علي حسين غلام
بعد سقوط النظام البائد وهروب كل القيادات البعثية الصدامية الى جحورها تحت الأرض أو الى المناطق النائية مسقط رأسها الأصلي أو الى أحدى دول الجوار (مركز إدارة العمليات الأرهابية البديل) ، أو من ظل مختباً وساكناً كالأفعى في سبات شتوي أو كضبع جائع غدار يترقب الوضع وأفرازات مرحلة ما بعد سقوطهم وأنهزامهم وعلى كافة الأصعدة وخاصة السياسية منها في ظل الفوضى الخلاقه التي أوجدتها وخلقتها أمريكا بعد أن ألغت كل المؤسسات الأمنية وحلت بعض الدوائر المدنية ، لأسباب وأجندة خاصة تخلط فيها جميع الأوراق السياسية العراقية ، ومراقبة ودراسة النتائج والمعطيات التي تمخض عنها الواقع الجديد التي فرضتها الأوراق الرابحة التي أستطاعت من أستقطاب وأحتواء الساحة وأستلام زمام أمور ومقاليد السلطة ،
وقد أتضح أن الطابع الأسلامي هي سمة غالبية المجتمع العراقي وأن الأحزاب الأسلامية قد حققت أغلبية برلمانية قوية خولتها لتشكل حكومة وطنية لإدارة شؤون ودفة الحكم ، أن هذا المنعطف وهذه الحالة الجديدة تنافي وتخالف الأستراتيجية الأمريكية والسيناريوهات التي تم اعدادها والأهداف والغايات التي تم رسمها وتحديدها والتي من أجلها تم أحتلال العراق ولابد من الوقوف بقوة بالضد من المتغيرات الأوضاع التي أصبحت واقع حال ، ولابد من أيجاد وسيلة للتغيير من منظور علماني وليبرالي لذلك أنتقلت الى المرحلة الثانية والصعبة والتي سخرت كل الجهود المادية والمعنوية والأمكانات العسكرية والأستخبارية والأعلامية من أجل تطبيقها وتنفيذها على أرض الواقع ألا وهي نظرية الرعب والتي تتضمن أستخدام مرتزقة ومجاميع أرهابية للقيام بأعمال أرهابية ضد أهداف نوعية وأماكن محسوبة ومدروسة لغرض فرض واقع جديد وفق الرؤية الأمريكية ،
وان هذه النظرية وضعت البلد وشعبه في دوامة الخوف وفي نفق مظلم ومن مصير مجهول ، ومرة ثانية جرت الرياح بما لا تشتهي السفن وفقدت امريكا زمام الأمور وأختلاط الأوراق عليها لينحدر الوضع الأمني من سيء الى أسوأ، لتستغل المجاميع الأرهابية التكفيرية التي دخلت الى العراق بمساعدة البعثيين من دول الجوار هذا الوضع لتقوم بعمليات القتل والتهجير الطائفي ومن ثم أستدراج الجميع تدريجياً من القتال المناطقي في البداية الى الطائفي ، لتستغل أمريكا هذا الوضع المتردي أعلامياً وتحميل القوى الأسلامية الشيعية والسنية مسؤولية ونتاج هذا الأقتتال الطائفي والصراع الدموي التي جلبت للشعب الويلات والكوارث والدمار وتقسيماً للمحافظات والمدن ، وتزامناً مع الأجواء السوداوية وتلاطم أمواج السياسة الطائفية حاول الأحتلال أعادة تنظيم الأوراق والتوازن السياسي من خلال أعادة ودعم القوى العلمانية والليبرالية والبعثيين الخط الثاني الذين كانوا في سبات الى الواجهة للوقوف ضد المد الأسلامي كقوى مضادة ،
ومن أبرز وجوهها السيد صالح المطلك الذي فتح محلات للمزاد العلني لبيع الوطنية بمختلف أشكالها القومية والقطرية وأنواعها من حيث وطنية الخمسينيات والستينيات القرن الماضي والتي تتضمن معاداة الغرب كونها قوى أستعمارية ، ووطنية الثمانيات والتي تتضمن معاداة أيران فقط ، والوطنية المستوردة من سوريا والسعودية والأمارات ومصر ، لقد رفع المطلك راية العروبة في كل محفل ومكان وزمان بمناسبة أو من غير مناسبة ؟ ويذرف دموع التماسيح ويعلو صوت عويله وصراخاته على الوطن وضرورة البقاء في أحضان المنظومة العربية المتناحرة والمتصارعة بينها على المحورية والقطبية الشرق أوسطية ، والعمل على أفشال المشروع العراقي الوطني التعددي الديمقراطي الأتحادي والتي يتم فيها تداول السلطة سلمياً بعد الأنتخابات البرلمانية ومحاولة أعادة الوطن الى عهود الدكتاتورية والعبودية والعنصرية في ظل الحزب القومجي الواحد ذات الشعارات المزيفة والقائد مدى الحياة ، وأهدار الأموال في الحروب والهبات للدول العربية الأخرى من منطلق الغرور والشهرة على حساب الشعب المظلوم المغلوب على أمره ،
أن دفاعه المستميت عن الدول العربية التي تتدخل في الشأن العراقي والتي تدعم الأرهاب والتكفيريين ومن مفهوم القومية وبلباس الوطنية لها مدلولات عنصرية وطائفية حاقدة وبغيضة تمتد الى جذوره البعثية الصدامية الممزوجة بروحية الأنتقام نتيجة هزيمة وأنكسار حقبة الأمتداد الأموي، فهو يعلم جيداً أن التكفيريين وأقزام البعث يستهدفون طائفة معينة وأماكنها دون غيرها ،وأن المتضرر الحقيقي من تقليل حصة المياه (المقصود مع سبق الأصرار) في النهرين هي محافظات نفس الطائفة ، وأن حقوق أبناء هذه الطائفة من جراء ما جرى عليهم من مظلومية بكل أشكالها وأنواعها على يد الجلادين ما زالت مغتصبة لحد الأن ، فلمن تبيع وطنية المزاد وعلى من تطليها ، فالمشتري هو مثلك والطيور على أشكالها تقع فأغلق محلاتك يا مطلك للمزاد الوطني فأنكشف المستور وبانت السرائر .
علي حسين غلام
https://telegram.me/buratha