فارس محمد
شكل رحيل السيد عبد العزيز الحكيم صدمة كبيرة للشارع العراقي ونقطة تحول كبرى في تاريخ البلاد لعوامل موضوعية شتى يقف في مقدمتها تلك الاهمية الكبرى لبيت الحكيم سياسيا ودينيا ..والمساحة المهمة التي شغلها الراحل باعتباره زعيما للائتلاف الوطني الحاكم في البلاد وصاحب الكتلة البرلمانية الاكبر علاوة على انه يمثل تاريخا طويلا من السجال الوطني ضد الطاغوت والدكتاتورية بشتى الوانها .. لقد ودع العراق الراحل بالدموع والاسى والحسرات وهو يستذكر تاريخا طويلا من الماثر والامجاد ... وهنا يقفز الى فضاء الفكر السؤال التالي : ماذا بعد رحيل الحكيم ؟ماهي علامات المرحلة القادمة ودلائلها وكيف ستكون مسيرة الاحداث المقبلة بعد رحيل اخر ابناء المرجع الحكيم الذين مثلوا قمة التحدي والثبات على المباديء في وجه الدكتاتورية والظلم ؟ كيف ستكون الخريطة المقبلة للائتلاف الجديد والمجلس الاعلى وعموم العملية السياسية ؟ هل سنشهد انهيارات في جوانب معينة ؟ ام انقلابات في اخرى على غرار ما يحدث حين يرحل القادة والملوك ورواد الحركات الثورية هنا او هناك ؟
في الحقيقة فان من الجائز ان يحصل مثل هذا التحول وذلك الانقلاب بسهولة لو كان النحلس غيرر المجلس وال الحكيم غير ال الحكيم ؟ ان المراقب لمسيرة المجلس الاعلى منذ التاسيس يلمح شيئا لافتا للانتباه واسرا للاهتمام بشكل منقطع النظير وهو ابتعاده عن سياسة الاستخلاف لصالح سياسة الاستحقاق وتغليب مصلحة الوطن على مصلحة العائلة ..ولهذا السبب وحتى قبيل استشهاد السيد محمد باقر الحكيم كانت توصيفات العائلة والقربى والنسب بعيدة كل البعد عن تصورات المجلس وحركته السياسية الواعية على الارض وداخل مؤسساته الجهادية التي قادت حركة الثوار ردحا طويلا من الزمن .. بل ان تركيبة المجلس نفسه تبين ابتعاده عن مثل تلك المضامين الى رؤى اوسع واشمل واعم ..وعلى هذا الاعتبار فقد كانت قيادة المجلس من قبل السيد عمار الحكيم ليست خلافة ابن لابيه ..ولكن لاعتبارات خاصة بالسيد عمار الحكيم وخصوصية العائلة التي قادت العمل السياسي الجهادي في العراق ..
فالسيد عمار الحكيم يملك اضافة الى مؤهلاته القيادية ورؤيته السياسية واندفاعه نحو العمل الوطني تلك الهالة الدينية التي تتطلبها المرحلة .. فعلاقة العراقيين مع عائلة ال الحكيم علاقة روحية راسخة تشهد لها اجيال من الشهداء الذين قضوا على اعتاب الوطن كي تستمر المسيرة .. ولهذا السبب كان اختيار السيد عمار الحكيم لرئاسة المجلس انسيابيا بلا مشاكل او اعتراضات او جدال ..لانه ببساطة بلا بديل .. نعم هناك اكفاء في المجلس يصلحون للقيادة ولديهم باع طويل في الجهاد ..ولكن المجلس بدون ال الحكيم لا يكون مجلسا مثلما ال الحكيم بدون جهاد وكفاح سياسي لا يكونون الا للحكيم ...
https://telegram.me/buratha