محمد يعقوب
في ظل الصمت الاعلامي المطبق من قبل العالم عما يجري في اليمن من عمليات ابادة منظمة وحملات عسكرية تستهدف طائفة بعينها تحت شعار حفظ التراب الوطني وبمعاضدة عربية وبتمويل وتسليح وبطاء جوي سعودي ..تتكرر صورة المقابر الجماعية الجديدة هناك بقيادة البعث ورجال الحرس الجمهوري المنهزمون من مقاتلة المحتل الى الفتك بمزيد من الابرياء في صعدة ... يبدو ان البعثيين الذين لم يكفهم ما اهرقوه من دم عراقي فصاروا يبحثون عن دماء جديدة تعيد اليهم نشوة انتصارهم الظال والزائف في ارض اخرى ..وكان البعث هو عنوان لكل ماساة وابادة تحدث شرقا وغربا ..ماساة الحوثيون لاتكمن في انهم رفعوا السلاح بوجه الدولة حسبما يقول بذلك الاعلام العربي ولا بان الدولة هي التي قررت ابادتهم حسبما يقول واقع الحال لشعب اعزل يقيم في الجبال والصحاري في حال شديد من البؤس والحرمان ...ولكن لانهم يتبعون لفصيل من فصائل الشيعة ولانهم لا يتنسمون الهواء السلفي ولانهم يقولون ان عليا ولي الله ..ولانهم يعزون باستشهاد الحسين عليه السلام ..ولهذا السبب تتناهبهم الطائرات والمدافع وتقض مضاجعهم عربات الجيش وتفتك باطفالهم الدروع والمجنزرات ..
مشكلة الزيدية في اليمن انهم بجوار السعودية ..لم يشفع لهم انهم اسسوا دولة حفظت اليمن من الاحتلال العثماني والغربي لقرون طويلة وظلت اليمن عربية خالصة بعيدة عن التتريك والفرنسة والتغريب بشتى صفحاته وبمختلف الوانه ... ختم الامام يحيى مسيرة الزيدية في حكم اليمن الذي كان يوما ما بلاد العرب السعيدة التي تحولت الى بلاد القات والافيون والسفلية والبعث وحكم الفرد بعد انقلاب عام 63 ...ربما يكون قدر البلدان العربية ان تكون الخمسينات والستينات بداية للركوب في قاطرة الاستبداد والنزعة التسلطية ...في مصر والعراق والسعودية واليمن وسوريا وغيرها من بلدان العرب .. ولهذا السبب يعتبر البعثيون انفسهم شركاء في نشر مذهب القتل على الهوية مثلما يفعل التكفيريون ..لافرق كبير بينهما ...فالبعثيون يطيلون الشوارب والتكفيريون يطيلون اللحى ..وكلاهما احفاد ليزيد وسفاحي ال امية..
ماساة الحوثيين الذين يعيشون في وطنهم منذ الاف السنين بدون مشاكل ولا طائفية ولم يصادف ان اعلنوا نيتهم في اشعال حرب اهليه ..مشكلتهم انهم غير مرغوب فيهم من قبل الجيران وبالاخص السعودية التي بذلت المال والسلاح والطائرات والاعلام ووسائل الفتك لارضاء دعاة التكفير ومشايخ ال سعود الذين وهبوا سني عمرهم لازهاق الناس وتكفير القاصي والدان وتحويل بلاد المسلمين الى ساحات للفتن وشباب الاسلام الى قنابل موقوته تنفجر بلا سبب ودون هدف ولا انتصار للدين ... مادام البعث موجودا في اليمن فلن يستقر اليمن الا بعد مقابر جماعية جديدة تذكرنا بمقابر ال صبحة في العراق
https://telegram.me/buratha