د. ازهار الساعدي - باحثة واكاديمية عراقية
ما ان هرب البعثييون الى اليمن حتى بدأت الثقافة اليمنية تتجه نحو بعثنة اليمن فالمجتمع اليمني الذي كان يتمتع بالاخلاق والثقافة العربية انحدر نحو التبعيث ولعل لفظة التبعيث من الالفاظ والمصطلحات التي لايعرفها الكثير بقدر ما يعرفها العراقيون فثقافة التهميش والقتل واقصاء الاخر هو اسلوب البعثيين وهو المعنى الحقيقي للفظة البعث الصدامي والمشاهد المراقب لحياة اليمنيين يجد تغيير بعد التاسع من نيسان فقد بدأ المجتمع اليمني المسالم الذي يرتدي (الجنبية) او الخنجر بلغتنا والدشداشة العربية وحتى الإزار اليماني بدأت تسوده اليوم ثقافة انحطاطية هي ثقافة القتل والبيرية والنطاق وسياسة الحزب الواحد حيث تلبس حزب المؤتمر الحاكم بلباس البعث الصدامي واصبح هذا الحزب ينتهج قتل ابناءه وبعد ان كان حرا في اتخاذ قراراته صار اليوم يأخذ اومره من تلك المنضومة التي عملت على تهديم العراق وجعله دائرة من دوائر الاضطراب والمشاكسة مع جيرانه فالعراق الذي قاتل جيرانه العرب وغير العرب قتلهم لان الاجندة العدائية لبعض الدول كانت تدفعه لذلك واليوم التجربة البعثية تطبق في اليمن كما طبقت في العراق عن طريق تصفية الخصوم وتخويف ابناء الشعب بالقتل والسجون والابادة فان مدينة الصعدة التي تباد اليوم هي شبيه بابادة الدجيل وبلد والتهمة جاهزة (ايران) والفرس المجوس كما تعودنا من البعثيين ان يرفعوا هذا الاسم كلما اوقدوا نارا للحرب ليهيجوا الشعور العربي ويثيروا الاحقاد العرقية والطائفية ومن الخطوات التي يخطط لها البعث في اليمن انه يجعل من الثقافة اليمنية ثقافة عسكرة فنشاهد اليوم دعوة الحكومة اليمنية العشائر الى الانتظام فيما يسمى بالجيش الشعبي وهو الفكرة البعثية التي من خلالها جند صدام العراقيين قسرا وساقهم الى المذابح المتتالية
فكما كان صدام يستخدم هذا الجيش لقتل المجاهدين في الاهوار يستخدمهم اليوم البعثيون انفسهم ولكن من خلال الحكومة اليمنية وان دعوة الحكومة العشائر والقبائل اليمنية الى الانتظام في الجيش الشعبي لمحاربة الامنين في الصعدة او مايحلوا للحكومة ان تسميهم بالمتمردين الحوثيين سيدفع هذه القبائل للتناحر والتقاتل لينقسم اليمن الى قوميات وطوائف فاليمن كحال غيرها من البلاد العربية فيها الشافعي والمالكي والزيدي والجعفري والمسيحي واليهودي وان استثارت العشائر اليمنية المتمسكة بقانون العشيرة ستجعل من اليمن دولة مقسمة مجزئة وهو ما تريده المملكة العربية السعودية التي تدعم جيش الحكومة ومليشياته اليوم بالسلاح ولو كان في جبين السعودية قطرة من الحياء لما قدمت السلاح للحكومة لقتل اليمنين انفسهم فلا اعرف من القاتل ومن المقتول في اليمن سوى اليمنين وخدعة التباكي على وحدة اليمن اقرب الى فكرة التباكي على العروبة والبوابة الشرقية التي من جراءها قتل العراقيون وتكبدوا خسائر مادية ومعنوية ومن خلالها قتل البعثيون الكويتيين ليدعوا زورا ان العراقيين قتلوا الكويتيين
وهنا اقول اين العدالة في الحرب التي يقودها البعثيون في اليمن على اليمنيين وكما قلنا ان البعثيين اذا دخلوا قرية جعلوها خرابا وجعلوا اهلها يتقاتلون انه نداء لاهل اليمن ان يصحوا ويطردوا البعثيين من يمنهم السعيد فانها لن تكون سعيدا بعد هذه الحرب وبعد هذه اللعبة البعثية القذرة وان السعودية لم تدخل الحرب مع البعثيين الا لاضعاف حكومة صالح من جهة وتقسيم اليمن واقتطاع اجزاء منه اليها وما هي الا لعبة كبيرة تقودها مريكا للنيل من اليمن وماهي الا الجزء الثاني من اجزاء الخطة الانكلو امريكية التي تسعى الى بناء دولة الصهيونية الكبرى فاحذروا القادم وعودوا الى رشدكم.
https://telegram.me/buratha