الصحفي سعد فخر الدين
أعرفكم بنفسي
أنا عراقي .. عربي .. مسلم .. شيعي .. نجفي .. الخ. و لكن لم أحس يوما بان لي ميزة المواطنة في وطني العراق.
أحيانا أتمنى لو أنني خلقت في أي مكان في العالم سوى العراق.
هنا أنت متهم حتى تثبت براءتك.
و ليس هذا الأمر محدودا بزمان أو عهد معين, فلم تذهب عنا هذه الشبهة بزوال نظام صدام الذي تمنينا زواله بكل جوارحنا. نحن لحد الآن متهمون, حين تمر على نقاط التفتيش يسألونك من أين أتيت و إلى أين تريد و ماذا تفعل في هذا الحي أو هذه المدينة, و إياك و الذهاب إلى كردستان فتلك مصيبة كبرى.
و لنعد إلى قصتي التي عنونت بها كلامي فلقد تزوجت من لبنانية جنوبية من جبل عامل شيعية مولودة في النجف الأشرف و لم تغادر العراق في حياتها. أنجبت منها أربعة أطفال.
تسألونني أين المشكلة..؟؟!!
لقد جعلوني أكفر بالوطن و بالوطنية و التاريخ و الجغرافية و حتى العلوم. فالبولاني الذي لا أعرف من سلطه علينا يجب أن يوافق كل عام على تجديد إقامة زوجتي في العراق و المعاملة تستمر عاما كاملا, أي ما أن تنتهي الاجراءات حتى تبدأ من جديد. الكتاب يرسل من دائرة الاقامة الى التحقيقات الوطنية. من هناك يرسل الى بغداد و يعود ثم يحول مرة أخرى. و هناك بصمات الاصابع و صورة البورتريه و الفيش و التشبيه و الكفالة و التعهد ووووووووووو. و من التحقيقات للاقامة و بالعكس.
يا ناس... في زمان صدام (الطاغية, المخبل, الكلب, شتريدون تسموه سموه) كنا نجدد الاقامة بربع ساعة. فعلا هناك اجراءات و تأخير في المرة الاولى و لكن بعد أن تكون لديك أوليات يصبح التجديد أمرا روتينيا.
لا تجعلونا نترحم على تلك الأيام لا تكونوا كلابا مسعورة تأتي على أكتافنا و تمتص دماءنا. لقد دعمناكم و تحملنا كل سوء من أجل أن تتأمروا علينا و ليتنا لم نفعل. لا تخلقوا أعداءا لكم من أبناء جلدتكم و تحملوا المسؤولية فلا يوجد قانون يجعل من تجديد إقامة زوجة العراقي قصة تحتاج الى كل هذا العناء.
أسألكم بالله من هو البولاني لكي يقبل أو يرفض تجديد إقامة زوجتي الام لاربعة عراقيين و التي ولدت في العراق قبل ان نسمع باسمه او من جاء معه ممن لبسوا رداء السلطة باسم معاناتنا نحن.
و أخيرا أقول أن قصتي ليست مسألة شخصية فالذين يعانون منها كثر, فليكن لها صدى عند من كان له اذن يسمع بها.
الصحفي سعد فخر الدين
النجف الأشرف
https://telegram.me/buratha