د. نوزاد شريف
ما ان اصيب زعيم الائتلاف العراقي الموحد ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي (رض ) بعلته حتى اثارت الاجندات الخارجية او الداخلية التي تتقاضى المال السياسي من الخارج سؤال ماكرا ( من يتزعم المجلس بعد رحيل الحكيم ؟؟؟) وراحت تلك القنوات والشخصيات التي تعيش على هامش الوطنية تفترض نزاعا عميقا يوما تدعي ان القيادي فلان - مع حفظ الالقاب - انشق عن المجلس وتارة اخرى القيادي فلان انشق عن بدر وراحو يشككون في بنية تيار شهيد المحراب ككل وراحت تروج لفكرة انهيار تيار عريق جاهد الدكتاتورية عقودا وكانت تلك الفكرة بالنسبة لمن يعرف تيار شهيد المحراب من الافكار البعيدة عن اذهان المجلسين والبدريين على حد سواء لانهم يحتفظون بذاكرتهم بمقولة السيد عبد العزيز الحكيم (رض) في مقولته المشهورة :
" يشهد الله علينا باننا لسنا طلاب سلطة "
فما ان ارتحل الحكيم الى ربه حتى صدر اول تصريح من القيادي الكبير الدكتور عادل عبد المهدي في البصرة عندما قدم التعازي للسيد عمار تبعته تصريحات باتجاه اختيار السيد عمار انطلقت من قبل الدكتور همام حمودي وامين عام منظمة بدر هادي العامري وقبل ان تقرأ وصية السيد الحكيم كان كل ذي لب يتصور ان القائد هو السيد عمار بما اوحى به زعماء المجلس الاعلى ثم ما ان قرأت الوصية وتضمنت ان وصيه هو السيد عمار وما ان سنحت فرصة انعقاد مجلس القرار في المجلس الاعلى حتى ان انبثق بينها الذي من خلاله نصب السيد عمار ثم اجتماع الشورى المركزية للمجلس الاعلى وفي يوم واحد بل ساعة ونصف او اقل من ذلك انبثق بيان الشورى بتنصيب السيد عمار زعيما للائتلاف باتفاق جميع الاطراف مما يوحي بان هذا التيار غاية في التماسك والوحدة والانضباط من جانب كما يدل على مدى ثقة هذا التيار بقاده السيد عمار فشخصيات كبيرة في المجلس من مثل الدكتور عادل عبد المهدي وحمودي والعامري والزبيدي لم تنتخب السيد عمار على سبيل المجاملة بل انتخبته عن سابق تجربة فقد كان السيد عمار طوال فترة اعتلال الراحل الكبير الحكيم هو المتصدي وهو اللولب الذي عمل ليل نهار فكانت تجربة قياديي تيار شهيد المحراب وانتخابهم له تدل على حنكته السياسية ومقدرته في تسنم منصب خطير كهذا وهو ما اشار اليه السيد الحكيم (رض ) في وصيته واعتقد ان السيد عمار الحكيم جمع صفات القيادة بالاضافة الى ميزات منحها الله اياه من قبل الخطابة التي طلبها موسى من ربه كما في قوله تعالى : "
ربي اجعل لي وزيرا من اهلي هارون اخي اشدد به ازري واشركه في امري كي يفقهوا قولي "
لغة الاقناع ، بالاضافة الى مايسمى في العلم الحديث بالكاريزما والطلعة البهية المقنعة والقدرة على الاقناع والصبر على الاخر وهو ما استطاع بها الحكيم الكبير من قبل ان يجمع الاضداد في بوتقة العراق الواحد ولولا هذه الحنكة التي امتاز بها القائدان الحكيمان لما استطاع العراق عبور محنة العراق المفترق بعد التاسع من نيسان وتلك الاضداد التي امتدت الى الطائفة الواحدة والقومية الواحدة ، لقد عبر المجلسيون تلك المشكلة التي صورتها القنوات الاعلامية واثبت المجلسيون ان مبادئهم اكبر من ان يكون بينهم انشقاق وهذا ما لم يشك به قط من عرف المجلسيين والبدريين حتى اني سمعت احد البدريين وهو يقول ان تنصيب السيد عمار في وصية السيد الحكيم هو بيعة في عنقي فزعيمي اوصى وما اوصى الا لعلمه بكفائة الموصى وقدرته الفائقة على ان يحل ذلك الحلول الذي لن يترك فجوة ما .
https://telegram.me/buratha