلة القادمة ستشهد تحولات إيجابية بفضل هذه القيادة الواعية وإرثها الجهادي وامتدادها في أوساط المجتمع وليس لأحد أن ينكر أن الجماهير العراقية ذابت في حب هذا الرمز الجديد كما ذاب هو في القيم الإنسانية والإسلامية والأخلاقية .
https://telegram.me/buratha