بقلم : سامي جواد كاظم
واقع حال المسلمين لم يعد خافي على أصحاب الشأن والمطلعين على أوضاعهم حيث النقاشات والمناظرات في الأفكار المختلف عليها وغالبية هذه الحوارات تنتهي أما بالاقتناع وهذا النادر او بالتهجم والتباعد أكثر وهذا الغالب .
المسائل الخلافية بين أتباع أهل البيت والوهابية هي مسائل أصبحت كلاسيكية ... الخلافة ...الاعتداء على بيت فاطمة ....علاقة النبي بزوجاته وأصحابه.... وما الى ذلك من خلافات ، هذه الخلافات بثوبها القديم اذا ما تطرق اليها المختلفون تكون طريقة شبه بسيطة حيث يستدل الإمامية بحديث او تفسير آية من أمهات كتب الوهابية وياتي الجواب من الوهابية بعد التامل ما هو المصدر ؟ وطلبهم للمصدر ذلك لامرين الاول انهم اقتنعوا بمعنى الاية او الحديث والثاني التشكيك في المصدر للرد لان هذا يعد الامل الوحيد لديهم في رد الحقائق ، واذا ما ذكر المصدر ياتي الجواب ان هذا مدسوس او مزيف .
صدرت بعض الكتب الوهابية بصيغة جديدة محاولة تأويل الحديث الدامغ الذي يدينهم الى غير وجهته اضرب لكم مثلا لا على سبيل الحصر مثلا الحديث في صحيح البخاري بخصوص خطبة النبي محمد (ص) وإشارته الى موطن الفتنة ومن هنا يخرج قرن الشيطان وأشار الى بيت إحدى زوجاته بعد العجز عن تكذيب الحديث جاء التأويل ان النبي محمد (ص) اشار الى بيتها قاصدا الشرق أي الفرس ، ولا اعلم هل المؤول لهذا الحديث كان جالسا في المسجد عندما خطب رسول الله (ص) ؟!!
اليوم بدأت هذه السجالات تأخذ ثوب جديد من قبل الوهابية حيث تأخذ اتجاهين الأول الغوص في القواعد اللغوية والبلاغية والثاني التشكيك في ما يعتقده الامامية ، مثلا عندما قال النبي محمد (ص) من كنت مولاه فهذا علي مولاه هنا قاموا بتفسير المولى الى تسع وعشرين معنى لتحريفه عن معناه الصحيح ، واما التشكيك في معتقدات الامامية كانت من حصة الامام علي عليه السلام وهي هل توجد اية تذكر اسم علي (ع) او تشير الى الامامة ؟
كثيرا حاول السلفيون ومن بعدهم التيميون واخرهم الوهابيون من تحريف كثير من تفسير الايات التي تفسر بالامام علي عليه السلام منها على سبيل المثال ( انما وليكم الله ورسوله والذين يؤتون الزكاة وهم راكعون ) تخيلوا تفسيرها وفق مذهبهم هو (وهي عامة، ولكن إذا نظرنا إلى الأمر من زاوية من الأولى بالوصف: يكون أبو بكر هو الأولى، لأنه هو الذي أقام الصلاة وآتى الزكاة -على المستويين الشخصي والجماعي- على أكمل وجه)، كما وتشبثوا بكلمة الجمع راكعون كيف يكون المقصود منها فرد ؟ وقد اجاد علماؤنا في الرد واستشهدوا باداء التحية الى الفرد حيث تقول له السلام عليكم وعليكم للجمع ولم يقل عليك .
اية واحدة لم يستطيعوا تحريفها باجماعهم الا وهي اية المباهلة (َتعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ [آل عمران : 61]) حتى ابن كثير اقر ان المقصود بانفسنا على (ع) حيث هو نفس محمد (ص) وحاولوا التقليل من هذه الميزة وهيهات لهم ذلك .
ولكن لنلاحظ الايات التي نسبوها لابي بكر منها مثلا ( ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) وهذا لائق بأبي بكر ، لاحظوا تفسيرها هو استحسان راي المفسر من غير العودة الى اسباب النزول والبحث اللغوي لها ومتى نزلت وما الى ذلك من علوم يستدل بها المفسر لتفسير الاية .
وهذه بغض الايات يقولون انها نزلت في ابي بكر (وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى )(وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ )( أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ))[المائدة:54]) فليقولوا ما شاءوا ولكن عندما يتعرضون للجانب الاخر هنا ياتي الغباء فخذوا مثلا تفسير هذه الاية ( لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا )[الحديد:10].أن أبا بكر تفرد عن علي بالجهاد بالمال، وهو أول عناصر التفضيل ، اية اخرى (( يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ))[المائدة:54] فهذا مشترك فيه بين أبي بكر وعلي، إلا أن حظ أبي بكر فيه أتم وأكمل!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! هذا الرد .
انتم تنسبون هذه الايات لابي بكر وهذا شانكم ولكن تحشرون اسم علي (ع) ومحاولة غمط حقه وهيهات لكم ذلك لماذا ؟ فهل لكم ان تعطونا معركة واحدة قادها ابو بكر وانتصر ؟ فهل لكم ان تعطونا اسم مشرك واحد قتله ابو بكر ؟ اما لو قلتم عن علي فالقلم والكلام وحتى كيبور الحاسبة يعجز وياسف لعدم امكانية العد .
وسؤالنا هنا عندما تطالبونا باسم علي عليه السلام بالنص هل لكم ان تقولوا لنا أي الايات التي ذكرتموها اعلاه فيها اسم ابي بكر بالنص ؟
واما الامامة التي هي حديثكم اليوم ومن خلال فضائياتكم فهذا يعد دليل على ضيق تفكيركم وجمود عقولكم ، 1400 سنة ما تجرأتم الحديث عن الامامة واليوم جاءتكم الفطنة في انكار الامامة هل كنتم غافلين ام كنتم من اصحاب الكهف ؟
هنالك اسماء تتداولها كل كتب التفسير ومتفق عليها منها مثلا ان العبد الصالح الذي كان مع موسى عليه السلام هو الخضر عليه السلام من اين عُلم ان هذا اسمه ، وفي الاية (وجاء رجل من اقصى المدينة ...) قيل انه النجار من اين علم انه المقصود ؟ واسماء كثيرة ذكروها في تفاسيرهم لا وجود لها في القران .
حادثة الافك المذكورة في القران من اين لكم ان المقصود فيها زوجة رسول الله (ص) مع عدم ذكر اسمها ؟ راجعوا افكاركم فكلها منخورة !!
احدث الاستحداثات الفكرية للوهابية في رد تبليغ صورة براءة من قبل ابي بكر قولهم ان الرسول (ص) ارسل ابا بكر لما لديه من منزلة في نفس الرسول والا لما ارسله ، وهذه عليكم لا لكم فاولا لو كانت مكانته لدى رسول الله (ص) جيدة فالله عز وجل رفضها والله افضل من الرسول وثانيها ان رسول الله لو اراد ان يقول علي الافضل من غير فعل يقوم به لما اقتنع المقابل وهذه كمعركة خيبر حيث ارسل الخليفة الاول وفشل ومن ثم الثاني وفشل ومن ثم علي والمقولة بحقه مشهورة وموجودة في البخاري فانتصر وفتحها فماذا يعني هذا ؟ فلو قلت ان علي اشجع من الاول والثاني تكون خيبر وذات السلاسل هي دليلنا على ذلك .
إذا سياتونا باستحداثات جديدة كان يقولوا ان محمد المذكور في القران قد يكون محمد عبد الوهاب وهابهم وليس وهاب مصر المغني
https://telegram.me/buratha
