اكرم الاسدي
انتهت مراسم التشييع والعزاء برحيل عزيز العراق السيد الحكيم وعبرت الجماهير والقوى السياسية والوسائل الاعلامية عن موقفها المشرف والتعبير الصادق عن حزنها واسفها على هذا المصاب الجلل والخسارة الفادحة.وبعد هذا المصاب الكبير تتأكد الوقفة والمسؤولية من جديد للمراجعة الجدية لكل الاداءات والمواقف والاستفادة من المرحلة السابقة بكل تعقيداتها وظروفها الصعبة من اجل صياغة خطاب جديد ينسجم مع الواقع الجديد مع الحفاظ على المبادىء والثوابت التي اكدها الراحل الكبير السيد الحكيم.الواقع متغير باستمرار ولابد من تحديث اليات التأثير والتغيير في المجتمع والوقوف بجدية في مواجهة التحديات والمخاطر التي تحيق بالبلاد.من الوهم القاتل ان نتصور ان مخططات الاعداء ومخاطرهم سوف تخف قليلاً برحيل السيد الحكيم (قدس سره) بل نتوقع ان هذه التحديات سوف تتأكد بشكل اخطر خصوصاً ان الاجراءات الواعية لانتخاب البديل المناسب رئيساً للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي اصابت اعداءنا بالاحباط والصدمة وما حصل خلاف توقعاتهم وحساباتهم وقد تمت مراسيم انتخاب سماحة السيد عمار الحكيم بطريقة شفافة وسريعة دون ادنى اختلاف يذكر.والاهم الاخر الذي ينبغي التذكير به هو ان الحضور الجماهيري الكبير في ايام التشييع رسالة طيبة علينا استثمارها بشكل جديد واستيعابها بوعي كبير دون غرور او عجب وعلينا العمل في ادامة زخم التواصل مع الجماهير وايجاد حلقات للاتصال والتواصل والوقوف الى جنبها كما وقفت معنا في مصيبتنا.وعلينا الانتباه جيداً الى ان مزاج الجماهير متغير وقد ينقلب بالضد لو لم نحسن ادامة التواصل وقد اثبتت الاحداث السابقة واللاحقة ان الجماهير مخلصة لقادتها ورموزها ومقدساتها وقد تصبر على كل ما يتعلق بمصالحها الخاصة وحقوقها ولكنها لن تصبر على ما يهمس عقيدتها ومقدساتها ورموزها كما وقفت سابقاً في تفجير الامامين العسكريين ووقفت اخيراً مع عزيزها وحكيمها في رحيله المؤلم.هذه المشاعر المخلصة التي أبدتها الجماهير بحاجة الى خطاب تواصلي دفاعاً عن حقوقها واستحقاقاتها والوقوف معها والوفاء لها لانها امة معطاءة وتشكل بمجموعها عاملاً ضاغطاً ومؤثراً في تحقيق المصالح العليا للوطن وانجاح العملية السياسية والحفاظ على المعادلة السياسية الجديدة.الراحل الكبير فقيد العراق السيد الحكيم كان صادقاً مع ربه ونفسه وشعبه وصدق معه شعبه وصدق الله معه فهو ان شاء الله في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
https://telegram.me/buratha