فارس محمد
على الرغم من مرور فترة ليست بالقصيرة على اعلان الائتلاف الوطني عن تشكليته الجديدة بغياب حزب الدعوة الذي لايزال متارجحا بين تصريحات الاديب وتخمينات العسكري فان الساحة العراقية لازالت تشهد مخاضا ملحوظا لولادة احزاب وتكتلات سياسية جديدة تستبق الانتخابات البرلمانية المقبلة .. جميع الكتل والائتلافات التي نتوقع اعلانها للمشاركة في الانتخابات ستعمل وفق قاعدة المفهوم المشترك ...المصير المشترك ..المضاد النوعي المشترك والحركة المشتركة وصولا الى هدف يسعى اليه الشركاء .. علاوة على القاعدة الجماهيرية المشتركة التي يكون هناك حرص كبير من قبل الاحزاب والقوى الكبرى على عدم انشقاقها وتشتتها ... من هنا ياتي مبدا التكتلات السياسية الكبرى ...وحدة الاهداف وتشابه الاطروحات والطموحات وكذلك القاعدة الجماهيرية المشتركة..
ومن هنا ايضا ينشا التنافس الانتخابي بين تلك القوى والاحزاب ويتحول الشارع الى داعم لمن يعتقد انه ممثل حقيقي له وانه ملب لطموحاته واهدافه ..الملاحظ في الشكل الاولي للائتلاف الوطني العراقي انه جاء في هذه المرحلة مثلما كان في المرحلة السابقة ممثلا لاوسع الفئات العراقية واكثرها تاثيرا على صناديق الانتخاب...ولهذا السبب فان كل المؤشرات تدل على ان هذا الائتلاف سيكون سيد التكتلات البرلمانية والاكثر شعبية ونفوذا في مجلس النواب القادم ما يعني انه سيكون القائد للعراق في المرحلة المقبلة .. وما يعني ايضا ان سفينة العراق ستكون محكومة بالشكل القادم للائتلاف المقبل وايضا بالتحالفات التي ستقود الى تشكل الحكومة في نهاية المطاف .. صحيح ان المرحلة المقبلة سوف لن تخلو من معارضة سياسية قوية وهذا في الواقع جوهري وصحي واساس لاي تجربة ديمقراطية مهما كانت راسخة ولكن الكلمة الفصل ستكون بيد الحكومة التي ستتولى قياد الامور والوصول بها في نهاية المطاف الى شطان النجاة ..
في الدول الراسخة ديمقراطيا لا يكون التوافق والمحاصصة هو المعيار بقدر ما يكون الاعتدال هو البديل ..والاعتدال هو تلك الثمرة الناتجة من وجود تيار معارض قوي لحكومة راسخة ثابتة المعالم ..وهنا ينشا النقد البناء والمراقبة النزيهة لكل مايدور في اروقة الدولة بدءا بالمدارس وانتهاءا بالمخابرات .. الائتلاف الوطني الموحد سيوفر هذه الاجواء من خلال القاعدة الشعبية التي يمثلها وعراقة القوى والتيارات التي تشارك فيه علاوة على الخبرة السياسية والادارية التي تؤهله لقيادة البلد بعد سنوات طويلة من العمل السياسي والجهادي لاغلب تياراته بالاضافة الى تجربة في قيادة البلد في ظروف اقل ما يقال عنها بانها حرجة وتاريخية ومليئة بالمتناقضات والتحديات ما اكسبه خبرة كبيرة جدا ومرونة عالية في التعامل مع الاحداث رغم سني تجربة الحكم القصيرة ..
ولعل من اهم وابرز الاسباب التي جعلت من الائتلاف بيتا للعراقيين او لغالبيتهم هو ذلك التماس المباشر مع المجتمع في مرحلتي النظال والحكم .. لهذه الاسباب مجتمعة يبدو ان الائتلاف القادم سيكون قويا وناضجا وصاحب باع طويل في التجربة ما يكسبه ثقة اكبر من قبل جماهيره المريدة لان تكون العناصر مجتمعة عناصر قوة تصب في مصلحة العراق والعراقيين...
https://telegram.me/buratha